أعلنت "الإدارة الذاتية"، الذراع المدنية لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عن حالة الطوارئ وحظر للتجول في مدينة الرقة، شمال شرقي سورية، وذلك بعد هجوم لخلايا تنظيم "داعش"، اليوم الإثنين، تسبب بمقتل وجرح عدد من عناصر "قسد" و"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش)، الذراع الأمنية لمليشيات "قسد" في شمال شرق سورية.
وذكر "مجلس الرقة المدني" التابع لـ"الإدارة الذاتية"، في بيانٍ له اليوم، أنه "بناء على الأحداث الأخيرة التي حصلت في مدينة الرقة، نعلن حالة الطوارئ وفرض حظر كلي من تاريخ اليوم الإثنين 26 ديسمبر/ كانون الأول الجاري حتى إشعار آخر"، مطالباً "الأهالي بالالتزام بمضمون القرار".
إلى ذلك، أصدرت "الإدارة الذاتية" تعميماً يحمل الرقم 10 يقضي بإغلاق جميع المعابر ضمن مناطق سيطرتها سواء مع النظام السوري أو مع مناطق سيطرة المعارضة السورية، بدءاً من يوم السبت الموافق لـ31 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وحتى يوم الإثنين الـ2 من يناير/ كانون الثاني الساعة السادسة صباحاً، بالإضافة إلى منع الدراجات النارية والصهاريج (المتوسطة والكبيرة) من التجول بدءاً من يوم الأربعاء الموافق لـ28 ديسمبر، وحتى يوم الإثنين الموافق الثاني من يناير من العام القادم.
في غضون ذلك، قالت الناشطة وسام كريم، المقيمة في مدينة الرقة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مجموعات أمنية تابعة لـ"قسد" فرضت، عصر اليوم، طوقاً أمنياً على محيط المستشفى الوطني بمدينة الرقة، وأغلقت بعض الطرق القريبة من حي الدرعية على خلفية هجوم تنظيم "داعش" لتمشيط المنطقة وملاحقة فلول خلايا التنظيم، موضحةً أنه تم إغلاق الطرق ومداخل المدينة الأربعة.
وأكدت كريم أن اللجنة الداخلية بالرقة أصدرت تعميماً بالحظر الكلي الذي بدأ بشكلٍ فعلي اليوم. ويشمل التعميم الأسواق العامة والشعبية والمؤسسات المدنية والخدمية، وهذا الحظر إذا استمر طويلاً من الممكن أن يؤثر سلباً على الحالة المعيشية لسكان المدينة، لا سيما أن نسبة كبيرة من سكان الرقة يعانون من الحاجة، بالإضافة إلى انتشار الفقر بشكلٍ كبير في المخيمات المحيطة بمدينة الرقة والبالغ عددها 61 مخيما.
وكانت وكالة "أعماق"، المتحدثة باسم "داعش"، قد تبنت، اليوم، تنفيذ التنظيم هجوما "انغماسيا" وصفته بـ"المباغت" على مقر أمني لـ"قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) في حي الدرعية بمدينة الرقة، مؤكدةً مقتل ستة عناصر وجرح أكثر من عشرة عناصر آخرين من "قسد" و"الأسايش"، مُشيرةً إلى أن أحد منفذيْ الهجوم تمكّن من الانسحاب إلى قواعده بسلام. واعتبر التنظيم الهجوم انتقاماً للأسرى لدى "قسد"، لا سيما المحتجزين من النساء ضمن مخيم "الهول" الذي يضم عوائل من تنظيم "داعش"، شرقي محافظة الحسكة.
وأكدت "الأسايش"، في بيانٍ لها، أنها تمكنت من "قتل أحد الإرهابيين منفذي الهجوم، وإلقاء القبض على إرهابي آخر يرتدي حزاماً ناسفاً، فيما فرّ الآخرون إلى الأحياء المجاورة"، مُشيرةً إلى أن "الأسايش"، بالاشتراك مع "قسد"، "بدأت حملة تمشيط في الأحياء المجاورة، حيث تمّ إلقاء القبض على اثنين من المرتزقة، فيما لا تزال الحملة مستمرة للقبض على الإرهابيين الآخرين"، معلنةً عن "انطلاق حملة تمشيط واسعة النطاق في مدينة الرقة لمنع العمليات الإرهابية والقبض على الخلايا الإرهابية المحتملة".