جيل ستاين تحظى بدعم الأميركيين المسلمين وتهدد حظوظ هاريس

19 سبتمبر 2024
المرشحة المستقلة جيل ستاين، واشنطن 8 يونيو 2024 (ماتس نيرتين/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تحول الناخبين المسلمين والعرب**: الناخبون المسلمين والعرب في الولايات المتحدة يتحولون من تأييد كامالا هاريس إلى دعم المرشحة المستقلة جيل ستاين بسبب الدعم الأميركي للهجوم الإسرائيلي على غزة.
- **تأثير الحرب على غزة**: الحرب الإسرائيلية على غزة أثرت على دعم الناخبين المسلمين والعرب للديمقراطيين، حيث انخفض دعمهم لهاريس بسبب عدم استجابتها لمطالب وقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.
- **جهود ترامب وشعبية ستاين**: حملة ترامب نظمت فعاليات لجذب الناخبين المسلمين والعرب، بينما تدعم ستاين وقف إطلاق النار في غزة، مما يهدد فرصة هاريس في الولايات المتأرجحة.

أظهر استطلاع للرأي أنّ الناخبين الأميركيين المسلمين والعرب الغاضبين من الدعم الأميركي للهجوم الإسرائيلي على غزة يتحولون من تأييد كامالا هاريس إلى دعم المرشحة المستقلة، جيل ستاين، بأعداد قد تحرم المرشحة الديمقراطية من الفوز في ولايات حاسمة ستحدد مصير الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.

وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) ونُشر هذا الشهر، أنّ 40% من الناخبين المسلمين في ميشيغان، موطن جالية كبيرة من الأميركيين العرب، أيّدوا ستاين المنتمية لحزب الخضر، بينما حصل المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 18%، وتخلفت هاريس عن الاثنين بحصولها على نسبة 12%.

كما تتقدم ستاين على هاريس بين الأميركيين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عدداً كبيراً من السكان المسلمين حيث هزم بايدن ترامب في انتخابات 2020 بهامش ضئيل. وبين استطلاع (كير)، الذي شمل 1155 ناخباً مسلماً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أنّ هاريس كانت الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما تقدم ترامب في نيفادا بنسبة 27%، متفوقاً بـ1% فقط على هاريس. وجميعها ولايات متأرجحة لم تُحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.

وأفاد نحو 3.5 ملايين أميركي بأنهم من أصل شرق أوسطي في تعداد الولايات المتحدة لعام 2020، وهو العام الأول الذي تُسجل فيه مثل هذه البيانات. ورغم أنهم لا يشكلون سوى 1% تقريباً من إجمالي سكان الولايات المتحدة، البالغ عددهم 335 مليون نسمة، فإن ناخبيهم قد يثبتون أنهم حاسمون في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب. وكان جو بايدن فاز بأصوات المسلمين في 2020 إذ حصل في بعض استطلاعات الرأي على تأييد أكثر من 80% منهم، لكن دعم المسلمين للديمقراطيين انخفض بشكل حاد منذ الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ قرابة العام.

ودعت هاريس، أول أمس الثلاثاء، إلى "إنهاء الحرب بين إسرائيل وغزة وإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة"، وقالت أيضاً إن إسرائيل يجب ألا تعاود احتلال القطاع الفلسطيني وعبرت عن دعمها لحل الدولتين. لكن زعماء الجالية العربية والإسلامية يقولون إن مسؤولي حملة هاريس رفضوا خلال اجتماعات مغلقة في ميشيغان وأماكن أخرى، النداءات بوقف إرسال الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل أو الحد منها.

وقالت فاي نمر، مؤسسة غرفة التجارة الأميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومقرها ميشيغان وتهدف لتعزيز التجارة الأميركية مع المنطقة، إنّ "التنظيم المجتمعي والمشاركة المدنية والتعبئة على مدى عقود لم تسفر عن أي فائدة"، وأضافت "نحن جزء من نسيج هذا البلد، لكن مخاوفنا لا تؤخذ في الاعتبار".

وتخوض ستاين حملة دعم قوية لغزة، في حين يلتقي ممثلو ترامب مع المجموعات الإسلامية ويعدون بإحلال سلام أسرع مما تستطيع هاريس تحقيقه. ولم تحصل ستاين في انتخابات 2016 سوى على أكثر قليلاً من 1% من الأصوات، لكن بعض الديمقراطيين ألقوا باللوم عليها وعلى حزب الخضر في انتزاع الأصوات من الديمقراطية هيلاري كلينتون، ولا يمنح خبراء استطلاعات الرأي ستاين أي فرصة للفوز في 2024.

لكن دعمها لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وفرض حظر فوري على الأسلحة الأميركية لإسرائيل ولحركات الطلاب الهادفة لإجبار الجامعات على سحب استثماراتها في الأسلحة، جعلها محط الأنظار في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين، أما زميلها على بطاقة الترشح بوتش وير، أستاذ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، فهو مسلم.

وتحدثت ستاين هذا الشهر في مؤتمر "عرب كون" في ديربورن بولاية ميشيغان، وهو تجمع سنوي للأميركيين العرب، وظهرت على غلاف صحيفة "ذا أراب أميركان نيوز" تحت عنوان "الاختيار 2024". وقالت في مقابلة الأسبوع الماضي مع برنامج بريكفاست كلوب الإذاعي في نيويورك "كل صوت تحصل عليه حملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية"، وهي التهمة التي تنفيها إسرائيل.

مسلمو الولايات المتأرجحة يفضلون مرشحاً ثالثاً على ترامب وهاريس

 

استقطاب أصوات الأميركيين المسلمين

وقال ريتشارد غرينيل، القائم بأعمال مدير الاستخبارات السابق في عهد ترامب، إنّ حملة ترامب نظمت العشرات من الفعاليات سواء بالحضور الفعلي أو عبر الإنترنت للأميركيين من أصول عربية والمسلمين في ميشيغان وأريزونا. وأضاف "يعلم زعماء الأميركيين من أصول عربية في ديترويت أن هذه هي فرصتهم لتوجيه رسالة قوية إلى الحزب الديمقراطي مفادها بأنه ينبغي عدم الاستهانة بهم". وقال ترامب، من جهته، إنه سيعمل على إبرام المزيد من اتفاقات السلام العربية الإسرائيلية.

ومن الممكن أن تتحول جهود ترامب وشعبية ستاين إلى أرقام يحتمل أن تهدد فرصة هاريس. ويتمتع حزب الخضر بفرص في معظم الولايات، بما في ذلك جميع الولايات المتأرجحة التي قد تحسم الانتخابات، باستثناء جورجيا ونيفادا حيث يسعى الحزب إلى الحصول على نصيب من الأصوات.

وهزم بايدن منافسه ترامب في انتخابات 2020 بآلاف الأصوات فقط في بعض الولايات، ويرجع ذلك لأسباب منها دعم الأميركيين المسلمين والعرب في الولايات التي يتركزون فيها مثل جورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.

وفاز بايدن في ولاية ميشيغان بفارق 154 ألف صوت في 2020، لكن ترامب هزم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في الولاية نفسها بأقل من 11 ألف صوت في انتخابات 2016. وتضم الولاية مجموعات متداخلة تضم أكثر من 200 ألف ناخب مسجل من المسلمين و300 ألف ناخب من أصول من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي فيلادلفيا التي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين السود، انضم نشطاء إلى حملة وطنية تحت عنوان "التخلي عن هاريس"، وساعدوا في تنظيم احتجاجات خلال مناظرة لها أمام ترامب الأسبوع الماضي.

وقال رابيول شودري، أحد رؤساء مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في فيلادلفيا "لدينا خيارات. إذا تعهد ترامب بإنهاء الحرب وإعادة جميع الرهائن إلى بلدهم ستنتهي اللعبة بالنسبة لهاريس". وقال ترامب إنّ الحرب لم تكن لتندلع أبداً لو كان رئيساً، ولم يوضح كيف سينهي الحرب علماً أن ترامب مؤيد قوي لإسرائيل.

وفي جورجيا، حيث فاز بايدن في 2020 بفارق 11779 صوتاً، يحشد نشطاء 12 ألف ناخب للالتزام بعدم التصويت لهاريس ما لم تتحرك إدارة بايدن بحلول 10 أكتوبر/ تشرين الأول لوقف إرسال جميع الأسلحة إلى إسرائيل والمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في غزة والضفة الغربية والتعهد بدعم قانون أميركي يفرض حظراً على تقديم أسلحة للدول المتورطة في جرائم حرب. ووقع الآلاف بالفعل على تعهدات مماثلة في نيوجيرزي وبنسلفانيا وويسكونسن.

وقال النائب الأميركي دان كيلدي، ممثل الحزب الديمقراطي عن ولاية ميشيغان، إنه يشعر بالقلق إزاء تأثير حرب غزة على الانتخابات الرئاسية، وأضاف أن هذا الأمر لا يقتصر على الأميركيين المسلمين والعرب بل إن هناك مجموعة أوسع نطاقاً من الناخبين الأصغر سناً وغيرهم يشعرون بالغضب. وشدد على انه "لا يمكن التراجع"، مضيفاً أن هاريس لا يزال لديها "الفرصة والمهلة" لتغيير المسار لكن الوقت ينفد.

(رويترز، العربي الجديد)