جيش الاحتلال يستعيد جثث 6 أسرى وسط سخط على حكومة نتنياهو

20 اغسطس 2024
أثار إعلان جيش الاحتلال سخط أهالي المحتجزين على الحكومة، تل أبيب 19 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

جيش الاحتلال: العملية نفذت بناء على معلومات استخبارية دقيقة

أهالي الأسرى الإسرائيليين هاجموا بيان جيش الاحتلال

أقارب المحتجزين: يدا نتنياهو ملطخة بالدماء

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء عن استعادة جثث ستة محتجزين إسرائيليين لدى حركة حماس، في عملية بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وذلك في بيان أثار سخط أهالي المحتجزين الذين طالبوا مراراً بإعادة أبنائهم أحياء في إطار صفقة تبادل.

وقال جيش الاحتلال في بيان مشترك مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك): "في عملية مشتركة نُفذت الليلة الماضية (الاثنين)، تمكن جيش الدفاع وجهاز الأمن العام من انتشال جثامين المخطوفين ياغيف بوختشاف، وألكسندر دنتسيغ، وأفراهام موندر، ويورام مِتسغر، وناداف بوبلوِل، وحاييم بيري من منطقة خانيونس". وأشار البيان إلى أن العملية تمت "على يد مقاتلي لواء المظليين، ومقاتلي وحدة "يهلوم"، والكتيبة 75 بقيادة الفرقة 98، وبالتعاون مع قوات جهاز الأمن العام"، مضيفا أن "نجاح العملية يعود إلى معلومات دقيقة للشاباك، ووحدات الاستخبارات، ومديرية المخطوفين في قسم الاستخبارات، أسفرت عن تحديد موقع الجثامين في منطقة خانيونس". وأكد البيان استمرار "بذل كافة الجهود العسكرية والاستخباراتية" لتحقيق ما وصفها بـ"المهمة الوطنية العليا" المتمثلة في إعادة جميع المحتجزين.

فشل الضغط العسكري

وأثار الإعلان سخط أهالي المحتجزين الإسرائيليين الذين قللوا من شأن "الإنجاز" الذي تحدث عنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووجهوا اللوم لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وتنضم هذه العملية إلى عمليات أخرى استعاد فيها الاحتلال جثث أسرى بعضهم قُتل بنيران إسرائيلية. ومن المفارقات أن إسرائيل تقتل أسراها في وقت تطالب فيه حركة حماس -في إطار مقترح لصفقة تبادل- بأكبر عدد من المحتجزين الأحياء.

ويأتي الإعلان في ظل التعنت الإسرائيلي وتشدد نتنياهو بمواقفه الرامية لإفشال جهود التوصّل إلى صفقة تبادل، كما يتزامن ذلك مع تراجع حراك الشارع الإسرائيلي، المطالب بإبرام صفقة، وتراجع التظاهرات وحجمها، باستثناء محاولات أهالي المحتجزين أنفسهم وجزء يسير من الإسرائيليين الذين يساندونهم. وتتعارض نتائج العمليات العسكرية الإسرائيلية مع النظرية التي يطرحها نتنياهو وعدد من وزراء ائتلافه الحاكم، بأن المزيد من الضغط العسكري على حركة حماس، سيعمّق الإنجازات العسكرية، وسيعيد المحتجزين، ذلك أن الحرب مستمرة، فيما يتناقص عدد المحتجزين الأحياء على الدوام. كما تكمن المفارقة في أن الجيش الإسرائيلي يعتبر استعادة الجثث إنجازاً بعد نحو 11 شهراً على حرب الإبادة على قطاع غزة.

"يدا نتنياهو مطلخة بالدماء"

ورداً على الإعلان، هاجم أقارب المحتجزين المعادة جثثهم نتنياهو وحكومته واتهموه بالتخلي عنهم. وقال إيال مور، قريب أفراهام موندر (أحد الذين استعيدت جثثهم) لإذاعة "كان ريشت بيت" العبرية: "انتظرنا صفقة تعيدهم جميعاً (على قيد الحياة)، لكن الواقع صفعنا هذا الصباح".

وقال قريب آخر له يُدعى شاحر مور لصحيفة "هآرتس" العبرية، إن العائلة حصلت على إشارة في شهر يناير/ كانون الثاني أو فبراير/ شباط أنه على قيد الحياة، مضيفاً "منذ أكتوبر/ تشرين الأول (2023) حتى مارس/ آذار نجا من هذا الجحيم. كان يرى ويسمع. سمع أعضاء الكنيست. سمع بيبي (بنيامين نتنياهو) يحبط الصفقة. اتصل بنا الجيش هذا الصباح وأخبرنا أنه مات، وأنه تم انتشال الجثة وهي في طريقها إلى إسرائيل. ولم يذكروا أي شيء عن ظروف الوفاة. كان لدينا مختطف وهو الآن ميت".

وأضاف مور أيضًا: "يدا نتنياهو شخصياً ملطّخة بالدماء. أتيحت الكثير من الفرص لإعادتهم (المحتجزين)، ولو أراد ذلك، لكانوا هنا. هذه الحالة تؤكد فقط مدى الحاجة الملحّة لتحرير كل من هو على قيد الحياة. أنا لست مهتماً بمزيد من الجثث. الجثث لا تهمني. هناك أناس على قيد الحياة لا تبذل إسرائيل قصارى جهدها لإنقاذهم.. لماذا يجب أن تتلقى المزيد من العائلات مثل هذه الأخبار مثلي؟". من جانبه، أكد منتدى عائلات المحتجزين الاسرائيليين أن إعادة الجثث، "تشكّل أكبر دليل على أهمية الصفقة التي تعيد أبناءنا وبناتنا في أسرع وقت ممكن، قبل فوات الأوان".

وفي مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، قالت ريعوت إيفين طوف، قريبة المحتجز حاييم بيري الذي أعيد جثة هامدة، إن التقديرات تشير إلى أن وفاته كانت بسبب عمليات الجيش في قطاع غزة. وأضافت: "كانت هناك فرص لإخراجه حياً، وقد ضاعت هذه الفرص بفعل قرارات بشرية. كان ينبغي إعادته حياً من غزة. أعتقد أن الإهمال المستمر هو الشيء المهم هذا الصباح". وتابعت: "هناك أشخاص ما زالوا على قيد الحياة، ولا ينبغي تفويت الفرصة المطروحة حالياً لإعادتهم أحياء.. كانت هناك أكثر من فرصة، ولم يحدث ذلك ما يجعل الدماء تغلي.. هذا الأمر أكثر إلحاحاً من أي شيء آخر".