جيش الاحتلال يدرس خطوات جديدة للتعامل مع العبوات الناسفة في الضفة

02 يوليو 2024
من اقتحام جيش الاحتلال لطولكرم في الضفة الغربية، 1 يوليو 2024 (نضال إشتية/الأناضول)
+ الخط -

يثير مقتل وجرح جنود بالعبوات الناسفة قلقاً متزايداً بجيش الاحتلال

تهديد العبوات الناسفة في الضفة الغربية ليس جديداً

تعتمد قوات الاحتلال في عملياتها على معلومات استخباراتية واسعة

تحاول قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال وفرقة الضفة الغربية إيجاد حلول للعبوات الناسفة التي تستهدف القوات الإسرائيلية لدى اقتحامها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة المحتلة، وسط حيرة كبيرة في التعامل معها، بعد تسببها بمقتل وإصابة جنود، ودراسة خطوات جديدة تعتمد على آليات مدرعة أثقل في الهجوم، وقصف أوسع من الجو، وتعزيزات استخباراتية، وإجراءات مشددة، قد تنال حتى من فلسطينيي الداخل لدى دخولهم الضفة أو خروجهم منها.

ويثير مقتل وجرح جنود بالعبوات الناسفة قلقاً متزايداً في الجيش الإسرائيلي، خصوصاً خلال الاقتحامات الأخيرة للضفة ومخيماتها، ما يدفعه للتفكير مجدداً بجميع الجوانب المتعلّقة بالعمليات العسكرية الإسرائيلية داخل المخيمات. وفي المقابل، هناك من يرى أن هذه الأحداث "تؤكد حقيقة أن الهجمات على المخيمات يجب أن تستمر، وربما بوتيرة أعلى".

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن تهديد العبوات الناسفة في الضفة الغربية ليس جديداً، وأن عناصر المقاومة في المخيّمات بدأوا على ما يبدو بتعلّم عمليات جيش الاحتلال ومحاور الدخول والخروج، وأسلوب العمليات، ويحاولون الرد على ذلك بطرق مختلفة. كما تعمل فرقة الضفة الغربية على تغيير أساليب عملها، وتلجأ إلى أساليب مختلفة بهدف التمويه. ووصفت الصحيفة ما يحدث بأنه لعبة القط والفأر، وأن هذا خطير جداً.

ويسعى جيش الاحتلال الإسرائيلي من وراء هذه العمليات إلى تحقيق أهداف عدة، منها منع دخول الأسلحة إلى المقاومة في المخيّمات، واعتقال واغتيال المقاومين. ومنذ عملية طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك عمليات متواصلة داخل المخيّمات، مع التشديد على شمال الضفة، وعلى رأسها نابلس، وجنين، وطولكرم.

وتعتمد القوات الإسرائيلية في عملياتها على معلومات استخباراتية واسعة، يحاول جهاز الأمن العام (الشاباك) وجهات أخرى توفيرها، ومحاولة رصد مواقع زرع العبوات الناسفة.

ويقوم جيش الاحتلال باستخدام آليات ثقيلة من أجل الكشف عن المحاور التي قد توجد فيها عبوات ناسفة، هذا بالإضافة إلى قيامه بعمليات مسح لبيوت وعدة مواقع، من أجل جمع الأسلحة والمتفجرات على أنواعها. ومنذ بداية الحرب، نقل جيش الاحتلال عدداً كبيراً من قواته إلى جبهتي غزة ولبنان، قبل أن يعيد جزءاً كبيراً منها لاحقاً.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول أمني لم تسمّه، قوله إن هناك تخوفات من "المحاولات المستمرة من قبل إيران وحماس ومنظمات أخرى، لإدخال أسلحة إلى الضفة الغربية، من بينها آر بي جي"، على حدّ تعبيره، محذراً من امتلاك المقاومة في الضفة أسلحة من هذا النوع، ومضيفاً أنه "بين الفينة والأخرى، يتم ضبط أسلحة، خلال محاولات تهريبها عبر الحدود الأردنية في منطقة الأغوار.

ويعرب المسؤولون في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال عن قلقهم الشديد إزاء ظاهرة يقولون إنها خطيرة، ويزعمون أنهم بدأوا بملاحظتها، قد تساهم في وصول الأسلحة إلى الضفة، من خلال فلسطينيي الداخل. وبحسب المسؤول الأمني، "هناك الكثير من الأسلحة التي تخرج من قطاع غزة، بحيث يأخذ الأشخاص (في إشارة إلى جنود الاحتلال) ما يحلو لهم، ويبيعون ذلك لمنظمات إجرام في إسرائيل، ومن هناك قد تصل بكل سهولة إلى الضفة الغربية. لقد رأينا عدة حالات تم فيها استخدام صواريخ وعبوات ناسفة وسط البلاد، في حوادث جنائية، ولكن بسهولة قد يصل هذا إلى هنا أيضاً (لاستخدامات ضد الاحتلال)".

وبسبب هذه المخاوف، تعمل قيادة المنطقة الوسطى في هذه الأيام، على اتخاذ خطوات، تقود إلى فحص فلسطينيي الداخل، لدى دخولهم الضفة الغربية، وليس كما هو الحال الآن، بحيث يجري بالأساس فحص المركبات لدى عودتها من الضفة إلى داخل الخط الأخضر. ويقول جيش الاحتلال إن هناك عدة نقاط يمرّ الفلسطينيون منها بين الضفة والداخل بدون فحص بتاتاً.

كما يرى الجيش الإسرائيلي أن إضعاف أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية يزيد من احتمالات القيام بعمليات ضد أهداف إسرائيلية. في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال تحقيقاته بشأن تفجير عبوات ناسفة في الآونة الأخيرة، أدت إلى مقتل وجرح عدد من جنوده في الضفة.