جونسون مع بدء خطوات اختيار خليفته: "أرحل من الحكومة مرفوع الرأس"

13 يوليو 2022
مثل جونسون أمام مجلس العموم (رويترز)
+ الخط -

رأى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بعد أسبوع على استقالته، أنه يغادر المنصب "مرفوع الرأس"، بينما بدأ حزبه المحافظ، اليوم الأربعاء، عملية تدريجية لتقليص عدد المرشحين لخلافته من ثمانية إلى اثنين، وسط تبادل اتهامات بشأن ممارسات غير نزيهة.

وفي مواجهة النواب في مجلس العموم، أكد جونسون أنه "فخور" بحصيلة أدائه، وقال بأسف خلال جلسة مساءلة: "صحيح تماماً أنني سأرحل في وقت لم أقم باختياره... لكنني أغادر وأنا مرفوع الرأس".

ومثل جونسون أمام مجلس العموم في واحدة من آخر جلسات الاستجواب النيابية بصفته رئيساً للحكومة، قبل إعلان خلفه في الخامس من سبتمبر/أيلول بعد إحباط مسعى المعارضة لإطاحته قبل هذا الموعد.

ويتسارع السباق على خلافة جونسون، ويبدو أن وزيرة الدفاع السابقة بيني موردنت هي المرشحة الأوفر حظاً. وحسب استطلاع للرأي أجراه مركز يوغوف اليوم الأربعاء بين الناخبين المحافظين، تأتي سكرتيرة الدولة للتجارة الدولية التي لا يعرفها البريطانيون كثيراً في المرتبة الأولى في نيات التصويت.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وسعى حزب العمال المعارض، اليوم، لفرض تصويت في مجلس العموم لحجب الثقة عن جونسون، معتبراً أن المملكة المتحدة غير قادرة على تحمل كلفة أسابيع من التنازع الداخلي في حزب المحافظين بسبب الأزمة المعيشية وغيرها من التحديات، على غرار الحرب في أوكرانيا. لكن الحكومة رفضت فسح هامش لمناقشة المسعى العمالي، في خطوة وصفها خبراء دستوريون بأنها غير مسبوقة.

وأُجبر جونسون، الأسبوع الماضي، على التنحي بعد انتفاضة كبيرة عليه داخل حكومته، شملت خصوصاً وزير المالية ريشي سوناك، على خلفية سلسلة فضائح أدت إلى تراجع التأييد الشعبي للمحافظين في الاستطلاعات.

وكان سقوط جونسون مدوياً لسياسي حقّق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التشريعية التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول 2019، وأخرج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي بعد شهر من ذلك، إلى أن وصلت جائحة كوفيد إلى بريطانيا.

سوناك يتصدّر نتائج الجولة الأولى

ومن المقرّر أن يقلص النواب المحافظون عدد المرشحين الثمانية الذين تخطوا التصفية الأولية الثلاثاء.

وأي مرشح من الثمانية لا ينال 30 صوتاً يُقصى. وستُجرى عمليات تصويت عدة ستمتد حتى الأسبوع المقبل، وصولاً إلى حصر السباق بمرشحَين. ويحسم السباق النهائي بتصويت أعضاء الحزب.

وفاز وزير المالية البريطاني السابق ريشي سوناك بأكبر عدد من الأصوات في الجولة الأولى من التصويت لخلافة جونسون كزعيم لحزب المحافظين ورئيس للوزراء، بعد استبعاد مرشحين اثنين.

وحصل سوناك على 88 صوتاً، متقدماً على بيني موردنت التي حصلت على 67 صوتاً، وليز تراس التي حصلت على 50. وتم استبعاد وزير المالية ناظم الزهاوي والوزير السابق جيريمي هانت.

وفيما قال جونسون إنه لن يدعم أي مرشح، لم يتوانَ مناصروه الأوفياء عن توجيه الانتقادات إلى سوناك، أحد المرشحين الأوفر حظاً لخلافته، وعمدوا إلى حشد التأييد لوزيرة الخارجية اليمينية ليز تراس.

ونفى معسكر سوناك التخطيط لتعزيز حظوظ مرشّحين أقل قدرة على المنافسة، في مسعى لقطع الطريق على آخرين حظوظهم أكبر على غرار تراس، قبل التصويت النهائي لأعضاء الحزب.

وتصدّى وزير النقل غرانت شابس، الذي انسحب من السباق دعماً لسوناك، لاتّهامات وجّهت إلى مرشحه بأنه كان "مستشاراً اشتراكياً"، لإشرافه على حزمة دعم كبرى خلال الجائحة.

ومذّاك يشدد سوناك على ضرورة إيجاد توازن في المالية العامة في موقف مناقض لحزمة الإعفاءات الضريبية التي يعد بها منافسوه، والتي أثارت مخاوف المصرف المركزي وخبراء اقتصاديين.

وتصدّر سوناك، الثلاثاء، قائمة المرشّحين، متقدماً على وزيرة الدفاع السابقة بيني موردنت، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية توم توغندهات.

وحلّت بعدهم وزيرة الدولة السابقة للمساواة كيمي بادينوك، ووزير المالية الجديد ناظم الزهاوي، ووزير الصحة السابق جيريمي هانت، والنائبة العامة سويلا برافرمان.

وفي خطابها الأول بصفتها مرشحة لخلافة جونسون، شدّدت موردنت، اليوم، على القضايا الوطنية، في تسجيل فيديو حُذف بعد شكاوى تقدّم بها أشخاص ظهروا فيه من دون أخذ موافقتهم.

وقالت عنصر الاحتياطي في البحرية الملكية إن مشاهدتها عندما كانت تبلغ تسع سنوات قوة بحرية تغادر بورتسموث لاستعادة جزر فوكلاند (بحسب التسمية البريطانية، ومالوين بحسب التسمية الأرجنتينية)، من بوينوس أيرس، شكل إلهاماً لها للالتحاق بالسلك.

وقالت موردنت: "أعتقد أن حزبنا فقد إحساسه بذاته"، مشبّهة المحافظين بنجم فريق البيتلز بول مكارتني الذي أشعل الحماسة في مهرجان غلاستونبوري الموسيقي الشهر الماضي، وقالت: "انخرطنا في كل تلك النغمات الجديدة، لكن ما نريده حقاً هو الأمور القديمة الجميلة التي نعرف كلنا كلماتها"، في إشارة إلى الضريبة المخفضة، والدولة الصغيرة والمسؤولية الشخصية.

من جهتها، نفت برافرمان التي تُعدّ دخيلة على السباق، أن تكون الانتقادات السائدة حالياً تلحق الضرر بالمحافظين على المدى الطويل.

ولدى وصول المرشحين للمثول أمام النواب المحافظين قبيل التصويت اليوم، قالت برافرمان: "سنتّحد خلف من يحقق فوزاً نزيهاً وصريحاً أياً يكن".

ويأتي تعيين رئيس الوزراء الجديد وسط أزمة غلاء تخنق الأسر البريطانية بسبب تضخم بلغت نسبته 9.1 بالمائة، مع أن إجمالي الناتج المحلي للبلاد ارتفع بنسبة 0.5 بالمائة في مايو/أيار.

(فرانس برس، رويترز)