أنهى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أمس الأربعاء، زيارة للإمارات، بعد زيارته للكويت، فيما سيتوجه خلال الساعات القادمة إلى السعودية وبعدها قطر، في وقت اعتبر فيه برلمانيون أن هذه الزيارات كان الأولى أن يقوم بها رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي.
وفي وقت لم تعلن فيه حكومة الوحدة الوطنية عن نتائج زيارة الدبيبة للكويت، أول محطات جولته الخليجية، نشر المكتب الإعلامي للحكومة، منتصف ليل الأربعاء- الخميس، بياناً ليبياً إماراتياً مشتركاً بعد استقبال ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، للدبيبة.
وبحسب البيان فقد بحث الدبيبة مع بن زايد "تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنميتها من خلال تكثيف التعاون والعمل المشترك وإقامة شراكات في مختلف المجالات التنموية والاستثمارية الاقتصادية والأمنية".
ونقل المكتب الإعلامي عن الدبيبة تطلعه لـ"موقف دولي موحد تجاه ليبيا وفق المصالح المشتركة بما يعزز فرص الاستقرار والأمن وفرض السيادة الليبية على كامل ترابها"، مورداً عن بن زايد تأكيده على أن العلاقات بين البلدين "أخوية وراسخة"، وتطلعه إلى تعزيزها وتنميتها خلال المرحلة المقبلة لمصلحة الشعبين الشقيقين.
وتعليقا على جولة الدبيبة الخارجية، قال عضو مجلس النواب والرئيس الأسبق للجنة الحوار السياسي لمجلس النواب، عبد السلام نصية، إن "الزيارات الخارجية من مهمة المجلس الرئاسي وفي حدود القيام بمهامه، أما رئيس الوزراء فزياراته داخليه بين المدن الليبية للوقوف على مشاكل الناس وايجاد الحلول لها"، مضيفاً في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر": "هل سمعنا بأن رئيس وزراء مصر أو تونس يتجول في الخارج !؟".
الزيارات الخارجية من مهمة المجلس الرئاسي وفي حدود القيام بمهامه، اما رئيس الوزراء زياراته داخليه بين المدن الليبية للوقوف على مشاكل الناس وايجاد الحلول لها. لهذا تم فصل المجلس الرئاسي عن رئاسة الوزراء . هل سمعنا بان رئيس وزراء مصر او تونس يتجول في الخارج !؟ #استعادة_الدولة
— د.عبدالسلام نصية 🇱🇾 (@freedomlibya42) April 7, 2021
وهو الموقف ذاته الذي أعلن عنه عضو مجلس النواب، زياد دغيم، في حديث لتلفزيون ليبي ليل البارحة الأربعاء.
لكن خلط الصلاحيات والاختصاصات "مألوف في المشهد الليبي"، على حد وصف المحلل السياسي الليبي، مراون ذويب، لافتاً في تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن "السؤال الحالي هو ماذا يمكن أن يحقق الدبيبة من زيارته لأبوظبي والرياض؟".
وأوضح ذويب أن البيان الصحافي للمكتب الإعلامي لحكومة الوحدة الوطنية يعكس سعي الدبيبة إلى "موقف دولي موحد تجاه ليبيا"، يحمل رسالة لأبوظبي مضمونها أن عليها الانخراط في الموقف الدولي الجديد.
وأشار إلى أن مثل هذا المسعى يجب أن يتضمن تحديد الإمارات لموقفها من مسألة المرتزقة الذين جلبتهم من دول إفريقية إلى ليبيا، بالإضافة لموقفها الداعم للواء المتقاعد، خليفة حفتر، سياسياً وعسكرياً وهو ما لا يمكن أن تنكره الإمارات، على حد تعبيره.
ومرت علاقة دولة الإمارات بليبيا بتوتر كبير، إبان حكومة الوفاق السابقة، على خلفية دعم أبو ظبي لحفتر في عدوانه على طرابلس عسكرياً.
وأكدت تقارير عديدة لخبراء الأمم المتحدة تورط الإمارات في خرق قرار حظر توريد السلاح الى ليبيا، بل وبناء قاعدة الخادم الجوية قريبا من معقل حفتر العسكري، في الرجمة، شرقي بنغازي، وإقامة جسر جوي يربط معسكراتها على أراضيها بقاعدة الخادم بالإضافة لجلب آلاف المرتزقة الأفارقة للقتال في صفوف حفتر.
وفي مجمل قراءته لزيارة الدبيبة للإمارات يقول "أعتقد أنها خطوة أولى لتغيير الموقف الإماراتي في اتجاه تخليها نهائياً عن حفتر"، مضيفاً أن الزيارة حملت بالتأكيد دعوة للإمارات للاستثمار في ليبيا ووعودا بمنحها حصصا في إعادة إعمار البلاد كطريق يمهد لخطوات أكبر.
وفيما يستبعد ذويب حصول الدبيبة على الكثير من المكاسب من الإمارات، يرى أن زيارته للكويت أولا لها دلالتها "فهي دولة محايدة في الملف الليبي ولها ثقلها الخليجي ويمكن أن تدعم مساعيه لبناء موقف خليجي من الأزمة الليبية ما يجعل الإمارات أكثر عزلة إذا تعنتت في موقفها".