جماعة مسلّحة جديدة تتبنى الهجوم على قاعدة عين الأسد غربي العراق

06 اغسطس 2024
هجوم سابق على قاعدة عين الأسد في العراق، 13 يناير 2020 (أيمن حنا/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد**: أعلنت جماعة "الثوريون" مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد في العراق، مما أدى إلى إصابات بين الجنود الأميركيين. تم توقيف عدد من المسؤولين وأفراد من المنطقة المحيطة.

- **تحليل الجماعة المسؤولة**: يُرجح أن "الثوريون" هي واجهة إعلامية لكتائب حزب الله العراقية، التي تستخدم أسماء متعددة لتشتيت الحكومة والقوات الأميركية.

- **الجهود الحكومية والانتشار الأمني**: أكدت الحكومة العراقية نجاحها في الحد من استهداف القواعد العسكرية، رغم استمرار الهجمات على القواعد الأميركية كرد فعل على المجازر في غزة.

أعلن فصيل مسلّح يطلق على نفسه اسم "الثوريون"، مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد غربي العراق، ليل أمس الاثنين، وأوقع إصابات بصفوف الجنود الأميركيين، فيما أصدرت الحكومة العراقية إشارات جديدة حيال وجود تقدم بملف الانسحاب الأميركي من العراق ضمن مساعي التهدئة التي تقوم بها منذ أسابيع. ومنذ الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء، توافد قادة عسكريون عراقيون على محيط قاعدة عين الأسد الواقعة في بلدة البغدادي، 90 كيلومتراً إلى الغرب من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي العراق.

وعلم "العربي الجديد"، أن قيادة الجيش قررت توقيف عدد من المسؤولين وأفراد من المنطقة التي نُفذ منها الهجوم على القاعدة، وإحالتهم على التحقيق. وقال مسؤول أمني إن التحقيق شمل ضباطاً كباراً، والتفاصيل المتاحة حالياً أن الشاحنة التي نُفذ من خلالها الهجوم تتبع لأحد فصائل الحشد الشعبي العاملة في منطقة غرب الأنبار. في السياق، أعلنت جماعة تطلق على نفسها "الثوريون"، مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت في بيان لها نقلته منصات مرتبطة بالجماعات والفصائل العراقية المسلّحة الحليفة لإيران، اليوم الثلاثاء: "نعلن استهداف قاعدة عين الأسد التابعة للاحتلال الأميركي غرب العراق بعدة صواريخ وطائرات مسيّرة مساء اليوم الاثنين". وأضاف البيان: "نؤكد أن عملياتنا ستكون بإمكانيات متطورة ومتواصلة حتى خروج آخر جندي أميركي من أرض عراقنا الحبيب".

وبشأن الجماعة الجديدة، رجّح الباحث بالشأن الأمني العراقي أحمد العبيدي، أن تكون "واجهة جديدة من واجهات كتائب حزب الله العراقية"، مضيفاً أن "الجماعة عبارة عن اسم إعلامي لا أكثر، والراجح أنها وجماعات أخرى مثل أصحاب الكهف، والمنتقم والمهندس، وغيرها كلها، واجهات لكتائب حزب الله، تحاول من خلالها تشتيت الحكومة والقوات الأميركية، وتخفيف الضغط الذي تمارسه قوى سياسية شيعية تحاول أيضاً التهدئة مع الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني"، وفقاً لقوله.

في السياق ذاته، أكد الناطق العسكري باسم الحكومة العراقية اللواء يحيى رسول، أن "الحكومة نجحت خلال الفترة الماضية واستطاعت أن تعمل بشكل دقيق للحدّ من استهداف القواعد العسكرية العراقية التي تتواجد فيها قوات أو مستشارون من التحالف الدولي"، مضيفاً أنه "عندما نتعامل مع الولايات المتحدة، فلدينا اتفاقية أمنية عسكرية، ولجان التفاوض وصلت إلى مراحل جيدة في موضوع انتقال مهمة التحالف الدولي إلى أن تكون لدى العراق علاقات جيدة مع الولايات المتحدة".

ومنذ أيام عدة، تواصل قوات الأمن العراقية الانتشار على مسافات واسعة بمحيط قاعدة عين الأسد لمنع أي استهداف محتمل للقاعدة الجوية العسكرية. وهذا الهجوم هو الثالث من نوعه الذي تتعرض له منشآت عسكرية أميركية في العراق خلال أقل من شهر، رغم الجهود التي تبذلها حكومة السوداني للحفاظ على حالة التهدئة بين الفصائل المسلحة الموالية لطهران والقوات الأميركية العاملة بالعراق. وتعرّضت قاعدة عين الأسد التي تضم أكبر عدد من القوات الأميركية في العراق، لهجمات صاروخية عدة منذ سنوات، وزادت بعد إعلان المقاومة الفلسطينية البدء بعملية "طوفان الأقصى"، في إطار الرد العراقي على المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ومنذ ذلك التاريخ، نفذت جماعة "المقاومة الإسلامية"، التي تضم فصائل "النجباء"، و"كتائب حزب الله"، و"سيد الشهداء"، والإمام علي"، و"الأوفياء"، وفصائل أخرى تُعرف بأنها مرتبطة أو مدعومة من إيران، أكثر من 200 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على قاعدتي عين الأسد وحرير الأميركيتين في الأنبار وأربيل، غربي وشمالي العراق، إلى جانب هجمات مماثلة على قواعد أميركية شرقي سورية، ضمن الحسكة ودير الزور.