جرحى مدنيون بقصف على مخيم للنازحين في ناحية عفرين شمالي سورية

08 مايو 2024
خلال اشتباكات قرب مخيمات النازحين في دير بلوط بريف عفرين، 12 أكتوبر 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مخيم أرض الأمل في عفرين تعرض لقصف صاروخي من "قوات سوريا الديمقراطية" والنظام السوري، مما أدى لإصابة مدنيين، ورد الجيش التركي بقصف المواقع المعادية.
- وفاة محامٍ في سجون النظام السوري بالحسكة بسبب تدهور حالته الصحية ورفض السجن نقله للعلاج، مما أثار توترًا بين أقاربه والسكان المحليين.
- الوضع في عفرين والحسكة يزداد تعقيدًا بسبب القصف المتكرر والتوترات الأمنية، مما يسلط الضوء على الوضع الإنساني الهش والمعقد في سوريا ويثير مخاوف من تصاعد العنف.

جُرح مدنيون، اليوم الأربعاء، جراء قصف صاروخي من مناطق مشتركة السيطرة بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وقوات النظام السوري على مخيم للنازحين المهجرين في ناحية عفرين بريف حلب الشمالي، فيما رد الجيش التركي بقصف المواقع التي أطلقت منها النيران.

وقال الدفاع المدني السوري، في بيان، إن قصفاً صاروخياً مصدره مناطق السيطرة للجانبين، استهدف مخيم أرض الأمل في منطقة الخالدية بناحية عفرين، شمالي حلب، ما أدى لوقوع جرحى من سكان المخيم. وأكد الدفاع المدني أن القصف تجدد مرة أخرى على المخيم نفسه بعيد سقوط الجرحى، موضحاً أن القصف مصدره مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام و"قسد". وكانت مخيمات النازحين المهجرين في ريف حلب الشمالي قد تعرضت سابقاً لقصف مماثل في ريف حلب، ما أدى لوقوع ضحايا.

وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قصف اليوم كان مصدره محور نبل والزهراء ومحور منغ في ريف حلب الشمالي، مضيفاً أن المنطقة المستهدفة تقع شرق ناحية عفرين، وهي قرية على خطوط التماس، وأشار إلى أنه من بين الجرحى امرأة حامل، دون وجود إحصائية دقيقة لعدد الجرحى حتى الآن، وأكد أن القصف بقذائف الهاون أيضاً طاول منازل ومحطة طاقة شمسية في المنطقة، وأدى إلى أضرار مادية جسيمة، مشيراً إلى أن الجيش التركي رد بقصف مدفعي على مصادر النيران.

وبحسب ما أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد جاء القصف على المخيم اليوم بعد قرابة 20 ساعة من قصف مدفعي تركي طاول مواقع في قرى كالوته ومياسة وكوندي ومازن، التي تنتشر فيها "قسد" إلى جانب قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد، أول أمس، بأن عنصراً من قوات النظام قتل وأصيب آخران بقصف من الجيش التركي على مواقع في قريتي خريبشة وديرقاق بريف حلب الشمالي.

يذكر أن منطقة عفرين ومحيطها في ريف حلب الشمالي الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة ونفوذ الجيش التركي تعج بمخيمات النازحين المهجرين الذين فروا من الحرب التي شنها النظام السوري بدعم إيراني روسي على مدنهم وقراهم في بقية المحافظات.

توتر في الحسكة بعد وفاة محامٍ في سجون النظام

في سياق منفصل، توفي محامٍ في سجون النظام السوري، نتيجة تفاقم حالته الصحية بمدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، الليلة الماضية بعد توقيفه أياماً لأسباب مجهولة، ما أثار توتراً لدى أقاربه، وخشية لدى السكان المحليين من تصعيد مسلّح. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن المحامي ثامر حبيب الطلاع توفي ليلة أمس في سجن داخل فرع الأمن الجنائي، التابع للنظام، في مدينة الحسكة، بعد تفاقم حالته الصحية في السجن، ورفض إدارة السجن نقله إلى المستشفى للعلاج.

وبحسب المصادر التي تفضل عدم ذكر اسمها لدواعٍ أمنية، فقد أوقف أمن النظام المحامي قبل أيام لأسباب مجهولة. وأوضحت المصادر أن الطلاح ينحدر من عشيرة البومعيش من قبيلة البكارة العربية، وحادثة الوفاة سببت حالة احتقان وغضب لدى أفراد القبيلة، وهناك تهديدات لقائد الشرطة في مدينة الحسكة ورئيس فرع الأمن الجنائي. وحمّل أقارب المحامي النظام مسؤولية وفاة الطلاع.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن قائد الشرطة في الحسكة، العميد محمد ياسر شيحة، هو المسؤول الأول عن التعليمات التي تنفذ في فرع الأمن الجنائي المرتبط بوزارة الداخلية، ويشغل هذا المنصب من يوليو/ تموز عام 2023، وكان سابقاً معاوناً لقائد الشرطة في اللاذقية، وقبلها في إدلب.

وأوضحت المصادر أن هناك تخوفاً من وقوع اشتباكات مسلّحة نتيجة التوتر الحاصل حالياً. وكانت الحسكة قد شهدت الصيف الماضي توتراً مماثلاً على خلفية احتقان عشائري، سببه قائد مليشيا الدفاع الوطني التابع للنظام السوري عبد القادر حمو، بعد أن اعتدى الأخير على أحد شيوخ عشيرة الجبور، وانتهت تلك الاشتباكات التي انحاز فيها النظام الى جانب العشائر، بمقتل حمو، وسيطرة قوات النظام على منزله الذي كان يتحصّن فيه مع بضعة عناصر.

المساهمون