جرحى في مواجهات بين الجيش ومحتجين في شمال لبنان

16 يوليو 2021
قطع المحتجون طريق سكة الشمال في جبل محسن (حسين بيضون)
+ الخط -

أصيب عدد من اللبنانيين بجروح، اليوم الجمعة، نتيجة إشكال وقع بين الجيش اللبناني ومحتجين على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار، تخلله إطلاق نار كثيف ورشق بالحجارة عند مدخل جبل محسن شمالي لبنان.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أن خمس فرق إسعاف عملت على نقل 19 جريحاً حتى الساعة إلى مستشفيات المنطقة، فيما تعمل على معالجة المصابين بجروح طفيفة ميدانياً.

وأشار بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إلى "إصابة عشرة عسكريين بجروحٍ جراء تعرّضهم للرشق بالحجارة في منطقة جبل محسن من قبل عددٍ من المحتجين".

وعمد محتجون على ارتفاع سعر صرف الدولار، الذي تجاوز اليوم الجمعة حاجز 23 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، وعلى تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والانقطاع المتواصل في الكهرباء والمياه شمالاً، إلى قطع سكة الشمال في جبل محسن، قبل تدخل عناصر الجيش اللبناني الذين حاولوا فتح الطريق بالقوة، ما أدى إلى حصول تدافع قوي بين الطرفَيْن، ليتطوّر ويصل إلى حدِّ إطلاق الرصاص في الهواء من جانب الجيش الذي تعرّض بدوره لرشقٍ بالحجارة، نتج عنه سقوط جرحى من الجانبَيْن.

واستقدم الجيش تعزيزات إلى المكان في محاولةٍ للسيطرة على الوضع وفرض الاستقرار في المنطقة، في ظلّ ارتفاع وتيرة المسيرات في طرابلس، وسط دعوات للنزول بكثافة إلى الشارع وتنظيم وقفات احتجاجية.

وتُستكمل التحركات اليوم في عددٍ من مناطق بيروت والبقاع ومحافظة جبل لبنان، بحيث عمد محتجون إلى قطع الطرق بالإطارات المشتعلة ورفع شعارات تدعو إلى سقوط الطبقة السياسية.

ويخيّم الهدوء الحذر على العاصمة اللبنانية اليوم، بعد اشتباكات اندلعت مساء أمس بين الجيش اللبناني ومحتجين في مناطق نفوذ "تيار المستقبل" في الطريق الجديدة الكولا- المدينة الرياضية، حيث أسفرت عن سقوط عددٍ من الجرحى، وذلك بالتزامن مع اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، فيما طالب الشبان المعتصمون برحيل رئيس الجمهورية ميشال عون، وسط دعوات في الشارع لإسقاطه.

من جانب آخر، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، أن "لبنان سيتمكن من تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها حالياً على مختلف المستويات، لأن الأحداث أثبتت أن إرادة الحياة عند اللبنانيين مكّنتهم دائماً من التغلب على صعوبات كثيرة في الماضي".

وشدد عون أمام زوّاره في قصر بعبدا الجمهوري على أنّ "لا شيء يجب أن يحبط اللبنانيين على رغم قساوة ما يتعرضون له"، واعداً بـ"بذل كل الجهود للخروج من الأزمات المتلاحقة التي يعانون منها"، بحسب ما جاء في بيان الرئاسة اللبنانية.

وعادت مطالب اللبنانيين باستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون لترتفع أكثر بعد اعتذار الحريري، وحملوه إلى جانب الرئيس المكلف مسؤولية الأزمة الحكومية باعتبارهما يستمرّان في "التقاتل على الحصص والمقاعد الوزارية والمناصب على حساب لبنان ومصلحة اللبنانيين، وأدخلا البلد في سنة من التعطيل وتصريف الأعمال رغم الظروف الاستثنائية الصعبة التي تعيشها البلاد".

ويجدد ناشطون في انتفاضة 17 أكتوبر دعوتهم إلى رحيل الطبقة السياسية، التي أوصلت لبنان إلى الانهيار ونهبت مقدرات الدولة واستولت مع المصارف على أموال المواطنين وودائعهم، ويكرّرون مطلبهم منذ إسقاط حكومة الحريري الأخيرة في الشارع بحكومة انتقالية مستقلة من رأسها إلى أعضائها، ومؤلفة من اختصاصيين قادرين على النهوض بالبلد من جديد، والذهاب إلى انتخابات نيابية قادرة على إحداث التغيير المنشود عبر صناديق الاقتراع.

المساهمون