جبالي: موقف مصر من سورية تحكمه اعتبارات الأمن القومي منذ 13 عاماً

15 ديسمبر 2024
رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد رئيس مجلس النواب المصري، حنفي جبالي، على موقف مصر الثابت تجاه الأزمة السورية، مشددًا على أهمية وحدة وسلامة الأراضي السورية ورفض التدخلات الأجنبية، مع احترام خيارات الشعب السوري، واعتبار الحل السياسي وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254 السبيل الوحيد للأزمة.
- دعا جبالي إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات لبناء سوريا جديدة تحتضن جميع أبنائها، مشددًا على ضرورة التزام المجتمع الدولي بالحفاظ على وحدة وسلامة سوريا.
- أدان جبالي الممارسات الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل، مؤكدًا على موقف مصر المتوازن وحرصها على التواصل مع جميع الأطراف السورية ودعم الجهود لإعادة سوريا لمكانتها الطبيعية.

قال رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي، اليوم الأحد، إن موقف بلاده من الأزمة الممتدة في سورية منذ 13 عاماً كان ولا يزال موقفاً تحكمه اعتبارات الحفاظ على الأمن القومي العربي، ويستند إلى ضرورة الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وضمان سيادتها على أراضيها من دون تفريط أو انتقاص، بالإضافة إلى رفض التدخلات الأجنبية في شؤونها، واحترام خيارات الشعب السوري.

وأضاف جبالي، خلال فعاليات الجلسة العامة للبرلمان، أن "الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ، ما يجعل أمن واستقرار سورية أمراً حيوياً لمصر، ومرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بأمنها القومي، لا سيما مع ما تمر به سورية من تطورات سياسية متلاحقة". وتابع أن "الحل للأزمة السورية لا يمكن أن يكون إلا سياسياً بامتياز، يستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 إطاراً أمثل لبدء عملية سياسية شاملة تقودها إرادة السوريين الحرة، وتؤسس لنظام يعكس تعددية الشعب من دون عصبية أو طائفية أو إقصاء، ويحفظ مؤسساتها الوطنية".

وزاد جبالي قائلاً إن "التأخر في إطلاق عملية سياسية حقيقية كلف الشعب السوري الشقيق ثمناً باهظاً، ولذلك لا مجال لتضييق الآفاق أو تقليص الأمل بمصالح أو رؤى ضيقة، ترتقي فوق المصلحة الوطنية السورية الجامعة، فالأمة اليوم في أمس الحاجة إلى أن تتوحد صفوفها، وتتناسى الخلافات، وتبني معاً الوطن الذي تستحقه سورية، بحيث تحتضن جميع أبنائها بلا تفرقة أو تمييز، وتستعيد وحدتها وسيادتها بعيداً عن الحروب الأهلية وفتن الطائفية".

وأكمل بأن "الحفاظ على سورية هو التزام واضح لا يقبل اللبس، ويجب أن يتحمل مسؤوليته المجتمع الدولي برمته، باعتبارها عضواً مؤسساً في منظمة الأمم المتحدة، ومن غير المقبول السماح لأي طرف باستغلال الظروف الدقيقة، أو التحولات المتسارعة التي تشهدها، من أجل تكريس واقع جديد على الأرض، أو المساس بوحدتها وسلامتها الإقليمية، أو إحداث تغييرات تمس هويتها وثوابتها".

وأعلن جبالي إدانة البرلمان المصري "الممارسات الإسرائيلية السافرة في الجولان السوري المحتل، وما تمثله من انتهاك صارخ للقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن". وقال إنها "محاولة مرفوضة لتكريس الاحتلال، وتوسيع رقعته، بينما تظل أرض سورية ملكاً لشعبها وحده، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يغض الطرف عن تلك الانتهاكات المهددة للأمن والسلم الدوليين". كما جدد رفض مصر "أي محاولة من أي طرف إقليمي أو دولي يسعى إلى فرض مناطق نفوذ على الأراضي السورية، أو التدخل في الشأن السوري الداخلي، سواء كان ذلك بمحاولات تغيير الواقع الجغرافي أو الديمغرافي، أو بإذكاء النعرات المذهبية والعرقية، أو بنشر التوجهات الإقصائية التي لا مكان لها في سورية الجديدة التي تقوم على الوحدة والعدالة، والتعايش بين جميع أبنائها".

وأضاف جبالي أن "مصر تبنت موقفاً متوازناً تجاه الأزمة السورية، وحرصت على الحفاظ على قنوات التواصل المفتوحة مع جميع الأطراف والقوى السياسية والاجتماعية السورية. كما احتضنت الأشقاء السوريين بكل احترام ورحابة، ومنحتهم الأمان والرعاية، وعاملتهم باعتبارهم جزءاً من الأسرة المصرية، في مشهد يعكس أسمى معاني التضامن والتآزر"، على حد تعبيره. وختم بالقول إن "مصر بتاريخها ودورها المحوري ستظل صوت العقل والحكمة في ما يخص كل جهد يسعى إلى إعادة سورية إلى مكانتها الطبيعية بين أشقائها العرب ركناً أساسياً من أركان النظام الإقليمي، وركيزة من ركائز الأمن القومي العربي".

المساهمون