ثلاثاء أميركي كبير لكن مملّ: فرصة أخيرة لهيلي واختبار جديد لبايدن

05 مارس 2024
مناصرون لترامب في كارولينا الشمالية، 2 مارس (ريان كوليرد/فرانس برس)
+ الخط -

"يجب أن تسأل نفسك، إذا كان ما بين 30 و40 في المائة من الناخبين في الولايات المبكرة في الانتخابات التمهيدية لم يصوتوا لترامب، فكيف سيكسب الانتخابات العامة؟". بهذا التساؤل، برّرت المندوبة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الساعية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، رفضها الانسحاب من الانتخابات التمهيدية للحزب، رغم خسارتها حتى الآن في جميع الولايات التي حصلت فيها هذه الانتخابات، ومن بينها مسقط رأسها، ولاية كارولينا الجنوبية، أمام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وفوزها الرمزي في واشنطن العاصمة أول من أمس، مع صعوبة تحقيقها أي اختراق اليوم في ما يُعرف بـ"الثلاثاء الكبير" الانتخابي.

وبينما تتحضر هيلي وترامب لانتخابات "الثلاثاء الكبير" اليوم، حيث تصوت 15 ولاية في يوم واحد في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري لاختيار مرشحيهما للرئاسة، في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، توقع كثيرون أن هيلي ربما تنسحب من السباق، إلا أنها لا تزال تؤكد أنها قادرة على المنافسة، وأن ترامب غير قادر على الإطلاق، إذا ما ترشح عن الحزب المحافظ، أن يهزم الرئيس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات هذا العام.

وتواجه هيلي اليوم الثلاثاء، ترامب، في جولة ربما ستكون حاسمة، وقد تحدد موقفها من البقاء في السباق أو عدمه، وذلك في "الثلاثاء الكبير"، والذي تحدد مجرياته عادةً بشكل كبير اسم مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

وكانت هيلي قد فازت أول من أمس الأحد، في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في العاصمة واشنطن، وهو أول فوز لها في السباق التمهيدي الجمهوري، ويعد فوزاً رمزياً لها، لأن واشنطن (مقاطعة كولومبيا) ديمقراطية الولاء سياسياً، وليس مسجّلاً فيها سوى 23 ألف ناخب جمهوري، ولم يشارك في الاقتراع سوى 2035 ناخباً، بحسب شبكة "سي بي أس".

وحصلت هيلي، المنافِسة الوحيدة المتبقية لترامب في السباق، على 62.9 في المائة من أصوات الناخبين مقابل 33.2 في المائة لترامب. وذكرت حملتها أن هيلي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تفوز في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري. وحتى صباح اليوم الثلاثاء، أصبح في جعبة هيلي 43 مندوباً بالانتخابات التمهيدية، فيما حاز ترامب 247 مندوباً، وذلك بتصدره تمهيديات كارولينا الجنوبية وميشيغن وأيوا ونيوهامشير ونيفادا والجزر العذراء الأميركية، بالإضافة إلى أيداهو وميسوري (أجرت داكوتا الشمالية أمس الاثنين الانتخابات التمهيدية).

بفوزها بواشنطن العاصمة، أصبحت هيلي أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تفوز في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري

ويوصف "الثلاثاء الكبير" (اليوم الثلاثاء في 5 مارس/آذار الحالي) في السياسة الأميركية، بأنه أحد أهم التواريخ الانتخابية في البلاد، ويطلق عليه "يوم الحسم" حيث تتم الانتخابات التمهيدية في أكبر عدد من الولايات في يوم واحد، وتتم الانتخابات هذه المرة في 15 ولاية، بالإضافة إلى إقليم ساموا الأميركي.

ومن هذه الولايات، كاليفورنيا وتكساس الكبيرتان (169 و161 مندوباً على التوالي عن الحزب الجمهوري، و424 عن الحزب الديمقراطي)، بالإضافة إلى ألاباما وأركنساس وألاسكا وكولورادو ومين وماساتشوستس ومينيسوتا وكارولينا الشمالية وأوكلاهوما وتينيسي ويوتا وفيرجينيا وفيرمونت. وتتضمن تمهيديات "الثلاثاء الكبير" هذا العام، إعلان نتائج ولاية أيوا بالنسبة للديمقراطيين والتي تم التصويت فيها بالبريد خلال الأسابيع الماضية، علماً أن الجمهوريين لن يصوتوا اليوم في تمهيديات إقليم ساموا، بل في 8 مارس، أي يوم الجمعة المقبل.

"الثلاثاء الكبير" تاريخياً

حتى النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، لم يكن هناك وجود لمصطلح "الثلاثاء الكبير" في الانتخابات الأميركية، حتى قرّر عدد من الولايات تقديم موعد انتخاباتها التمهيدية لتكون في بداية السباق وفيه في الغالب يتم اختيار نحو ثلث المندوبين الذين سيختارون مرشح الحزب (الديمقراطي والجمهوري) النهائي للرئاسيات. علماً أن عدد المندوبين الكامل للحزب الجمهوري هو 2429 مندوباً، و3934 للحزب الديمقراطي.

تقارير دولية
التحديثات الحية

ويحتاج أي مرشح للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، للفوز بـ1215 مندوباً، و1968 للفوز بالترشيح الديمقراطي. وفي العام 2016، فاز ترامب بـ7 ولايات من أصل 11، بـ"الثلاثاء الكبير"، عن الحزب الجمهوري (حصل حينها تيد كروز على 3 ولايات، وفاز ماركو روبيو بولاية واحدة)، وكان ذلك بداية طريق ترامب الحقيقي إلى البيت الأبيض. وفازت حينها الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون، بـ7 ولايات، والسيناتور بيرني ساندرز بـ4، عن الحزب الديمقراطي.

ولـ"الثلاثاء الكبير" أهميته أيضاً، كونه يضم تركيبة سكانية أكثر تنوعاً، بخلاف الولايات الأولى التي أجرت التمهيديات، مثل أيوا ونيوهامشير، واللتين تضمان أكثرية من المواطنين البيض وكبار السن.

وتعد الانتخابات التمهيدية نظاماً يتم فيه إجراء انتخابات أولية أو تجمعات انتخابية في الولايات، وكل ولاية لها عدد معين من المندوبين. وفي حال حصول مرشح على العدد المطلوب من المندوبين عن طريق فوزه في إحدى الولايات، يتم في الغالب اختياره في المؤتمر العام للحزب، سواء الجمهوري والديمقراطي. ويختار الجمهوريون مرشحهم في المؤتمر الجمهوري الوطني المقرّر هذا العام من 15 إلى 18 يوليو/تموز المقبل، حيث يجتمع مندوبو الحزب، من بينهم نحو 104 مندوبين معينين فقط (أي المندوبين الكبار). وللفوز بترشح الحزب الجمهوري، يجب على المرشح الحصول على أغلبية بسيطة.

 تضم ولايات الثلاثاء الكبير تركيبة سكانية أكثر تنوعاً، بخلاف ولايات تضم أكثرية من البيض وكبار السن

ويضم "الثلاثاء الكبير" هذا العام بالنسبة للحزب الجمهوري إجمالي مندوبين يقدر بـ874 مندوباً موزعين كالتالي: ألاباما (50) - ألاسكا (29) - إقليم ساموا الأميركي (9) - أركنساس (40) - كاليفورنيا (169) - كولورادو (37) - ماين (20) - ماساشوستس (40)- مينيسوتا (29) - كارولينا الشمالية (74) – أوكلاهوما (43)- تينيسي (58)- تكساس (161) -  يوتا (40) - فيرمونت (17) - فيرجينيا (48). علماً أن واشنطن العاصمة (يطلق عليها انتخابياً اسم مقاطعة كولومبيا) منحت هيلي 19 مندوباً، فيما داكوتا الشمالية (أجريت أمس) تمنح الفائز 29 مندوباً.
وبعد "الثلاثاء الكبير"، تتواصل الانتخابات التمهيدية في باقي الولايات، وأهمها من حيث عدد المندوبين، فلوريدا بـ125 مندوباً (مقرّرة في 19 مارس).

30% لا يريدون ترامب

ويتوقع رئيس معهد "غلوبال بوليسي" وأستاذ العلوم السياسية في جامعة "باي أتلانتيك" في واشنطن، باولو شيراخ، في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد"، كما الجميع، أن يكون ترامب في طريقه للفوز بترشيح حزبه، خصوصاً أن الرئيس السابق ليس لديه معارضون، بحسب قوله، لافتاً إلى أن هيلي حتى لو بقيت في السباق بعد "الثلاثاء الكبير"، فإن ترامب بالتأكيد هو المرشح المفضل لدى الغالبية من الجمهوريين، "ولكن ليس لدى جميعهم".

ويوضح شيراخ أن هناك نحو 30 في المائة من الجمهوريين لا يريدون أن يكون ترامب مرشح الحزب للرئاسة. وبرأيه، فإن هذا الأمر يُظهر أن قاعدة ترامب الانتخابية، رغم وفائها الشديد له، ليست قوية بما يكفي ليتم انتخابه رئيساً، بحسب قوله. ويضيف: "بعبارة أخرى، ترامب أكثر من كافٍ ليصبح مرشح الحزب الجمهوري، لكنه ليس كافياً ليصبح رئيساً، حيث يتمتع بقاعدة قوية جداً من المؤيدين المخلصين، لكن هذه ليست غالبية الناخبين الأميركيين، ولا أعتقد أنه يفعل الكثير لتوسيع قاعدته".

ويؤكد شيراخ أن "الثلاثاء الكبير سيثبت أن ترامب هو المرشح الجمهوري الذي لا يُهزَم، وأنه في طريقه للحصول على الترشيح، ولكن مع ذلك، فهو لا يفعل الكثير لجعل قاعدته أكبر، لأنه في وقت الانتخابات العامة، يحتاج إلى أكثر بكثير من 70 في المائة من الجمهوريين ليتم انتخابه".

باولو شيراخ: ترامب أكثر من كافٍ ليصبح مرشح الحزب الجمهوري، لكنه ليس كافياً ليصبح رئيساً

وفي ما يخص فرص هيلي في حال واجه ترامب متاعب قانونية وتم ترشيحها من قبل الحزب، يرى باولو شيراخ أن "هيلي لديها الوضع ذاته، فهي لا يمكنها الفوز حتى بين الجمهوريين"، متسائلاً "كيف بإمكانها الفوز، وليست لديها حتى فرصة بعيدة للوصول إلى أي مكان، لكنها تخوض هذه المعركة لإظهار أن هناك أشخاصاً على استعداد للتصويت لنوع مختلف من الجمهوريين، وليس لترامب، الذي يُعتبر في نظر العديد من الأميركيين مجرماً، وبالتالي فإن المعركة الآن رمزية".

وردا على سؤال حول استمرارها في الانتخابات أو عدمه، يقول: "ربما لن تواصل السباق، لكنها أظهرت على أقل تقدير أن هناك بدائل لنسخة الحزب الجمهوري من ترامب، وقد يكون لها مستقبل بعد سنوات قليلة من العمل في السياسة، أي بعد سنوات قليلة من الآن".

تمهيديات الحزب الديمقراطي وتصويت الاعتراض

أما بالنسبة للديمقراطيين، فمن الطبيعي أن يرشح الحزب الرئيس الحالي، وبالتالي لا توجد أي منافسة حقيقية في السباق، غير أن نتائج حملة "غير ملتزم" التي أطلقها ناشطون وحركات سياسية وعرب ومسلمون ضد الحرب في غزة، حفزت عددا من المعارضين لموقف بايدن من العدوان الإسرائيلي على غزة لإطلاق حملاتهم يوم "الثلاثاء الكبير"، حيث قررت حركات احتجاجية وناشطون التصويت بغير ملتزم في ولايتي مينيسوتا وكولورادو للضغط على بايدن من أجل وقف الحرب.

وتوضح منسقة حملة "غير ملتزم" في مينيسوتا، أسماء نظامي، لـ"العربي الجديد"، أن الحملة تستهدف الضغط على بايدن لإجباره على الاستماع لأصوات العرب. وتقول: "يشارك في الحملة أشخاص من مختلف الأديان وأطياف المجتمع، وهناك ديمقراطيون أيضاً سيصوتون بغير ملتزم، خصوصاً أن نحو 80 في المائة من الديمقراطيين في الولايات المتحدة يؤيدون وقف إطلاق النار في غزة".

وتلفت نظامي إلى أن الولاية تضمّ ما بين 140 و150 ألف مسلم، بما يقدر بنحو 2.5 في المائة من عدد سكّانها، وأن هدفهم من هذه الحملة التأكيد على أنه ينبغي على بايدن أن يستمع إلى الأصوات التي تنادي بوقف الحرب. وبرأيه، فإن "حملة ميشيغن أحرجت الرئيس، ونريد أن نواصل الضغط حتى يستجيب لمطالبنا، والناخبين يريدون أن يظهروا لبايدن أنهم مستاؤون خصوصاً في ولاية تصوت في الأساس للديمقراطيين".

كذلك أطلق ناشطون في ولاية فيرجينيا حملة "استمع إلى فيرجينا"، وبسبب أنه لا توجد في بطاقة الاقتراع بالولاية خانة "غير ملتزم"، فقد قرروا التصويت يوم "الثلاثاء الكبير" للمرشحة الديمقراطية ماريان ويليامسون بسبب موقفها المطالب بوقف النار في غزة، وإيقاف المساعدة العسكرية لإسرائيل، وذلك رغم أن ويليامسون كانت أعلنت سحب ترشحها للرئاسة بمنافسة بايدن (وهناك أيضاً عضو مجلس النواب الأميركي دين فيليبس الذي لا يزال في السباق).

وتعد ولاية فيرجينيا إحدى الولايات المتأرجحة، التي ربما تؤثر أعداد العرب والمسلمين والشباب الغاضبين فيها على فرص بايدن في حال صوتوا ضده في الانتخابات.

وفي هذا السياق، يقول المتحدث باسم حملة "استمع إلى فيرجينيا"، ماهر ماسيس: "نريد أن نرسل رسالة مدوية إلى إدارة بايدن بأن حياة الفلسطينيين مهمة، وكذلك أصواتنا، ونرفض أن يتم إسكاتنا أو تجاهلنا بعد الآن، ومع كل اقتراع، نؤكد وجودنا ونطالب بالاعتراف بأصواتنا واحترامها".

وتطالب الحملة بايدن من أجل استعادة الثقة، بضمان وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والانسحاب الفوري لجميع القوات الإسرائيلية المعادية من غزة، وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم، وإعادة بناء غزة، ودعم الاعتراف بفلسطين، مشيرين إلى أن الرئيس خلال حملته الانتخابية لعام 2020، تعهد بالدفاع عن الحقوق المدنية للأقليات والتزم بالاعتراف بالقيمة المتساوية لحياة الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن الأحداث الأخيرة أظهرت تجاهلاً واضحاً من قبله وقبل إدارته لحقوق الفلسطينيين والانحياز الكامل لإسرائيل.

وعلى الرغم من أن التصويت بغير ملتزم أو لأي مرشح آخر لن يؤثر على فرص فوز بايدن بالترشيح، إلا أن رغبة المجتمع العربي والمسلم والمعارضين للموقف الأميركي هي في توجيه رسالة إليه مفادها أنهم قادرون على التأثير على فرصه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

من جانبه، يرى الزميل الأول في معهد "إندبندنت للسياسات" إيفان أيلاند، لـ"العربي الجديد"، تعليقاً على المصاعب التي تواجه بايدن، إن نحو 13 في المائة من الناخبين في ميشيغن صوتوا بـ"غير ملتزم" تعبيرا عن عدم التزامهم بالتصويت له، مشدداً على أن الأمر يتجاوز الجالية العربية الأميركية، والمسلمة، بل أيضاً التقدميين والشباب الغاضبين من موقفه من القضية الفلسطينية.

لكن رغم ذلك، يستبعد أيلاند أن يصوت هؤلاء الغاضبون لدونالد ترامب، ويرى أن الأخير يواجه مشكلة أكبر من التي يواجهها بايدن، معربا عن اعتقاده أنه من المحتمل أن يغير سياسة الولايات المتحدة العسكرية في الشرق الأوسط بالفعل. وبرأيه، فإن بايدن يضغط على الإسرائيليين من أجل السماح بدخول المزيد من المساعدات ومن أجل وقف النار، ولكن يبدو أنهم ربما يجرون مناقشات رفيعة المستوى حول هذا الموضوع، لذلك علينا أن نرى ما سيحدث، وأعتقد أننا سنرى هذا التغيير مرة واحدة في السياسة الأميركية، خصوصاً أن العرب الأميركيين والشباب والتقدميين الذين يدعمون الفلسطينيين يتمتعون بنفوذ أكبر مما اعتادوا عليه داخل الحزب الديمقراطي".

قررت حركات احتجاجية وناشطون التصويت بغير ملتزم ضد بايدن في مينيسوتا وكولورادو

لكن بحسب أيلاند، فإن بايدن من المؤكد أنه لن يقطع المساعدات العسكرية عن إسرائيل، وإنما سيحاول ممارسة المزيد من الضغط خلف الكواليس من أجل وقف النار.

ورداً على سؤال حول توجه عدد آخر من الولايات للتصويت بـ"غير ملتزم"، أو التصويت لمرشح آخر، يعرب أيلاند عن اعتقاده بأن التحركات لن تكون في هذه الولايات بحجم ميشيغن لكنها ستكون كفيلة بأن تسبب حالة من القلق لدى بايدن وحملته، والتأثير بشكل أو بآخر إما على القرارات السياسية أو على التصويت له في الانتخابات المقبلة.

أما بالنسبة لترشح مستقلين مثل البروفيسور كورنيل ويست (هو كاتب وناشط وفيلسوف)، وتأثير ذلك على فرص ترامب وبايدن، فيرى أيلاند أن ويست لن يحصل على الكثير من الأصوات، لكنه سيأخذها بالتأكيد من بايدن، لأنه يلاقي قبولاً كبيراً في أوساط الشباب والتقدميين، مؤكداً رغم ذلك أن الناخبين في نهاية المطاف سيصوتون لبايدن في الانتخابات العامة خوفاً من عودة ترامب. ويلفت كذلك إلى أنه حال استمرار روبرت إف كيندي جونيو، كمرشح رئاسي، فإنه سيحصل على أصوات من كلا الجانبين.

ويرى أيلاند أن من أسباب بقاء هيلي حتى الآن في السباق التمهيدي الجمهوري، هو أنه لا يزال بإمكانها الحصول على التمويل لحملتها، بالإضافة إلى أن هناك حافزاً آخر لها للبقاء، وذلك في حالة تلقي ترامب أي ضربة، مثل إدانته أو شيء من هذا القبيل وانهيار ترشحه، أو لأنها تحاول تسويق نفسها لانتخابات عام 2028. ويعرب عن اعتقاده بأن ترامب سيهزم هيلي إلى حد ما في معظم أو كل الولايات وربما جميع الولايات، ولكن مشكلته تكمن في الانتخابات العامة لأن الكثيرين من الناخبين الذين صوّتوا لهيلي ربما لن يصوتوا له، ويمكن أن يصل ذلك إلى 25 إلى 40 في المائة من الحزب الجمهوري.

ترشيح كورنيل ويست

يُذكر أن كورنيل ويست، المرشح المحتمل المستقل للانتخابات الرئاسية المقبلة، يتخذ موقفاً أخلاقياً في ما يخص القضية الفلسطينية، حيث كان استقال من جامعة هارفرد منذ أعوام بسبب ما وصفه بالتحيّز ضد الفلسطينيين، ويلاقي قبولا كبيرا في أوساط الشباب التقدميين والعرب والمسلمين والأميركيين الأفارقة. ويقول ويست في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد"، إن بايدن يجب أن يشعر بالعار لأنه يسمح بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصاً الأطفال الفلسطينيين، مضيفا أن جريمة الإبادة الجماعية هي أسوأ جريمة يمكن تصورها. كما يلفت إلى أن شخصاً مثله يتحدر من أصل أفريقي، يعرف تماماً ما يعنيه أن يتم قتلك واعتبارك مجرماً، ويفهم ما يعنيه التعرض للهجوم والترهيب والقتل.

ويؤكد ويست في حديثه أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إنهاء الاحتلال وإنهاء الحصار وإلى وقف إطلاق النار على الفور. ويضيف: "الفلسطينيون يجب أن تكون لديهم دولة تضمن الكرامة الفلسطينية والمساواة إلى جانب الأمن اليهودي والسلامة اليهودية، يجب أن تكون لديك دولة  تحمي الجميع بالتساوي".

وكان ويست أعلن في يونيو/حزيران 2023 أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية، وقرّر أخيراً أنه سيترشح مستقلا، وينحاز إلى القيم والمبادئ التي يؤمن بها، ويوصف بأنه ناشط يساري تقدمي. وقال عندما أعلن ترشحه، إنه سيترشح "لإنهاء القبضة الحديدية للطبقة الحاكمة، وضمان الديمقراطية الحقيقية".

ويشترط لوضع اسم كورنيل ويست كمرشح رئاسي مستقل على بطاقة الاقتراع في الولاية في انتخابات الرئاسة الأميركية 2024، أن يحصل على عدد معين من التوقيعات في هذه الولاية بينما تشترط ولايات أخرى دفع مبلغ مالي معيّن، وتعد تينيسي أقل الولايات في عدد التوقيعات المطلوبة المقدرة بـ275 توقيعا، بينما تشترط ولاية كاليفورنيا الحصول على 219 ألفا و403 توقيعات لوضع اسمه ضمن أسماء المرشحين بالولاية.

ويخشى الديمقراطيون ترشح كورنيل ويست، خصوصاً أنه تقدمي، وديمقراطي سابق، وينال إعجاب شباب اليسار، كما أن مواقفه الأخلاقية والسياسية تتسق مع مبادئه، ويخشون أنه ربما ينتزع أصواتاً من درب بايدن.

المساهمون