تونس: مسيرة صامتة لعائلات المعتقلين السياسيين للمطالبة بإطلاق سراحهم

25 فبراير 2024
قام الأهالي بتقييد أنفسهم بالسلاسل في خطوة رمزية (العربي الجديد)
+ الخط -

اختتمت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس اعتصامها في مقر الحزب الجمهوري وسط العاصمة تونس، اليوم الأحد، بتنظيم مسيرة صامتة إلى شارع بورقيبة، مقيدين بالسلاسل، في خطوة احتجاجية رمزية للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

وبيّنت تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين، أن الاعتصامات والإضرابات التي خاضوها لم تصل إلى السلطة، ومن ثم كان لا بد من هذه الخطوة، ربما تصل رسائلهم إلى العالم، وإلى (الرئيس التونسي) قيس سعيّد الذي يرفض الإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وقالت زوجة الناشط السياسي عبد الحميد الجلاصي، منية براهم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنهم "أرادوا من خلال هذه الخطوة إيصال أصواتهم إلى أحرار تونس وإلى أحرار العالم، ما دامت السلطة صماء لا تسمع إلا نفسها"، موضحة أنه بعد ثورة 2011، هناك مظلمة كبرى مسلطة على المعتقلين السياسيين وعلى المعارضة، وما يحصل هدفه تفكيك الحياة السياسية".

وأضافت براهم أن "القادة السياسيين المعارضين في تونس يقبعون في السجون ظلماً وبهتاناً دون أدلة"، مبينة أن "تُهمتهم خطيرة جداً، وهي التآمر على أمن الدولة، والإحالة تمّت وفق فصول قانونية خطيرة جداً قد تؤدي إلى الإعدام، وقد مضى أكثر من سنة وهم في السجن، واليوم هم في إضراب جوع لليوم 14، مضحين بصحتهم وحياتهم رغم الأمراض المزمنة للعديد منهم، وهذا للقول إن ما يحصل في حقهم ظلم فحسب".

من جهتها، أكدت زوجة الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، فايزة راهم، أن "عصام صامد رغم أنه فقد من وزنه نحو 8 كيلوغرامات بسبب إضراب الجوع، ومطلبه الأساسي رفع المظلمة"، مضيفة في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "مسيرة اليوم كانت صامتة، لأن صوتهم ما دام لم يصل إلى السلطة، ربما بالصمت يبلغون رسالتهم".

وأوضحت راهم أن "المعتقلين تونسيون، ذنبهم أنهم مارسوا عملاً سياسياً، والاتهامات العديدة الموجهة إليهم باطلة، مبينة أن على السلطة التنفيذية رفع يدها عن القضاء".

وفي السياق عينه، تحدث عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين المحامي سمير ديلو، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إن "حكماً جديداً صدر  أمس السبت، على عضو جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، يقضي بسجنه 6 أشهر على خلفية شكوى تقدمت بها هيئة الانتخابات"، مبيناً أن الحكم شديد، وفيه خرق واضح للقانون ولكل الإجراءات، ومن حق المحامين طلب التأخير، ولا وجود لأي مانع لذلك، وليس هناك ما قد يضر العدالة، لكنها عجلت بالحكم".

وبيّن ديلو أن "جوهر بن مبارك في إضراب جوع، ولا يمكنه التنقل إلى محكمة، وقد تم توضيح ذلك للقاضي وكان متفهماً، ولكن للأسف النيابة أصرت على المحاكمة".

وحول وضعية المعتقلين بعد أسبوعين من إضراب الجوع، ردّ أنها "سيئة، وإضرابات الجوع لا تقاس بعدد الأيام، بل بالظروف والحالة الجسدية والصحية للمعتقلين بعد عام من السجن".

تعقيد إضافي

أمّا القيادي في الحزب الجمهوري وسام الصغير، فأوضح أن "تنسيقية عائلات المعتقلين السياسيين خيّرت القيام بحركة رمزية، وهي تكبيل أنفسها بالسلاسل احتجاجاً وتنديداً بسجن ذويها"، مبيناً أنه "بهذه الحركة هم يؤكدون أنهم مستعدون للالتحاق بالسجناء".

إلى ذلك، شدد رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أنهم "في قلب المعركة، والتحركات التي يقومون بها ضرورية لإشعار الرأي العام، وتسليط الضوء على قضية المعتقلين السياسيين"، مبيناً أنه "لا بد من سحب القرار السياسي القاضي بإيداع هؤلاء السجون"، مشيراً إلى أن "الخطوة التي اتخذتها عائلات المعتقلين اليوم تندرج في إطار سلسلة من التحركات المتعددة التي قامت بها، خاصة أن الوضع يسير نحو مزيد من التعقيد في ظل أحكام سجنية جديدة، ومنها الحكم ضد جوهر بن مبارك"، مؤكداً أن "هناك رغبة في الانتقام من هؤلاء".

وأضاف الشابي أنهم" لن يملوا من الاحتجاج، فقد خبِروا هذا النوع من الصراع في الماضي، وكان النصر في النهاية، والعبرة في السياسة بالنتائج، فالزعيم الراحل الحبيب بورقيبة هُزم، وكذلك بن علي والمعركة مع قيس سعيّد انطلقت مع انقلابه في 25 يوليو/ تموز 2021، ولا شك أن الحرية ستنتصر".

يذكر أن عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين السياسيين، المحامية دليلة مصدق، كانت أعلنت أمس السبت، دخولها في إضراب وحشي عن الطعام (بلا طعام، ولا ماء، ولا دواء)، مبينة في فيديو على صفحتها الرسمية في "فيسبوك"، بعد الحكم على شقيقها جوهر بن مبارك بـ6 أشهر، إثر شكوى قدمتها هيئة الانتخابات بسبب تصريحات إذاعية.