عقد الرئيس التونسي قيس سعيّد، يوم الجمعة، سلسلة لقاءات مع وزراء ومسؤولين في حكومته، لـ"مناقشة سير العمل الحكومي خلال الأيام القليلة الماضية"، بحسب ما قال بيان للرئاسة التونسية عبر صفحتها في "فيسبوك".
وخلال لقائه وزيرة العدل ليلي جفال، مساء الجمعة، قال سعيّد إن هنالك دوراً مهماً يجب أن تلعبه النيابة العمومية بتونس "في إثارة الدعاوي ضد كل من أجرم في حق المواطنين والدولة"، لأن الشعب التونسي يطالب بـ"المحاسبة وتطهير البلاد في إطار محاكمات عادلة يُطبق فيها القانون على الجميع بالتساوي".
وأكد سعيّد "ضرورة البتّ في عدد من القضايا التي بقيت عالقة في المحاكم لمدة سنوات طويلة، وعلى ضرورة محاسبة كل من يعمل هذه الأيام على تجويع الشعب بالمضاربة غير المشروعة والاحتكار للمواد الغذائية على وجه الخصوص".
وأشار الرئيس التونسي إلى أنّ "عمليات المراقبة المشتركة التي قامت بها وزارات الداخلية والمالية والتجارة وتنمية الصادرة والفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، أثبتت حجم الاحتكار والشبكات التي تقف وراءها وتختلق الأزمات بغاية التنكيل بالمواطنين وتأجيج الأوضاع الاجتماعية".
في السياق، التقى سعيّد كذلك رئيس الحكومة أحمد الحشاني، وبحسب بيان للرئاسة التونسية، فقد شدّد سعيّد على "الإسراع في عملية مراجعة دقيقة لكل الانتدابات التي جرت منذ عام 2011"، قائلاً إنّ "هذه المراجعة صارت اليوم أمراً مستعجلاً، خصوصاً في ظل تعطيل عدد من الإدارات سياسة الدولة، مثلما حصل في المدة الأخيرة، عندما رفض أحد المسؤولين تسلّم مبلغ مالي لفائدة الدولة".
وأشار إلى أن "مثل هذا السلوك لا بدّ أن يحاسب عليه من قام به، ولا سيّما أنه سلوك منتشر في عدد من الإدارات، مثلما حصل أيضاً بالنسبة إلى تعطيل عدد من المشاريع بحجج واهية في قطاعات متعددة، كالصحة والتعليم والشركات الأهلية وغيرها".
وبحسب البيان، فقد شدّد الرئيس التونسي على أنه "يجب على الإدارة أن تقوم بدورها، وأن يشعر كل مسؤول أنه في خدمة الدولة، لا في خدمة جهة معينة أو مجموعة ضغط تخال نفسها قادرة على تعطيل سياسات الدولة".
وذكّر الرئيس التونسي بأن "الإدارة امتداد للسلطة السياسية، محمول عليها واجب التنفيذ ولا يُقبل مستقبلاً منها أي مماطلة أو تعطيل، هذا إلى جانب أن عدداً من المواطنين والمواطنات صاروا لقضاء شؤونهم رهن إرادة مسؤول يخال نفسه فوق أي محاسبة".
إلى ذلك، استقبل سعيّد وزير الخارجية التونسي نبيل عمّار، وتناول اللقاء "نتائج الزيارة التي أدّاها إلى الجزائر، حيث أكّد رئيس الجمهورية، مجدّداً، العلاقات التاريخية بين تونس والجزائر، وعلى الحرص المتبادل على تطويرها".
وتطرق اللقاء إلى "مشاركة تونس في الاجتماع الذي سيعقد نهاية شهر أغسطس/آب بجنوب أفريقيا، والذي سيجمع قادة الدول الأعضاء في مجموعة (بريكس) مع عدد من الدول الشريكة".
واجتمع سعيّد كذلك مع رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، الذي قدّم إلى رئيس الدولة تقرير الهيئة المتعلق بانتخاب أعضاء مجلس نوّاب الشعب.
وتناول اللقاء الاستعدادات لانتخاب أعضاء مجلس الجهات والأقاليم، والدور الموكول إلى الهيئة في فرض احترام القانون في جميع مراحل العملية الانتخابية.
كذلك جرى التعرض، خلال هذا اللقاء، لمسألة "سدّ الشغورات بمجلس الهيئة في أقرب وقت، ليتسنى لها اتخاذ القرارات كما ينصّ على ذلك القانون".