تونس: حكم بالسجن على نائب من "النهضة" بتهمة المس بمعنويات الجيش

08 فبراير 2022
أكد حقوقيون أن محاكمة الشابي تخفي خلفها محاكمة سياسية بسبب مواقفه (صفحة النائب عبر فيسبوك)
+ الخط -

أصدرت الدائرة الجنحية بالمحكمة العسكرية الدائمة في تونس، أمس الإثنين، حكماً غيابياً بالسجن مدّة 8 أشهر مع النفاذ العاجل في حقّ المحامي والنائب عن "حزب النهضة" بشر الشابي، بتهمة المسّ من معنويات الجيش الوطني والدعوة إلى العصيان على القيادات العليا للجيش الوطني.

وذكرت تقارير إعلامية متطابقة، أن المحكمة العسكرية قد وجهت استدعاء إلى النائب بشر الشابي، وعند عدم حضوره أمام التحقيق العسكري، أصدر في حقّه بطاقة جلب قضائية تعذّر إنجازها بحكم تواجده خارج البلاد، ليتقرّر محاكمته واعتباره بحالة فرار.

وأحال الوكيل العام لدى المحكمة العسكرية بتونس منذ نوفمبر/ تشرين الثاني، البرلماني بشر الشابي على القضاء العسكري بتهمة "المسّ من كرامة الجيش"، بحسب تصريح لوزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية سابقاً والمحامي سمير ديلو لـ"العربي الجديد".

وذكر ديلو أن التهم الموجهة تتعلق بـ"ارتكاب أمر موحش ضدّ رئيس الجمهوريّة، والمس من كرامة الجيش الوطني ومعنوياته والقيام بما من شأنه أن يضعف في الجيش روح النظام العسكري والطاعة للرؤساء أو الاحترام الواجب لهم أو انتقاد أعمال القيادة العامة أو المسؤولين عن أعمال الجيش بصورة تمس كرامتهم، ونسبه أمور غير حقيقيّة لموظّف عمومي دون الإدلاء بما يفيد صحّة ذلك".

وعبر حقوقيون ومحامون عن تضامنهم مع الشابي مؤكدين رفضهم لهذه المحاكمة العسكرية التي تخفي محاكمة سياسية بسبب مواقفه المناهضة للانقلاب وبالخصوص لتدخلاته الإعلامية وحشده لتظاهرات بالخارج في جنيف وباريس منددة بسياسات الرئيس التونسي، بحسب تعبيرهم.

واعتبروا أيضاً أن ملاحقته عسكرياً تأتي بسبب الشكاية التي تقدم بها ضد الرئيس سعيد من أجل جناية تبديل هيئة الدولة ومشاركته في الدفاع ومرافعاته أمام القضاء العسكري نيابة عن نواب "ائتلاف الكرامة".

وفي تعليقه على الحكم العسكري، قال ديلو في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "لم يسبق توظيف القضاء العسكري من سلطة في تاريخ تونس بالشّكل الذي يقوم به قيس سعيّد"، مشيرًا إلى أن محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكريّ هو تعدّ على حقّهم الدّستوري في الحصول على محاكمة عادلة أمام قضاء غير استثنائيّ.

وأكد أن محاكمة الشابي سياسية بالدرجة الأولى غرضها إسكاته ودفع غيره للسكوت، مبينًا أن الشابي قد "قال جملة في اجتماع سياسيّ فتمّ تتبّعه أمام القضاء العسكريّ بتهم تصل عقوبتها للإعدام قبل تحوّل تلك التّهم الخطيرة إلى تهمة وحيدة هي تحقير الجيش، ليُحكم عليه بثمانية أشهر مع النّفاذ العاجل".

وأضاف "لا شكّ في أنّ الغرض من تواتر المحاكمات بحقّ المعارضين والنّوّاب والمحامين والمدوّنين هو تخويف كلّ من يعارض انقلاب قيس سعيّد على الدّستور والمؤسّسات المنتخبة، إذ يأتي التّخويف بهم حتّى يضمن سعيد انفراده بالحكم و يتفادى أيّ منازعة أو طعن في شرعيّة سلطته".

وعبر الشابي سعيد في تدوينة ساخرة على صفحته الرسمية "فيسبوك"، عن شكره على المحاكمة العسكرية وفبركة قضايا ضده.

المساهمون