استمع إلى الملخص
- **تنديد عربي واسع**: في تونس، نددت حركة النهضة والاتحاد العام التونسي للشغل بالاغتيال، بينما شهدت المغرب والأردن تظاهرات حاشدة ضد إسرائيل والتطبيع.
- **ردود فعل دولية**: في باكستان، نظمت تظاهرات وصلوات غائب، بينما دعا رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" إلى إنهاء التطبيع مع إسرائيل.
خرجت مسيرات واحتجاجات غاضبة في تركيا إيران وبلدان عربية تنديداً باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، فجر الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران.
وتجمع آلاف من المواطنين في ساحة فلسطين وسط العاصمة طهران، مرددين هتافات ضد الاحتلال الإسرائيلي ودعوات للثأر والانتقام لدماء قائد حركة حماس. وأحرق المشاركون في المسيرة الأعلام الإسرائيلية والأميركية، رافعين أعلام فلسطين وحركة حماس، معبرين في تصريحات للتلفزيون الإيراني عن حزنهم العميق إثر اغتيال هنية على الأراضي الإيرانية. كما نظم الإيرانيون في مدن كرمانشاه وتبريز ويزد ومحافظات أخرى مسيرات حاشدة مماثلة.
تونس: تنديد واسع
وندد محتجون تونسيون، مساء الأربعاء، في مسيرة شعبية بالاغتيال، مؤكدين أن الاستهداف "هو خطوة جبانة من الكيان الصهيوني". ورفع المحتجون شعارات: "على دربك يا شهيد لن نحيد"، "الشهيد ترك وصية لا تنازل عن القضية".
وقالت حركة النهضة التونسية، في بيان: "عملية الغدر الصهيونية ليست جديدة في ممارسات هذا الكيان المغتصب الإرهابي. وهي لن تفل في عزيمة المقاومين، بل إنها بكل تأكيد سوف تزيد في دعم وتعزيز إصرار وثبات وصمود شعبنا الفلسطيني الأبي ومقاومته الباسلة وفي مقدمتها حركة حماس".
ودعت الحركة كل الشعوب والبلدان العربية إلى "التضامن التام مع شعبنا الفلسطيني ومقاومته البطولية ضد العدوان الصهيوني وما يمارس من جرائم وإرهاب، كما ندعو الدول العربية والمجتمع الدولي وكل الأحرار في العالم إلى التنديد بهذه الجريمة البشعة النكراء ونصرة الشعب الفلسطيني ضد العدوان الغاشم الذي ما فتئ يمارس كل أصناف التقتيل والتدمير والحصار والتجويع والتهجير".
كذلك، ندد الاتحاد العام التونسي للشغل بعملية اغتيال هنية في طهران، واصفا إياها بـ"الجريمة النكراء"، وقال إنها "تثبت مرّة أخرى أنّ هذا الكيان المجرم لا يتورّع عن العربدة في كلّ أنحاء العالم ليمارس الإرهاب المنظّم والاغتيالات الجبانة لكلّ نفس مقاوم، مستفيدا من دعم الولايات المتّحدة والدول الأوروبية، وتواطؤ دول عربية مطبّعة تعتبر المقاومة خطرا على سلطتها وعروشها".
وقال بيان للاتحاد، اليوم الأربعاء إن "هذه الجريمة الإرهابية الجبانة هي واحدة من جرائم الإبادة التي مارسها ويمارسها كيان الاحتلال على شعبنا في فلسطين منذ ما يزيد عن السبعين سنة، وآخرها الإبادة الجماعية في غزّة التي راح ضحيّتها أكثر من 39 ألف شهيد وشهيدة، وما يفوق مائة ألف جريح منذ طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع تواصل العربدة على جنوب لبنان وسقوط الشهداء من المدنيين والمقاومين كلّ يوم".
وبمناسبة حادثة اغتيال هنية الأليمة، تقدّم المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل بـ"خالص التعازي إلى الشعب الفلسطيني وإلى مقاومته الباسلة وإلى عائلة هنيّة، راجين للشهيد الرحمة والمغفرة"، مشدّدا على أنّ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس لن يزيد الشعب الفلسطيني إلاّ ثباتا وإصرارا وتشبّثا بالمقاومة والنضال المستمر من أجل حقّه وأرضه ودولته". ودعا المكتب التنفيذي جميع القوى الوطنية إلى "التنديد بهذه الجريمة الإرهابية الصهيونية المنظّمة عبر كلّ أشكال الاحتجاج السلمي المختلفة".
وتقدم حزب التيار الشعبي بـ"أحر التعازي لحركة المقاومة الإسلامية حماس ولكل فصائل المقاومة الفلسطينية وكل قوى محور المقاومة ولكل الشعب الفلسطيني والجماهير العربية والإسلامية وأحرار الإنسانية"، وقال إنه "واثق من القدرة على الرد على هذه العربدة الصهيونية على طول جبهات المواجهة والإسناد دون أسقف أو حدود بما يليق بإسماعيل هنية".
تظاهرات في المغرب تنديداً باغتيال هنية
كما خرجت تظاهرات في عدة مدن بالمغرب منددة بعملية اغتيال إسماعيل هنية، والجرائم الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 299 يوماً. واحتشد المئات أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط بناء على دعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع". وشهدت مدن مغربية من بينها أكادير ووجدة وبركان ومكناس وتازة وجرسيف احتجاجات للمطالبة بوقف المجازر الصهيونية، والتنديد باغتيال هنية، وللمطالبة بإسقاط التطبيع، دعت إليها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة".
وردد المشاركون في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت أمام البرلمان المغربي، شعارات ممجدة لشهداء فلسطين وللمقاومة، إلى جانب إدانة جرائم الكيان الصهيوني والتواطؤ الأميركي. ومن بين الشعارات التي رددت خلال الوقفة: "عاشت فلسطين عاشت المقاومة"، و"اغتيالات استشهادات تؤجج النضالات تقرب الانتصارات"، و"الموت لإسرائيل عدوة الشعوب مثيرة الحروب" وغيرها. كما هتف المشاركون بشعارات منددة بالتطبيع، مطالبين السلطات المغربية بإنهائه من بينها: "المقاومة أمانة والتطبيع خيانة"، و"الشعب يريد تجريم التطبيع". ورفع المحتجون خلال الوقفة صور هنية والأعلام الفلسطينية ولافتات منددة باغتياله كتب عليها: "اغتيال الشهيد إسماعيل هنية جريمة صهيونية جبانة والاستمرار في التطبيع شراكة في الدم".
وفي حديث مع "العربي الجديد"، اعتبر رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" (أحد مكونات مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين)، أحمد ويحمان، أن "الاغتيال إعلان حرب من قبل الصهاينة والأميركيين، بعد فشلهم في مواجهة معارك طوفان الأقصى وصمود وبسالة المقاومين بمختلف الساحات وتحمل وصبر الشعب الفلسطيني في غزة وعموم فلسطين".
ولفت إلى أن الوقفة "رسالة للمطبعين هنا الذين يجددون اعتماد التمثيل الإجرامي الدبلوماسي الصهيوني في وقت تتواصل فيه هذه الجرائم المركبة"، معتبرا أن "بقاء مكتب الاتصال الصهيوني بالمغرب، بعد كل هذه المذابح هو شراكة فيها وفي الدماء الزكية التي تسال كل يوم في بلاد الأقصى الشريف".
في الأثناء، دان المكتب التنفيذي لحركة "التوحيد والإصلاح" بشدة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال هنية، قائلا إن "العدو الصهيوني النازي يمارس جرائم حرب وينفّذ عمليات إرهابية في انتهاك سافر للسيادة الإيرانية، وهو ما يؤكد طبيعته الإجرامية والعدوانية، ويكشف مجددا أن هذا الكيان ما هو إلّا عصابة وتجمّع من القتلة والمرتزقة".
بدوره، اعتبر حزب "التقدم والاشتراكية"، في بيان له، اغتيال القائد الفلسطيني "جريمة سياسية جديدة" تقترفها أيادي "الغدر الجبانة للكيان الصهيوني"، مشددا على أن هذه الجريمة النكراء تؤكد مرة أخرى على الطبيعة الإجرامية لإسرائيل وممارستها الممنهجة لإرهاب الدولة، وعلى عدم نيتها في السلام.
آلاف الأردنيين يحتشدون قرب سفارة الاحتلال
وفي الأردن احتشد آلاف الأردنيين في ساحة المسجد الكالوتي قرب سفارة الاحتلال في منطقة الرابية غربي عمّان، تنديدا باغتيال هنية. وأشاد المشاركون بمسيرة هنية، مشددين على أن حركة حماس ولّادة للقادة، داعين الى الرد على جريمة الاغتيال. وطالبوا الأنظمة والحكومات العربية بقطع كافة أشكال العلاقات مع الكيان المحتل الذي لا يحترم سيادة الدول ولا يتوقف عن تنفيذ الجرائم والمجازر.
وندد المشاركون بالإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني بحقّ الأهل في قطاع غزة، والدعم الأميركي للاحتلال في جرائمه. وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بقطع العلاقات مع دولة الاحتلال وإلغاء اتفاقية وادي عربة واتفاقية الغاز.
مسيرات في عدة ولايات تركية
وشهدت عدة ولايات تركية، اليوم الأربعاء، تظاهرات وصلوات غائب واحتجاجات على اغتيال إسماعيل هنية. ودعت منظمة "IHH" التركية للحقوق والحريات والمساعدة الإنسانية ومنظمات مجتمع مدني عديدة إلى احتجاج في مدينة إسطنبول. والتقى آلاف المحتجين في جامع الفاتح المركزي بالمدينة، وبعد صلاة المغرب تجمع الحشد وانطلق بمسيرة في الحي وصولا إلى منطقة بايزيد التاريخية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها، "نسير للقدس بملايين الشهداء"، كما رفعوا الأعلام التركية والفلسطينية وأطلقوا هتافات ضد إسرائيل. وخلال الاحتجاج فتحت أضواء الهواتف للتنديد بالاغتيال. وجرت الاحتجاجات في ظل إجراءات أمنية مشددة، وبمرافقة أمنية مستمرة، وقطع السير عن شارع فوزي باشا الحيوي بمنطقة الفاتح.
وفي نفس السياق، أقامت عدة ولايات تركية صلاة الغائب على روح هنية، ففي ولاية شانلي أورفة اجتمعت منصة منظمات المجتمع المدني عند صلاة العصر في جامع بالقلي غول الشهير وأقيمت صلاة الغائب على روح هنية، مع تكبيرات وهتافات ضد إسرائيل، وعدة كلمات من قبل ممثلي منظمات المجتمع المدني.
وفي ولاية قرقلار إيلي أجريت صلاة الغائب في عدة جوامع عقب صلاة الظهر، بمشاركة مسؤولين حكوميين في الولاية وممثلي منظمات المجتمع المدني. كما شهدت ولاية يوزغات صلاة الغائب، ومثلها ولاية قيصري، وتشورم، ومرسين. وشارك فيها مسؤولون حكوميون ومنظمات المجتمع المدني، وشهدت هتافات ضد إسرائيل. أما في ولاية باتمان جنوب شرقي البلاد ذات الغالبية الكردية، فنظمت مجموعة احتجاجا هاجمت خلاله فرع مقاهي شركة ستاربكس العالمية المعروفة بدعمها لإسرائيل.
أتراك يحطمون أحد فروع "ستاربكس" في ولاية باتمان التركية، احتجاجاً على دعم الشركة للاحتلال. pic.twitter.com/pJtGPsMCAr
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 31, 2024
ورصدت عدسات الكاميرات الهجوم على المركز، وتعرض الفرع لعملية تخريب كبيرة، وهو هجوم ليس الأول من نوعه ضد سلسلة مقاهي الشركة المتهمة في تركيا بدعمها لإسرائيل.
وفي ولاية بورصة ذات الغالبية المحافظة قرب إسطنبول، نظمت منصة منظمات المتطوعين في الولاية مؤتمرا صحافيا في جامع "أولو" الشهير والتاريخي في المدينة، اعتبر المتحدثون خلاله، أن اغتيال هنية "يجب تقييمه بأنه نقطة تحول".
وقال المتحدث باسم المنظمة فرقان آري: "شهادة إسماعيل هنية ليست النهاية بل بداية معظمة، والنظام الإسرائيلي لم يحقق أي شيء باغتياله هنية، واليوم هو ليس يوم الحزن بل يوم الانتقام".
وفي ساعات الظهر نظم حزب الوطن احتجاجا أمام السفارة الإسرائيلية في أنقرة، حيث تجمع عدد من أعضاء الحزب وأطلقوا صيحات استهجان ضد عملية الاغتيال. وألقى السكرتير العام للحزب أوغور بورسلي بيانا صحافيا قال فيه إن "هنية هو شهيد جميع الإنسانية التي لم تستسلم لإسرائيل. الحرب في غزة ليست حرب الفلسطينيين فقط، هي بنفس الوقت حرب تركيا".
تظاهرات في باكستان
كما شهدت باكستان تظاهرات وإقامة صلوات الغائب على روح إسماعيل هنية. ورفع آلاف المشاركين أعلاما فلسطينية ورددوا هتافات منددة بالاغتيال.