تمكنت القوات الأمنية التونسية، مساء أمس الخميس، من الإطاحة بقيادي إرهابي مُصنّف خطيرا جداً ومحل عدّة مناشير تفتيش (مذكرات بحث)، وهو أحد قادة تنظيم "القاعدة"، وسبق له الاضطلاع بمهام قياديّة بذات التنظيم بإحدى بؤر التوتّر، وله ارتباط بعناصر ما يُسمّى بكتيبة "عقبة بن نافع" المتحصّنة بالفرار بالجبال التونسيّة.
وبحسب بيان لوزارة الداخلية التونسية، فقد ثبت من خلال الأبحاث، تنسيق المعني مع قيادات بارزة بتنظيم "القاعدة" الأمّ بالخارج وعناصر الكتيبة المذكورة بالداخل، للتخطيط لتنفيذ عمليّات إرهابيّة بتونس، كما ثبت إشرافه على تقديم الدعم المادي واللوجستي المتأتي من الخارج لها. وأضاف البيان أنه أمكن خلال ذات العمليّة الأمنيّة، حجز سلاح حربي من نوع "كلاشنيكوف" وذخيرة حيّة، وتمّ كشف وتفكيك خليّة دعم مادي ولوجستي للإرهابي الخطير المذكور، وإيقاف عناصرها، وأن الأبحاث لا تزال متواصلة على صعيد الوحدة الوطنيّة للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة والماسّة بسلامة التراب الوطني.
وأكد رئيس وحدة الإعلام والاتصال بمحكمة تونس الابتدائية محسن الدالي في تصريح لـ''العربي الجديد"، أن الأجهزة الأمنية التونسية تمكنت أمس الخميس من القبض على خلية تتكون من 5 عناصر، بينهم قيادي بارز في تنظيم "القاعدة"، وصدرت في شأنه أحكام بالسجن ومناشير تفتيش من قبل القطب القضائي لمكافحة الإرهاب، مضيفاً أن عملية القبض على هؤلاء العناصر كانت بأحد أحياء محافظة تونس.
وأوضح الدالي أنه تم حجز سلاح ناري من نوع ''كلاشنيكوف'' والاحتفاظ بالعناصر المذكورة لاستكمال الأبحاث بخصوصها.
من جهته، قال الخبير الأمني علي زرمديني إن الحرب على الإرهاب متواصلة في تونس، وتكاد تكون يومية، وهذه العملية نوعية ما دام الأمر متعلّقا بعدة عناصر أي خلية، من بينهم قيادي بارز يذكر أنه قاد عدة هجمات في تونس، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن هذه الخطوة تحسب للأجهزة الأمنية التونسية.
وأضاف زرمديني أن القبض على هذه الخلية يضاف إلى بقية النجاحات والعناصر، ومن شأنه الكشف عن معطيات هامة وخفايا لها ارتباط بتنظيم "القاعدة"، والذي يسعى إلى إعادة الهيكلة والتنظيم، ومحاولة السيطرة مجدداً على المشهد في إطار صراعه المستمر مع تنظيم "داعش".
ولاحظ زرمديني أن هذا الانتصار مهم ويندرج في إطار الجهود الاستخباراتية وحماية أمن تونس واستقرارها من الظاهرة الإرهابية ومن خطر هذه التنظيمات.