اختار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الدبلوماسي النرويجي تور وينسلاند، ليكون المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، خلفاً للبلغاري نيكولاي ملادينوف. ووينسلاند ليس بعيداً عن أجواء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل إنه يعرفه جيداً وعن كثب نظراً للمهمات التي تولاها في هذا الشأن منذ التسعينيات، إلى جانب كونه المبعوث الخاص للنرويج لعملية السلام بالشرق الأوسط. وأفاد بيان صادر عن مكتب غوتيريس، بأنّ وينسلاند (68 عاماً) سيخلف ملادينوف في منصب المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، بعد تعيين الأخير في منصب المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، وهو المنصب الشاغر منذ استقالة المبعوث الأممي السابق غسان سلامة من منصبه، في مارس/ آذار الماضي، علماً أن ملادينوف عاد ورفض تولي منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا "لأسباب شخصية".
ويشغل وينسلاند حالياً منصب المبعوث النرويجي لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهو ما يتضمن المسؤولية عن رئاسة النرويج للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدة الدولية المقدمة إلى الفلسطينيين. وخلال فترة عمله مبعوثاً للنرويج، كان مسؤولاً نيابة عن وزارة الخارجية النرويجية عن تعزيز المشاريع المدنية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
يتمتع وينسلاند بخبرة واسعة في الشرق الأوسط عمرها سنوات
والتحق وينسلاند بوزارة الشؤون الخارجية النرويجية في عام 1983، وهو يتمتع بخبرة واسعة في الشرق الأوسط تعود إلى عام 1994، عندما كان مستشاراً في مكتب الشرق الأوسط في وزارة الخارجية النرويجية أثناء العملية التي أدت إلى اتفاقية أوسلو الثانية. فحينها عمل وينسلاند مساعداً لتيري رود لارسن، أحد مهندسي اتفاقية أوسلو. وفي وقت لاحق، عمل مستشاراً لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير خلال فترة توليه منصب ممثل اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط (تتألف من الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة)، والتي تشارك في التوسط في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، إذ شغل منصب مستشار تنسيق المساعدات لدى مكتب الرباعية بين عامي 2007 و2008. كما خدم كممثل للنرويج لدى السلطة الفلسطينية في الفترة من 2007 إلى 2011، وكسفير للنرويج لدى مصر وليبيا في الفترة من 2012 إلى 2015.
وانخرط وينسلاند سابقاً في العمل المعني بإبرام اتفاقات المياه العابرة للحدود، ولا سيما حول نهري الفرات وحوض نهر الأردن. كذلك شغل منصب الأمين العام للأكاديمية الدولية للمياه. وسبق لوينسلاند العمل ضمن البعثة النرويجية لدى الأمم المتحدة في جنيف والسفارة النرويجية في دبلن. ووينسلاند حاصل على درجة ماجستير في اللاهوت من المدرسة النرويجية للاهوت والأديان والمجتمع في أوسلو، ودرجات في الفلسفة وعلم الاجتماع من جامعة أوسلو.
وتشير مسيرة وينسلاند إلى أنّ الرجل الذي سيتولى مسؤولية محاولة حلّ النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، على دراية بمهمته عن كثب. ومن المنتظر أن يتولى مهمته الشهر المقبل، وهو الموعد الذي سيترك فيه نيكولاي ملادينوف، الذي ساعد في التفاوض على عدد من اتفاقات وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة "حماس" خصوصاً، منصبه رسمياً. وبحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فقد ورد في فبراير/ شباط من العام الماضي أنّ وينسلاند كان من المقرر أن يلتقي قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، لكن الاجتماع لم يتم في نهاية المطاف لأسباب غير معروفة.
يقول دبلوماسيون إسرائيليون إنّ نهج وينسلاند قد يكون أقل تأييداً لإسرائيل من نهج سلفه
أما بالنسبة لملادينوف، فقد لقي انتقادات إسرائيلية. وبحسب موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن ملادينوف "كسب قدراً كبيراً من الثقة من قبل كل من إسرائيل وقيادة حماس، وتمكن بالفعل من منع العديد من الاشتباكات العسكرية بين الجانبين بسبب اعتباره وسيطاً عادلاً"، لكنه استدرك بالقول إن ملادينوف "لم يوفر مناسبة لانتقاد إسرائيل بشأن معاملتها للفلسطينيين، فضلاً عن استمراره في المطالبة باستئناف المفاوضات على أساس مبدأ حل الدولتين".
وذكر موقع "يديعوت" الإسرائيلي أنّ بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين يقولون إنّ نهج وينسلاند قد يكون أقل تأييداً لإسرائيل من نهج سلفه، غير أنهم يؤكدون أنه دبلوماسي "عادل" وذو خبرة ويفهم الإسرائيليين جيداً، الأمر الذي قد يكون مفيداً أثناء أي مفاوضات محتملة، ولا سيما مع حركة "حماس".