العراق: توجيهات أمنية بإزالة صور للرئيس الروسي رفعتها فصائل مسلحة في بغداد

03 مارس 2022
أثارت الصور انزعاجاً شعبياً (السفارة الروسية في بغداد/تويتر)
+ الخط -

قالت مصادر أمنية عراقية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، إنّ توجيهات صدرت من مكتب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لقيادة العمليات المشتركة بإزالة صور وبوسترات جدارية رفعها ناشطون بفصائل مسلحة في بغداد، ليلة أمس الأربعاء، في عدد من المناطق الحيوية، إحداها على مقربة من المنطقة الخضراء، التي تضم مقرات الحكومة والبعثات الدبلوماسية الغربية.

وفي ساعة متأخرة من ليلة أمس، تداولت وسائل إعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لجدارية ضخمة في بغداد تحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعها عبارة "أصدقاء الرئيس"، وكذلك عبارة "نحن ندعم روسيا"، باللغات العربية والإنكليزية والروسية، قبل أن تقوم قوات الأمن العراقية بتمزيق الصورة، لكن سرعان ما ظهرت صور أخرى مماثلة في مناطق بالجادرية وطريق المطار وشارع فلسطين وكرادة مريم.

وقال مسؤول في قيادة عمليات بغداد التي يتولى فعلياً الجيش العراقي إدارتها، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنّ "توجيهات صدرت من مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) مصطفى الكاظمي بإزالة الصور التي رفعت للرئيس الروسي أو أي صور أخرى ترفع مستقبلاً فيها إساءة أو اصطفاف لأي طرف من أطراف الأزمة الحالية أو غيرها".

وأكد المسؤول أنه تمت إزالة عدة صور رفعت بالساعات الماضية، بينها صورة مرفوعة قرب مقر مليشيا "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي. ووفقاً للمسؤول ذاته، فإنّ الجهات التي تقف وراء عملية رفع الصور مرتبطة بفصائل "الحشد الشعبي".

انتشار الصور في شوارع العاصمة جاء بعد ساعات من مخاطبة البنك المركزي العراقي الحكومة للتريث في إبرام أي عقود مع روسيا، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على موسكو.

وجاء في وثيقة مسربة، أرسلت من البنك المركزي إلى مجلس الوزراء، أنّ محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف أكد أنه "نتيجة للحرب الدائرة حالياً بين روسيا وأوكرانيا وفرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على مؤسسات مالية واقتصادية روسية لغرض الحد من قدرات روسيا في الحرب، وأنه لغرض حماية النظام المالي العراقي، فإننا نقترح التريث في الوقت الحاضر في إبرام أي عقود حكومية مع الجانب الروسي وضرورة التريث في تحويل أي مدفوعات مالية تمر من خلال النظام المالي في روسيا".

وأعادت السفارة الروسية في بغداد نشر صورة الرئيس بوتين معلّقة بالقول "في شوارع بغداد".

وأثارت تلك الصور انزعاجاً شعبياً، لا سيما أنّ العراق يعيش أزمات سياسية واقتصادية تتطلب حلولاً، لا الدخول في اصطفافات جديدة.

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، انتقد مثقفون وناشطون ومختصون في الشأن العراقي رفع تلك الصور في بغداد، مطالبين بإبعاد العراق عن الصراعات الخارجية.

الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرداغي انتقد التصفيق لبوتين في العراق، وقال في تغريدة له: "بعد فترة سيتحول بوتين في العراق إلى خط أحمر وتاج رأس يُحرم انتقاده، ومن ينتقده قد يتعرض للتهديد والاغتيال والخطف من قبل المليشيات"، مستغرباً بالقول "وصلوا إلى الحكم فوق الدبابة الأميركية، واليوم يصفقون لروسيا، وغداً الله أعلم مع من يقفون!".

المساهمون