الإعلام الألماني: نتائج ساكسونيا أنهالت رسّخت حضور "البديل" المتطرف على حساب الأحزاب التقليدية

07 يونيو 2021
"البديل" حقق المرة الثانية في انتخابات ساكسونيا أنهالت(Getty)
+ الخط -

رغم الفوز المريح لحزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في انتخابات ولاية ساكسونيا أنهالت، التي جرت أمس الأحد، إلا أن حزب "البديل من أجل المانيا" اليميني الشعبوي رسّخ حضوره كثاني أقوى قوة سياسية، أمام الأحزاب التقليدية الرئيسية بينها الاشتراكي الديمقراطي والخضر، ما عزز المخاوف من قدرة الحزب المتطرف من تثبيت حضوره السياسي على مساحة البلاد، لاسيما أن ألمانيا على أبواب انتخابات برلمانية عامة.
وفاز حزب ميركل "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في انتخابات ولاية ساكسونيا أنهالت شرقي البلاد بنسبة 37.1 %، من الأصوات، بينما حاز حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف على نسبة 20.8%.
وأمام هذه النتائج، برزت التحذيرات من تثبيت البديل لحضوره السياسي، خاصة أن البلاد على أبواب انتخابات برلمانية عامة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعزز الخشية من أن يصل الأخير إلى البوندستاغ على حساب الأحزاب المحافظة، لاسيما أنه بات واضحاً أن فصيل "الجناح" المتطرف، المنحل رسمياً من قبل الهيئة التنفيذية لقيادة البديل، لا يؤمن بلغة الاعتدال.

ليس ظاهرة مؤقتة
وفي هذا الإطار، رأى البروفسور في العلوم السياسية كارل رودولف كورتي، في حديث لصحيفة "تاغس شبيغل"، أن نتائج ولاية ساكسونيا أنهالت ترسل إشارة إلى أن الحزب اليميني الشعبوي ليس بظاهرة مؤقتة.
وأوضح أنه "ليس من السهل أن يحقق حزب بمسار يميني راديكالي، يضم شخصيات حزبية معروفة بتواصلها مع حركة الهوية اليمينية المتطرفة، هذه النتائج"، مبيناً أن أفكاره تميل إلى "انتقاد الأسلمة المزعومة في البلاد، ومعارضته لبعض الاستراتيجيات المتعلقة بالبيئة، وعزمه على إحداث تغيير شامل في السياسة المتبعة".
 وكانت استطلاعات للرأي تشير إلى حصول حزب البديل على 24.3%، إلا أن النتائج حققت 20.8% فقط، ما يدل على خسارته لحوالي 49 ألف صوت.
ورغم ذلك، وصف رئيس حزب البديل تينو شروبالا في حديث تلفزيوني، مساء أمس الأحد، النتيجة بأنها "دافع للانتخابات الفيدرالية" على الرغم من الخسائر الطفيفة التي تكبدها الحزب.
 واستدرك "إلا أنه لا بد من أن ننجح في الوصول إلى فئات أخرى من الناخبين، لا سيما أن البديل استطاع إثارة القضايا الصحيحة في الحملة الانتخابية".
 من جهته، قال الزعيم المشارك في حزب البديل، يورغ مويتن، اليوم الإثنين، لمحطة "دويتشلاند فونك" الإعلامية، إن النتيجة التي حققها حزبه تظهر أنه راسخ بقوة في الطيف السياسي في ألمانيا، وذلك بالنظر إلى المنافسين الضعفاء. 
وحيال ذلك، أبرزت "دي فيلت"، أنه لا ينبغي الاستخفاف بنجاح البديل اليميني الشعبوي بعدما نال المرتبة الثانية بنسبة أكثر من 20 % من الأصوات، أي أن حوالي شخص من كل خمسة ناخبين صوت لصالح الحزب المتطرف.

وعن تكريس البديل حضوره في الولايات الشرقية، اعتبر الباحث السياسي فيرنر باتزيلت، في حديث مع صحيفة بيلد"، اليوم الإثنين، أن السبب في ذلك هو مزيج من أمرين، فمن ناحية، أراد الناخبون معاقبة الأحزاب الرئيسية مثل الاشتراكي الذي خسر 31 ألف ناخب، ومن ناحية أخرى هناك مقاومة وخوف من التحديث الاجتماعي، على سبيل المثال استقبال المزيد من المهاجرين، والاعتراض على تراجع النظام.
 وبينما لفت إلى أن مؤيدي البديل تتراوح أعمارهم بين 30 و44 عاماً، رأت تاغس شبيغل، أن السلوك الانتخابي لمن يحق لهم التصويت في الولاية، توضح أيضاً أن البديل أقوى قوة بين من تقل أعمارهم عن 30 عاماً، إذ صوت 19 % منهم لصالح الحزب، فيما لم ينتخب الخضر والليبرالي الحر من الفئة العمرية نفسها إلا حوالي 12 إلى 13 % والاشتراكي 7 % فقط. 
وفي ترجمة لهذه الأرقام، تفيد التحليلات بأنه لا يمكن الحديث عن هزيمة الحزب البديل بعد أن أثبت حضوره وفقاً للنتائج على حساب الأحزاب الرئيسية الأخرى، إذ لم تتمكن أحزاب الاشتراكي والخضر من الوصول لعتبة العشرة بالمائة من الأصوات، وهي التي تخوض المنافسة على مساحة البلاد في الانتخابات البرلمانية العامة الخريف المقبل ولديها مرشحوها لمنصب مستشار لخلافة ميركل. 

المساهمون