توتر شرق سورية بين النظام و"قسد" وسط تحضيرات لاستئناف القتال

11 اغسطس 2024
مقاتلون من "قسد" في دير الزور، 4 سبتمبر 2023 (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **التوتر في شرق سوريا:** تصاعد التوتر بين قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع إخلاء بلدتي البوليل والطوب واستقدام تعزيزات عسكرية. شهدت بلدة بقرص نزوحاً خوفاً من القصف، بينما فجرت "قسد" منازل متهمين بالارتباط بـ"جيش العشائر".

- **حصار القامشلي والحسكة:** تواصل "قسد" حصار المربعين الأمنيين في القامشلي والحسكة، مما أدى إلى احتجاجات بسبب نقص المياه. طالبت وزارة الخارجية السورية بانسحاب الولايات المتحدة وحملت "قسد" مسؤولية الهجمات في دير الزور.

- **تصعيد في إدلب ودرعا:** قتل عنصر من قوات النظام في إدلب، وقصفت قوات النظام قرى في ريف إدلب الجنوبي. أعلنت وزارة الدفاع السورية عن تدمير آليات وطائرات مسيرة للمسلحين. في درعا، عثر على جثة شاب مقتول بعد اختطافه.

يستمر التوتر في مناطق شرق سورية بين قوات النظام السوري والمليشيات التي تدعمها من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على معظم تلك المناطق من جهة أخرى، وسط استهداف للمدنيين وتحضيرات لاستئناف القتال. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن الفرقة الرابعة في قوات النظام، أجبرت عدداً من أهالي بلدتي البوليل والطوب في ريف دير الزور الشرقي، على إخلاء منازلهم، تزامناً مع استقدام تعزيزات عسكرية لاستئناف القتال ضد قوات "قسد"، وسط حركة نزوح تشهدها بلدة بقرص مع الحشود العسكرية للمسلحين المحليين، خوفاً من القصف الذي قد يطولهم.

وكانت تعزيزات أخرى للمليشيات الموالية لإيران قد وصلت في 8 الشهر الجاري من شرقي دير الزور إلى مقر لواء الباقر في حي الضاحية بمدينة دير الزور. من جانبها، فجرت قوة تابعة لقوات "قسد"، فجر اليوم، منزل أسمر العميري، بعد مداهمته في بلدة غرانيج شرق دير الزور، بتهمة ارتباطه بقوات "جيش العشائر" الذي يشكل رأس حربة في الهجمات المدعومة من النظام السوري على قوات "قسد" في تلك المنطقة. كما جرى تفجير منزل كريم الجبير في بلدة أبوحمام شرق دير الزور، بالتهمة نفسها أيضاً. جاء ذلك في إطار حملة أمنية شنتها قوات "قسد" منذ فجر اليوم تستهدف أشخاصاً تتهمهم بالانتماء للمجموعات المحلية الموالية لإيران.

قوات "قسد" تواصل حصار مربعين أمنيين في القامشلي والحسكة

في غضون ذلك، تواصل قوات "قسد" حصار المربعين الأمنيين في مدينتي القامشلي والحسكة لليوم الخامس على التوالي، تزامناً مع إخفاق جهود روسية في إنهاء هذا الحصار. وشارك أمس العشرات من أهالي مدينة الحسكة بوقفة احتجاجية، تنديداً بالحصار المفروض من قبل "قسد" على المربع الأمني في المدينة الذي تقطنه أيضاً مئات العائلات من المدنيين، مطالبين برفع الحصار الذي تسبب في إعاقة وصول مياه الشرب، ما اضطر الأهالي لاستخدام مياه غير صالحة للشرب، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الطلب على المياه، بالرغم من السماح بدخول العديد من صهاريج المياه أمس التي لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان.

ودخل أمس نحو 20 صهريجاً من الماء بمساع من اللجنة الفرعية للإغاثة إلى وسط مدينة الحسكة فقط، وفق ما أفادت وسائل إعلام موالية للنظام السوري. وطالبت وزارة الخارجية في حكومة النظام السوري، أمس، الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب الفوري من سورية، محمّلة قوات "قسد" مسؤولية تنفيذ "هجمات إجرامية" ضد السكان في محافظة دير الزور. وشن "جيش العشائر"، فجر الأربعاء الماضي، هجوماً واسعاً على مواقع لـ"قسد" شرقي دير الزور، حيث سيطر على عدة نقاط، وأدى تبادل القصف بين الطرفين إلى سقوط ضحايا من المدنيين. واتهمت "قسد" في بيان رئيس جهاز المخابرات العامة في النظام حسام لوقا بإعطاء الأوامر لتنفيذ تلك الهجمات.

 قتلى وهجمات في إدلب ومحيطها

وشمال غربي البلاد، قتل عنصر من قوات النظام قنصاً برصاص فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، فيما قصفت قوات النظام المتمركزة بالحواجز المحيطة بالمدفعية قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي بالتزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع الروسي. وذكر الدفاع المدني السوري، أن القصف طاول أيضاً، صباح اليوم الأحد، محور كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، والأحياء السكنية لمدينة سرمين شرقي إدلب.

وكانت وزارة الدفاع، التابعة للنظام، قد ذكرت، في بيان لها أمس السبت، أنها قضت على أعداد كبيرة مما سمتهم بالإرهابيين، ودمرت آليات لهم وعدداً من الطائرات المسيرة قبل وصولها إلى أهدافها في أرياف حلب وإدلب وحماة، إضافة الى تدمير الطيران الحربي السوري والروسي المشترك مخابئ وعربات لمسلحي تنظيم داعش في البادية الشرقية. وجاء في البيان "أنه نتيجة الرصد والمتابعة الدقيقة لتحركات المسلحين وأماكن تمركزهم استهدفت وحدة من القوات المسلحة العاملة على اتجاه ريف حلب الغربي مقارهم في قريتي تديل وكفرعمة أثناء اجتماعهم للتحضير لهجوم على مواقع الجيش، ما أدى إلى مقتل وإصابة أعداد كبيرة منهم". وأضاف أن قواته العاملة على اتجاه ريف إدلب تصدت لهجوم بعدد من المسيرات الانتحارية، وتمكّنت من تدمير خمس منها، ومنعتها من الوصول إلى أهدافها.

وجنوبي البلاد، ذكر الناشط عامر الحوراني من تجمع أحرار حوران لـ"العربي الجديد"، أن الأهالي في بلدة خربة غزالة بريف درعا عثروا صباح اليوم على جثة الشاب محمد زياد الحميدان الحاج علي مقتولاً بالرصاص في الرأس، بعد اختطافه في البلدة الليلة الماضية من قبل مسلّحين مجهولين. وأوضح أن القتيل شخص مدني، يبيع لحم المواشي، وجرى اختطافه عندما كان يستقل دراجته النارية أثناء توجهه إلى بلدة أبطع لشراء المواشي في إطار عمله التجاري.