توتر إيراني أوروبي بسبب مؤتمر لـ"مجاهدي خلق"... وروسيا تشكك بإحياء الاتفاق النووي قريباً
سبب مؤتمر لمنظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية توتراً بين إيران وسلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، على خلفية مشاركة رئيس وزرائها يانيز يانشا في المؤتمر الذي أطلق فعالياته عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، الجمعة، لمدة ثلاثة أيام.
ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه منظمة "مجاهدي خلق" عشرات المسؤولين والبرلمانيين من الولايات المتحدة ودول أوروبية، في مقدمتهم وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، ونواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أبرزهم كيفن مكارثي زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، وبوب مينينديز الرئيس الديمقراطي للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فضلاً عن ستيفان هاربر رئيس الوزراء الكندي السابق، ورئيس الوزراء السلوفيني يانيز يانشا.
وهاجم المتحدثون الغربيون في المؤتمر المنعقد تحت مسمى "المؤتمر العالمي لإيران الحرة"، الحكومة الإيرانية، لكن مشاركة رئيس الوزراء السلوفيني وتصريحاته ضد إيران، قوبلت بتنديد إيراني شديد واستدعاء للسفيرة السلوفينية لدى طهران، فضلاً عن اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل احتجاجاً على مشاركة رئيس الوزراء السلوفيني وتصريحاته، وهو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، واستيضاحاً للموقف الأوروبي من ذلك.
السياسيون الغربيون المأجورون (بما فيهم بومبيو المتفاخر بالكذب والغش والسرقة) باعوا أنفسهم رخيصاً وشاركوا في سيرك باستضافة أوروبا والذي أقيم من قبل زمرة ارهابية كانت في فترة تحظى بدعم صدام ويدها ملطخة بدماء الإيرانيين.
— 🇮🇷 الخارجية الإيرانية (@IRIMFA_AR) July 11, 2021
وأكدت الخارجية الإيرانية في بيان، مساء الأحد، أن ظريف على خلفية "مشاركة رئيس الوزراء السلوفيني وتخرصاته في المؤتمر الافتراضي للزمرة الإرهابية المنافقة أجرى اتصالاً هاتفياً مع منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي للتنديد بهذا الإجراء غير المقبول والمطالبة بتوضيح الاتحاد الأوروبي موقفه من ذلك باعتبار أن سلوفينيا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي"، بحسب البيان.
وجاء في بيان الخارجية الإيرانية، أن بوريل أعرب عن "أسفه" من تصرف يانيز يانشا، مؤكداً أن "تصريحاته في المؤتمر لا تمثل موقف الاتحاد الأوروبي تجاه العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأوضح أن "مواقف الاتحاد الأوروبي على مستوى القادة يعبر عنها رئيس المجلس الأوروبي فقط وعلى مستوى الوزراء يعبر عنها المفوض السامي للاتحاد الأوروبي".
كما أعلنت الخارجية الإيرانية، استدعاءها السفيرة السلوفينية، كريستينا رادي، مسلّمة إياها "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة" على إجراء رئيس الوزراء السلوفيني و"اتهاماته الباطلة ضد الجمهورية الإسلامية".
وكان يانشا قد اتهم الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" و"المشاركة في إعدام آلاف المعارضين السجناء عام 1988"، داعياً إلى تشكيل لجنة تفحص أممي حول ذلك.
رصد الحدود مع أفغانستان
على صعيد آخر، فيما تشهد أفغانستان تطورات ميدانية ساخنة بعد سيطرة حركة "طالبان" على مناطق واسعة منذ الإعلان عن الانسحاب الأميركي منها، ومن بينها مناطق حدودية مع إيران التي يبلغ طول حدودها مع أفغانستان 921 كيلومتراً، زار قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، محمد باكبور، اليوم السبت، معبر "دوغان" الحدودي لتفقد الأوضاع والتأكيد على أمن حدود بلاده مع أفغانستان.
وأكد باكبور أن القوات الإيرانية ترصد جميع الحدود على مدار الساعة، مشيراً إلى أن حدودها مع أفغانستان "تحظى بأمن كامل"، ومؤكداً أنه على الرغم من التطورات على الساحة الأفغانية خلال الأيام الماضية؛ "لكن لم تحدث أية مشكلة على الحدود مع إيران ولا يوجد ما يدعو للقلق".
وتابع القائد العسكري الإيراني: "ربما بعض الأشخاص والأشرار يقصدون استغلال الوضع للدخول إلى أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية فحينئذ من دون أدنى شك سيتلقون رداً حازماً من قبل القوات المسلحة الإيرانية".
تطورات الاتفاق النووي
وعلى صعيد التطورات المرتبطة بالاتفاق النووي؛ قال ميخائيل أوليانوف المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق، إنه "تم قطع أكثر من 90 في المائة من المسافة لإحياء الاتفاق النووي في مفاوضات فيينا، لكن على الرغم من ذلك فثمة قضايا سياسية حساسة متبقية".
وأضاف أوليانوف في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" أنه لا يمكنه الكشف عن تفاصيل المفاوضات، غير أنه أكد أن إحدى القضايا العالقة هي طريقة إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي عام 2018، كاشفاً أن "الأميركيين يقولون إن قوانينهم لا تسمح لهم بتقديم أي ضمانات" تطلبها طهران لمنع إعادة فرض العقوبات والانسحاب مرة أخرى من الاتفاق.
وأكد المبعوث الروسي أن "سياسة الضغوط الأميركية القصوى قد أتت بنتائج عكسية"، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة مستعدة للتخلي عن هذا المسار، "لكن في إطار تسوية لإحياء الاتفاق النووي لتعود إيران بالكامل لتنفيذ تعهداتها النووية، وفي المقابل ترفع العقوبات".
واستبعد أوليانوف استئناف المفاوضات في فيينا قبل عشرة أيام أو ربما أكثر من ذلك، داعياً إلى استئنافها في أقرب وقت ممكن، "لكن لا أحد يمكنه الحديث بشكل قاطع عن موعد انطلاقها مجدداً".
وأشار المسؤول الروسي إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة، بوصفها عاملاً يؤخر استئناف المفاوضات، حيث قال: "انتخب أخيراً رئيس جديد في إيران، والفريق الجديد طور التشكيل وهم بحاجة إلى فرصة لاتخاذ قرار حول مواقفهم".
وخاضت إيران والولايات المتحدة ستّ جولات من مباحثات فيينا بشكل غير مباشر، بواسطة أطراف الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، والجولة السابعة التي كان يفترض أن تنطلق مطلع هذا الشهر، لم يتم تحديد موعدها بعد.
وتهدف المفاوضات إلى إحياء الاتفاق النووي عبر عودة واشنطن إليه من خلال رفع العقوبات المفروضة على إيران، مقابل عودة الأخيرة إلى التزاماتها النووية.