توتر أمني في البصرة: قتيلان وجرحى باشتباكات بين مليشيات مسلحة

09 نوفمبر 2023
اندلعت الاشتباكات بعد زيارة عضو بارز في "عصائب أهل الحق" مجلس عزاء بالبصرة (فرانس برس)
+ الخط -

تشهد محافظة البصرة، أقصى جنوبي العراق، توترا أمنيا إثر اشتباكات مسلحة بين جماعة "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها قيس الخزعلي، وعناصر تابعة لـ"التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، أسفرت عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى.

واندلعت الاشتباكات في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء في وسط البصرة، التي تعد أحد معاقل "التيار الصدري". ووفقا لما نقلت وكالات أنباء محلية عن مصادر أمنية في المحافظة، فإن "عضوا بارزا في مليشيا (عصائب أهل الحق) زار مجلس عزاء في المنطقة، ما تسبب بنزاع مسلح بين عناصر من العصائب وآخرين من التيار، أدى إلى مقتل شخص داخل مجلس العزاء".

وأضافت أن "النزاع المسلح سرعان ما اتسع حتى وصل الى دائرة الطب العدلي التي نقلت إليها جثة القتيل، ومن ثم قتل شخص ثان وأصيب 3 عناصر من الشرطة حاولوا فض الاشتباك".

وأكدت شرطة محافظة البصرة وقوع الاشتباك، مشيرة إلى إلقاء القبض على مطلقي النار واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، قائلة في بيان إن "مغرضين يحاولون تشويه الصورة الحقيقية لمحافظة البصرة، وأن شرطة المحافظة ستلاحق هؤلاء العابثين قضائيا وسيلاقون جزاءهم وفق القانون".

من جهته، أكد ضابط في قيادة عمليات البصرة اشترط عدم الكشف عن اسمه خلال حديث مع "العربي الجديد"، استمرار الانتشار العسكري المكثف في المنطقة، مشيرًا إلى أن "الوضع ما زال غير مستقر، وهناك مخاوف من تجدد الاشتباكات بينهما، وهو ما دفع باتجاه اتخاذ إجراءات أمنية مشددة والانتشار العسكري".

وأضاف أن "التوجيهات نصت على فرض السيطرة بالقوة على المنطقة، ومنع أي انتشار للمسلحين فيها". ولم يصدر أي من "العصائب" و"التيار الصدري" حتى الآن أي موقف رسمي أو توضيح بخصوص الاشتباكات.

بدوره، انتقد الباحث في الشأن السياسي العراقي غيث التميمي ضعف الإجراءات الأمنية في المحافظة، وقال في تدوينة له على موقع "إكس": "لماذا لم يفرض حظر تجوال في البصرة ولو جزئيا لتطويق الأزمة وضمان تقليل الضحايا وإعادة الوضع الأمني إلى الحياة بصورة آمنة؟ لماذا حياة العراقيين رخيصة؟ من المسؤول عن قيادة الوضع في البصرة الآن؟ ما هو سبب عدم ظهور المعنيين لتطمين الشعب وتقديم تصورات أولية عما يحدث في البصرة؟".

وهذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها في المحافظة، إذ شهدت في الفترات السابقة اشتباكات مماثلة لعدة مرات بين "العصائب" و"سرايا السلام" بسبب الصراع على النفوذ في المحافظة، وصلت خلال الفترة الماضية إلى حرق مكاتب بعض هذه الأطراف، واستخدام الأسلحة في الاستعراض والهجمات، وأسفر ذلك عن وقوع قتلى وجرحى بين الطرفين. 

وفي يوليو/ تموز الماضي، وخلال الأسبوعين الماضين، خرج المئات من جماعة "سرايا السلام" التابعة لـ"التيار الصدري" في البصرة، وهم يحملون الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في جولة بين شوارع وأحياء المدينة، مع العلم أنّ زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر كان قد جمّد عمل مليشياته عقب الاشتباكات التي وقعت عند مدخل المنطقة الخضراء (الحكومية) في بغداد، في أغسطس/ آب الماضي.

وفي سبتمبر/ أيلول العام الماضي، قتل 5 أشخاص وجُرح نحو 20 آخرين، بعد اشتباكات بين "سرايا السلام" و"عصائب أهل الحق"، استمرت 6 ساعات في وسط مدينة البصرة، ولم تهدأ الأمور حتى تدخلت أطراف عدة من بغداد، من بينها "رئيس أركان" هيئة "الحشد الشعبي" عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك)، الذي نجح في وقف الاشتباكات.

المساهمون