توترات في الحسكة ودير الزور بعد اعتقال "قسد" قائد "المجلس العسكري"

28 اغسطس 2023
تدريبات لعناصر من "المجلس العسكري" في دير الزور (دليل سليمان/فرانس برس/أرشيف)
+ الخط -

تسارعت التطورات في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تشهد استنفاراً أمنياً شديداً وتوترات أعقبت اعتقال تلك القوت قائد "مجلس دير الزور العسكري"، التابع لها، أحمد الخبيل (أبو خولة)، الأحد، بعد استدراجه إلى اجتماع في مقر مظلوم عبدي في استراحة الوزير في الحسكة، وحصارها مقار المجلس في الحسكة ودير الزور.

ومع وردود أنباء عن اعتقال الخبيل بعد انقطاع سبل التواصل معه، أكد القيادي في "المجلس العسكري" جلال الخبيل في مقطع مصور، خبر اعتقال "قسد" قائد المجلس إثراستدراجه لاجتماع في استراحة الوزير بعد اشتباكات مع المجموعة التي كانت برفقته في حي خشمان.

وطالب الخبيل التحالف الدولي بالتدخل، ودعا أبناء عشيرة العكيدات التي ينتمي إليها إلى التحرك الفوري لمحاصرة مقرات "قسد" والضغط عليها للإفراج عن القيادي والمجموعة المحاصرة في الحسكة، "حقنا للدماء".

وفي مقطع مصور آخر متداول، هدد أدهم الخبيل، شقيق قائد "المجلس العسكري"، من سماهم "الدواعش الصفر" (في إشارة إلى "قسد") بقلب الأوضاع على رؤوسهم من نهر الفرات إلى الجزيرة في حال "لم يتم إطلاق سراح المعتقلين فوراً".

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنه بالتزامن مع اعتقال "أبو خولة"، داهم عناصر "قسد"، مساء الأحد، مواقع ومنازل لـ قادة "مجلس دير الزور العسكري"، في أحياء العزيزة وخشمان والنشوة في مدينة الحسكة، إضافة إلى منازل لأفراد من عائلة الخبيل، فيما"داهمت قوات خاصة من (قسد) منزل الشيخ حيدر عسكر الهفل في الحسكة، واعتدت على النساء، وصادرت أجهزة هواتفهن بحثاً عن الشيخ الذي لم يكن في المنزل، فيما بدا استهدافاً لشيوخ ووجهاء العشائر، الذين أيدوا سابقا (مجلس ديرالزور العسكري)".

واعتقلت "قسد" أكثر من 20 قيادياً من قادة المجلس وأفراداً من عائلة قائده في مدينة الحسكة، تزامناً مع فرض حظر تجول، كما أغلقت الطرق المؤدية إلى سجن الصناعة، الذي يضم المئات من عناصر "داعش"، كإجراء احترازي من تداعيات العملية الأمنيّة.

وشملت المداهمات أيضاً مكتب موقع "باس نيوز" التابع للمجلس في الحسكة، واعتقلت جميع مَن كانوا في المكتب، بمن فيهم مديره أحمد العجور، كما حاصرت "قسد" مجموعة تابعة للمجلس في حوايج بومصعة، غربي دير الزور، وفوج الشاهل في بادية قرية ضمان، شمالي دير الزور.

اشتباكات واسعة بين قسد والمجلس العسكري

يأتي تصعيد "قسد" ضد "مجلس دير الزور العسكري" بعد نحو شهر من توترات جرى حلّها بوساطة أميركية.

وفي التطورات الميدانية، هاجم العشرات من مسلحي المجلس وعشيرة العكيدات مقرات "قسد" في مناطق مختلفة من محافظة دير الزور، ودارت اشتباكات بين الجانبين استخدمت فيها القذائف الصاروخية، خاصة قرب بلدة العزبة من جهة المعامل، ومن جهة دوار المدينة الصناعية، في ريف دير الزور الشرقي.

كما سيطر عناصر "مجلس دير الزور العسكري" بالتعاون مع الأهالي على حاجز البريد التابع لـ"قسد" في بلدة محيميدة، وحاجز المؤسسة بالقرب من قرية الحصان بريف دير الزور الغربي، فيما انتشر مسلحو المجلس والعشائر عند دوار الحصان، غربي دير الزور.

وفي قرية الزر، شرق دير الزور، اعتقل المسلحون 8 عناصر من "قسد"، فيما تدور اشتباكات في محيط المعامل ومعيزيلة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقواذف "آر بي جي"، وسط انتشار مكثف لمسلحي "قسد" على طول طريق "الخرافي" بين الحسكة ودير الزور، لاعتقال أي مارين بالطريق بعد إعلان فرض حضر التجول في المنطقة.

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن أعداداً من أبناء قبيلة الجبور في ريف الحسكة تنتظر الأمر من شيخ القبيله لدخول مدينة الحسكة وفك الحصار عن قيادات المجلس.

وأضافت المصادر أن مليشـيا الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد في مدينة الميادين، شرق دير الزور، تسعى إلى الدخول على خط هذه التطورات بدعوى "الفزعة العشائرية" ضد "قسد"، وأنه بتوجيه من قائد مليشيا "فراس العراقية"، تتجهز مجموعة للعبور إلى الضفة الثانية من مناطق سيطرة "قسد" بذريعة الفزعة.

وكانت "قسد" قد أعلنت، صباح أمس الأحد، عن عملية أمنيّة جديدة ضد "داعش" والمتعاونين مع التنظيم في عدة مناطق بريف دير الزور، بمساندة قوات التحالف الدولي، كغطاء على ما يبدو للحملة ضد "مجلس دير الزور العسكري".