ماكرون يبدي "أشدّ إدانة" وباريس تطلب "تحقيقاً مستقلاً"
البنتاغون: الهجوم على طابور مساعدات في غزة "مثير للقلق"
"العفو الدولية" تدعو إلى تحقيق عاجل
توالت، اليوم الجمعة، ردود الفعل الدولية المنددة بمجزرة الاحتلال الإسرائيلي التي خلفت أكثر من 115 شهداء بين مدنيين تجمعوا للحصول على مساعدات جرى إنزالها من الجو على شمال قطاع غزة، أمس الخميس.
ماكرون يبدي "أشدّ إدانة"
أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فجر الجمعة، عن "أشدّ إدانة" للمجزرة، مطالباً بجلاء "حقيقة" ما جرى وتحقيق "العدالة" للضحايا.
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من قبل جنود إسرائيليين. أعرب عن إدانتي الأشدّ لعمليات إطلاق النار هذه وأطالب بالحقيقة والعدالة واحترام القانون الدولي".
Deep indignation at the images coming from Gaza where civilians have been targeted by Israeli soldiers.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) March 1, 2024
I express my strongest condemnation of these shootings and call for truth, justice, and respect for international law.
وأضاف "الوضع في غزة مروّع. ينبغي حماية جميع السكّان المدنيين. ينبغي تنفيذ وقف إطلاق نار في الحال للسماح بتوزيع المساعدات الإنسانية".
باريس تطلب "تحقيقاً مستقلاً"
من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الجمعة، إلى تحقيق مستقل، وقال عبر إذاعة "فرانس إنتر": "أود أن أكون في غاية الوضوح اليوم، نطلب توضيحات وسيتحتم إجراء تحقيق مستقل لتحديد ما جرى"، مشدداً على أن لا "كيل بمكيالين" في ردود فعل فرنسا.
وأكد أن "فرنسا تقول الأمور كما هي. تقولها حين ينبغي وصف حماس بحركة إرهابية. لكن عليها أن تقولها أيضاً حين تقع فظاعات في غزة".
وشدد على أنه في حال خلص تحقيق إلى وقوع جرائم حرب، عندها "ينبغي بالطبع أن يبت القضاء في المسألة".
من جهة أخرى، أعرب سيجورنيه عن استنكاره للتحذيرات بأن سكان قطاع غزة مهددون بالمجاعة، معتبراً أن ذلك "لا يحتمل بالنسبة لنا".
البنتاغون: هجوم إسرائيل على طابور مساعدات بغزة "مثير للقلق"
هذا، واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التقارير المتعلقة بهجوم إسرائيل على سكان في غزة أثناء انتظارهم المساعدات "مثيرة للقلق".
وقال المتحدث باسم الوزارة باتريك ريدر في مؤتمر صحافي: "نواصل التأكيد على ضرورة حماية حياة المدنيين".
وأضاف: "بالطبع شعرنا بأسف كبير لسماع هذه الخسائر البشرية من الأبرياء، وكما قلت، فإننا نعترف بأن عدداً كبيراً جداً من المدنيين قد قُتلوا في العمليات العسكرية الإسرائيلية".
وأشار إلى أن هذا الحادث "المأساوي" يؤكد أهمية تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة، مبيناً أنه يمكن إيصال المساعدات إلى سكان غزة بطريقة آمنة ومستدامة.
ألمانيا تدعو للتحقيق
من جهتها، قالت الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، إنه يجب التحقيق في ملابسات المجزرة، ودعت إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وكتبت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك على وسائل التواصل الاجتماعي "أراد الناس إمدادات الإغاثة لأنفسهم ولعائلاتهم، وانتهى بهم الأمر قتلى".
وأضافت "التقارير الواردة من غزة أصابتني بصدمة. يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يقدم شرحاً وافياً لما حدث من ذعر وإطلاق نار بشكل جماعي".
أردوغان: ما يحدث في غزة ليس حربًا بل إبادة جماعية
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، أن ما يحدث في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية "حتمًا ليس حربًا بل عملية إبادة جماعية". وقال في كلمة خلال افتتاح أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي بنسخته الثالثة في مدينة أنطاليا جنوب تركيا، إن القوى الغربية الداعمة لإسرائيل بشكل غير مشروط تعتبر شريكة في إراقة الدماء بغزة عبر سياساتها المنافقة.
وأضاف: "لم يُقتل في غزة الأطفال والنساء والمدنيون بوحشية فحسب بل تم أيضًا القضاء على ثقة مليارات الناس في النظام الدولي والعدالة والقانون"، مشددا على أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يسد دينه للشعب الفلسطيني إلا بإقامة دولة فلسطين. وأكد أن إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية أمر لا بد منه، وأبدى استعداد تركيا لتحمل المسؤولية بما في ذلك المشاركة في آلية ضامنة.
وانتقد الرئيس التركي النظام الدولي الحالي الذي "فقد معناه ولم يعد أكثر من شعار"، ويفتقر للمفاهيم الأساسية مثل التضامن والعدالة والثقة ولا يستطيع الوفاء بالحد الأدنى من مسؤولياته. وأردف: "من واجبنا تجاه شعبنا والإنسانية جمعاء أن نصدح بما نراه صوابا".
بوريل يدين "المجزرة الجديدة" في غزة ويصفها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق"
بدوره، ندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، بـ"المجزرة الجديدة.. غير المقبولة على الإطلاق".
وقال بوريل عبر منصة إكس: "أشعر بالهلع من التقارير عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية"، مضيفا أن سقوط القتلى "غير مقبول على الإطلاق".
وتابع جوزيب بوريل: "حرمان الناس من المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكا خطيرا" للقانون الإنساني الدولي، مضيفا "يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق".
الصين "تدين بشدّة"
إلى ذلك، أعلنت الصين، الجمعة، أنها "تدين بشدّة" استشهاد عشرات الفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات في شمال قطاع غزة.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ: "تشعر الصين بالصدمة حيال هذه الحادثة وتدينها بشدّة.. نعرب عن حزننا على الضحايا وتعاطفنا مع الجرحى".
البرازيل: الحملة الإسرائيلية في غزة ليست لها حدود أخلاقية أو قانونية
من جانبها، قالت الحكومة البرازيلية، اليوم الجمعة، إنّ مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة يظهر أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ليست لها "حدود أخلاقية أو قانونية"، مجددة دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان: "الإنسانية تخذل المدنيين في غزة. وحان الوقت لمنع المزيد من المذابح".
الهند تعبر عن شعورها بالصدمة
قالت الهند، اليوم الجمعة، إنها أصيبت بصدمة بالغة جراء سقوط خسائر بشرية في شمال غزة. وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن "مثل هذه الخسائر في صفوف المدنيين والوضع الإنساني الأوسع في غزة لا يزالان يشكلان مصدر قلق بالغ".
"العفو الدولية" تدعو إلى تحقيق عاجل
وفي السياق، دعت منظمة العفو الدولية، الجمعة، إلى إجراء تحقيق عاجل في المجزرة، وجاء في بيان، عبر حسابها على منصة "إكس"، أن المنظمة تواصل توثيق الانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، وتعتبر هذا الهجوم جزءًا من ذلك.
وقال البيان: "يجب إجراء تحقيق عاجل حول الأخبار المروعة التي تفيد بمقتل وجرح العشرات من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية شمالي غزة".
وأشار البيان إلى أن السكان في غزة يعانون الجوع وأن الأمم المتحدة وجهت تحذيرات من حدوث مجاعة هناك، مضيفًا: "القصف الوحشي الذي جاء بعد الحصار الإسرائيلي غير القانوني المستمر منذ 16 عاماً هو المسؤول عن الأزمة الإنسانية الكارثية التي نشهدها في قطاع غزة".
ووصف البيان تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بخصوص وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بأنها "غير إنسانية وقاسية"، مؤكدًا أن إسرائيل باعتبارها القوة المحتلة ملزمة بضمان حصول الفلسطينيين على الاحتياجات الأساسية والمساعدات.
وشددت المنظمة على أن إسرائيل، من خلال عدم القيام بذلك، تنتهك القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
(فرانس برس، الأناضول، رويترز، العربي الجديد)