- تمت اتصالات ولقاءات بين قادة عرب ومسؤولين دوليين لمناقشة مستقبل الحكم في غزة والأفكار المتعلقة بتشكيل قوة عربية مشتركة، مع رفض مصر والدول العربية لأي مشاركة في قوة متعددة الجنسيات أو تولي حكم القطاع.
- أكدت مصر على ضرورة أن تتم إعادة إعمار غزة ضمن حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مع إمكانية تقديم دعم في إعادة الإعمار وتدريب كوادر فلسطينية لإدارة الأمن، بالتشاور مع القوى السياسية الفلسطينية.
شهدت الساعات القليلة الماضية، حراكاً مكثفاً على صعيد الأزمة في قطاع غزة، إذ جرت اتصالات ولقاءات عدة، منها الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس الاثنين، إلى العاصمة الأردنية عمّان، والتقى خلالها الملك عبد الله الثاني، قبل ساعات من حفل تنصيب السيسي لولاية رئاسية جديدة.
وبحث الطرفان، خلال الزيارة، العديد من الموضوعات المتعلقة بالحرب على غزة، من بينها "مستقبل القطاع بعد الحرب، والسيناريوهات الخاصة بشكل الحكم فيه وإمكانية تشكيل قوة عربية مشتركة"، بحسب ما أفادت مصادر مصرية خاصة لـ"العربي الجديد".
مصدر مصري: ما يثار حول إمكانية عودة مصر لإدارة قطاع غزة غير قابل للتطبيق
وفي الأثناء، أجرى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، اتصالاً هاتفياً، الاثنين الماضي، بحثا خلاله الوضع في غزة. كما تلقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن. وكان مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل التقى، الأربعاء الماضي، رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي رونين بار.
اتصالات لبحث مستقبل الحكم في قطاع غزة
وأكدت مصادر، تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن كل الاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية، تناولت موضوع مستقبل الحكم في قطاع غزة والأفكار الخاصة بتشكيل قوة عربية مشتركة، أو عودة مصر إلى حكم القطاع كما كان الوضع قبل العام 1967، وهو ما تم رفضه من قبل مصر والدول العربية.
وكان مصدر مصري أكد، لـ"العربي الجديد"، قبل أيام، أنّ القاهرة رفضت بشكل قاطع المشاركة في قوة متعددة الجنسيات تعمل داخل غزة، كما أنها عبرت عن رفضها تولي أي طرف غير فلسطيني مسؤولية حكم أو إدارة القطاع.
وبحسب المصدر المصري، فقد تضمنت الصيغة المتوافق عليها عربياً أنه "لا استعداد للمساهمة في إعادة إعمار غزة إلا في إطار حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكذا اعتراف بدولة فلسطينية قبل التفاوض، وانسحاب القوات الاسرائيلية الكامل من القطاع".
لا يمكن تطبيق سيناريو عودة مصر لحكم القطاع
وفي سياق متصل، قال مصدر مصري، لـ"العربي الجديد" أمس الثلاثاء، إن "كل ما يثار من جدل حول إمكانية عودة مصر إلى إدارة قطاع غزة كما كان الوضع قبل الخامس من يونيو/حزيران 1967، لا يعدو كونه سيناريوهات وأفكار غربية غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع".
وأضاف المصدر أن "الموقف الرسمي المصري واضح في هذا الشأن، ولا يقبل التأويل، وهو رفض التدخل المطلق في قطاع غزة، لأن ذلك يشكل اعتداءً على أراضي الغير، ويهدد بفقدان إمكانية إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة".
حسين هريدي: مصر ترفض مطلقاً فرض إسرائيل أي إدارة لغزة بدون التشاور مع الأطراف الفلسطينية كافة
ولفت المصدر إلى أن مصر "يمكن أن تقوم بأدوار أخرى تساعد في إنهاء الحرب على قطاع غزة، وبدء مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، والمساهمة في تدريب كوادر فلسطينية تقوم على إدارة الأمن في قطاع غزة، وذلك بعد التشاور مع القوى السياسية الفلسطينية المختلفة".
وحول طرح قضية عودة مصر لإدارة قطاع غزة، في المفاوضات بين الأطراف الدولية والإقليمية، وهل تقبل حركة حماس بمثل هذا الطرح، أكد مسؤول الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة، باسم نعيم، لـ"العربي الجديد"، أنه "لم يطرح هذا الموضوع على الإطلاق".
وأضاف أن "المواقف الإقليمية لم تتغير كثيراً عن السابق، بمعنى أنها لم تتراجع ولم تتقدم، لكنها بالتأكيد لم تكن ضاغطة بالقدر الكافي لوقف الحرب على غزة باستثناء بعض التدخلات التي حصلت من بعض الدول".
مصر ترفض فرض إسرائيل أي إدارة لغزة
المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير حسين هريدي، أكد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مصر "لا تقبل بأن تعود غزة لإدارتها كما كان الحال قبل حرب 1967"، مضيفاً أن مصر "ترفض مطلقاً فرض إسرائيل أي إدارة لغزة بدون التشاور مع الأطراف الفلسطينية كافة".
من ناحيته، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير عبد الله الأشعل، لـ"العربي الجديد"، إن "إسرائيل تسعى لفرض إدارة على قطاع غزة، لا تكون حماس جزءاً منها، فهي تريد إزالة حماس من الوجود حتى تأمن وتنفذ المشروع الصهيوني، وهو إفراغ فلسطين من أهلها واستقدام يهود العالم حتى يحلوا محلهم في إسرائيل الكبرى". وأكد أن "المقاومة الفلسطينية وحماس، لن تقبل بمخطط اليوم التالي للحرب".
المقاومة فرضت واقعاً يصعب تجاهله
من ناحيته، قال نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، مختار الغباشي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مسألة عودة مصر لإدارة غزة، طرحت كثيراً أخيراً من قبل إسرائيل وبعض الأطراف، لكنها أصبحت مستحيلة الآن، لأن المقاومة الفلسطينية فرضت واقعاً معيناً في غزة، يصعب تجاهله".
بدوره، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، محمد سيد أحمد، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك صعوبة شديدة في الطرح الخاص بعودة مصر لإدارة قطاع غزة، كما كان الوضع قبل يونيو 1967، لأن هذا الطرح يعني أن مصر شريكة للعدو الصهيوني في ما يحدث في غزة".
وأضاف: "لذلك أعتقد أن هذا الطرح سيكون مرفوضاً من جانب مصر الرسمية، لأن الوضع صعب للغاية، والعدو الصهيوني وضعه صعب في غزة ولم ينتصر، ولذلك من الصعب أن يفرض إرادته ما بعد الحرب على غزة، لأن الحديث الآن لا يزال في غزة، والمقاومة الفلسطينية لا تزال تقاوم وتكبد العدو خسائر هائلة".
من ناحيته، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عمار فايد، لـ"العربي الجديد"، إن "مصر والسعودية والولايات المتحدة وتركيا، مدعوة إلى المساهمة في تشكيل مستقبل قطاع غزة، ولكن هذه الدول تقول إنه لن يصلح السيناريو بهذا الشكل، ومصر تقول إنه لن ينجح، وموقف الأميركيين يدفع باتجاه عودة السلطة الفلسطينية، وهم يحاولون الضغط على (رئيس الحكومة الإسرائيلية) بنيامين نتنياهو في هذا السياق".