نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الأحد، إيجازاً لما قالت إنه التقديرات السنوية لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" للعام المقبل، حيث تركز هذه التقديرات بالذات على التوجهات العالمية وتأثيراتها المتوقعة في أمن إسرائيل.
وبحسب التقديرات، فإن إيران رغم كونها تشكل التحدي الشائك لإسرائيل، فإنها لا تحتل المرتبة الأولى، رغم التشديد على أن إيران ستواصل نشاطها في المجال النووي.
ووضعت التقديرات أهمية كبرى للتأثيرات العالمية، بدءاً من عدم الاستقرار الدولي والحرب الأوكرانية، والنزاع الصيني الأميركي الذي قد يتصاعد أكثر فأكثر بفعل الحرب في أوكرانيا وتداعيات النقص في الغاز الروسي وتأثير ذلك في أوضاع أوروبا.
إلى ذلك، توقفت التقديرات عند التغييرات الداخلية في الولايات المتحدة، باعتبارها موضوعاً ينبغي أن يأخذ اهتماماً أكبر في إسرائيل لضمان المحافظة على العلاقات الخاصة بين الطرفين، ولا سيما التغييرات الديمغرافية الداخلية واحتمالات تأثيرها مستقبلاً في العلاقات العسكرية والأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن للتغييرات العالمية تأثيراً أيضاً بدول الشرق الأوسط، كما هي الحال في الأردن ومصر اللتين تعانيان من أزمة اقتصادية وغذائية لم يسبق لها مثيل.
كذلك من شأن الأزمة العالمية أن تعمّق الأزمة في لبنان لجهة تحويله إلى دولة فاشلة، وهو ما قد تكون له تداعيات إقليمية. ويحث التقدير إسرائيل على تقديم المساعدات إلى مصر والأردن، مثلاً في تنفيذ مشاريع تحلية المياه وتقليص خطر عدم استقرار الأنظمة.
في المقابل، تحتل إيران مكانة في مثلث الأخطار المهددة لإسرائيل، وليس فقط في سياق مشروعها النووي، بل باعتبارها لاعباً مستقلاً (على أرض الملعب)، إذ تدعي إسرائيل، أخيراً، رصد نشاط إيراني لجهة تعزيز عمليات المقاومة الفلسطينية ضدها في الضفة الغربية المحتلة لإشعال الوضع.
وقد اضطر هذا الأمر جهاز المخابرات العامة الداخلية "الشاباك" إلى زيادة نشاطه وتدخله في المسألة الإيرانية، وخصوصاً أن النشاط الإيراني في هذا الباب مرشح للاستمرار في جبهات أخرى ثانية كما في قطاع غزة.
وعلى الجبهة الشمالية، تتوقع شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن إيران تدرك أنها فشلت في التموضع العسكري في سورية، لكنها ستواصل تسليح "حزب الله".
وفي هذا الشأن ترى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن "حزب الله" سيواصل انشغاله بالملفات الداخلية اللبنانية، دون أن يمنع ذلك نشوء "ديناميكية لتصعيد مع إسرائيل نتيجة لتحركات مختلفة وحتى نشاط تكتيكي ميداني".
ويلخص التقرير النشاط الإيراني المتوقع في المسار النووي، بقوله إن إيران ستواصل نشاطها الحالي في التقدم بشكل تدريجي وبطيء، لكن دون خرق قواعد اللعبة، وذلك أيضاً من خلال التعاون بين روسيا وإيران في الحرب في أوكرانيا.