تقديرات إسرائيلية بشأن فرص التوصل إلى صفقة مع "حماس"

28 ابريل 2024
خشية إسرائيلية من أية قرارات للجنايات الدولية بشأن الحرب على غزة، 14/04/2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قرار إسرائيل بشأن صفقة مع حماس يتأثر بعوامل مثل مواقف شركاء نتنياهو من اليمين الديني، تداعيات قرارات محكمة الجنايات الدولية، وتقييم الضغوط العسكرية على حماس، مما يعكس تعقيد السياسة الداخلية والضغوط الدولية.
- شيري أبيطان كوهين تناقش المخاطر السياسية المحلية لصفقة تبادل مع حماس، مشيرة إلى معارضة اليمين الديني داخل الحكومة الإسرائيلية والتحديات التي تواجه نتنياهو.
- عاموس هارئيل ورونين بريغمان يبرزان التحديات والصعوبات في التوصل إلى صفقة مع حماس، محذرين من المفرط في التفاؤل وانتقاد الاعتقاد بأن الضغوط العسكرية قد تؤدي إلى صفقة تبادل أسرى ناجحة.

نتنياهو يدرك أن التوصل إلى صفقة مع حماس يمكن أن يفضي لوقف الحرب

القرار النهائي بشأن التوصل إلى صفقة سيتأثر بجملة عوامل متعارضة

نتنياهو يعي أن ممثلي اليمين الديني لن يكتفوا بإسقاط الحكومة

يرى عدد من المعلقين في تل أبيب أن القرار الإسرائيلي النهائي بشأن التوصل إلى صفقة مع حماس  سيتأثر بجملة عوامل ذات تأثيرات متعارضة. وبحسب هؤلاء المعلقين، يتوقف قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النهائي بشأن الصفقة على مواقف شركائه في الحكومة من ممثلي اليمين الديني وخشيته من أية قرارات تتخذها محكمة الجنايات الدولية بشأن الحرب على القطاع والتقدير الإسرائيلي الحقيقي لتأثير الضغوط العسكرية على حركة حماس

وتقول المعلقة السياسية لصحيفة "يسرائيل هيوم" شيري أبيطان كوهين، إن نتنياهو يدرك أن التوصل إلى صفقة تبادل مع حماس يمكن أن يفضي إلى وقف الحرب على غزة، ما قد يقود إلى تفكك حكومته. وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأحد، لفتت كوهين إلى أن نتنياهو يعي أن ممثلي اليمين الديني في حكومته لن يكتفوا بإسقاط الحكومة، بل سيعمدون أيضاً إلى اختيار زعيم آخر غيره ليقود معسكر اليمين في الانتخابات القادمة تحت شعار "وجوب تحقيق انتصار على الإرهاب". وأعادت إلى الأذهان حقيقة أن وزير المالية وزعيم حركة "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش قد وجه كلامه إلى نتنياهو قائلاً: "سيدي رئيس الوزراء لا يوجد لديك تفويض بالتوصل إلى مثل هذه الصفقة"، في إشارة إلى المقترح المصري الأخير.

من ناحيته، حذر معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل من حرص مصر على زيادة التفاؤل بشأن التوصل إلى صفقة مع حماس، قائلاً: "لقد كنا في هذا الفيلم سابقاً". وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم الأحد، لفت هارئيل إلى أن معارضة قوى اليمين الديني وبعض وزراء الليكود في الحكومة ورفض حركة حماس يمكن أن تسدل الستار مجدداً على المقترح المصري الأخير. وبحسب هارئيل، تعني الموافقة على وقف إطلاق النار مقابل عودة الأسرى أنّ نتنياهو تنازل عن أحد أهم أهداف الحرب على غزة وهو "تفكيك مطلق لقدرات حماس العسكرية". وفي المقابل، لم يستبعد هارئيل أن يفضي الفشل في التوصل إلى صفقة بين "حماس" والاحتلال هذه المرة إلى انسحاب ممثلي "معسكر الدولة" بقيادة بني غانتس من الحكومة.

من ناحية ثانية، أبرز هارئيل أن طرح المقترح المصري لصفقة بين "حماس" والاحتلال جاء في ظل التوقعات بأن يصدر مدعي محكمة الجنايات الدولية البريطاني كريم خان هذا الأسبوع بأوامر اعتقال ضد قيادات إسرائيلية بسبب اتهامها بارتكاب جرائم في غزة. وأوضح أن صدور مثل هذا القرار سيلزم الـ 120 دولة الموقعة على ميثاق محكمة الجنايات الدولية باعتقال كل مسؤول إسرائيلي يصدر بحقه أمر اعتقال، وضمنهم نتنياهو، مشيراً إلى أن صدور مثل هذا القرار سيؤثر على توجهات القيادات السياسية والعسكرية التي يمكن أن تشملها هذه القرارات. واستدرك أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى تمارس حالياً ضغوطاً كبيرة على خان لمنعه من إصدار أوامر اعتقال ضد القادة الإسرائيليين.
إلى ذلك، هاجم معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين بريغمان، نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين الذين يحاججون بأن الضغط العسكري وعملية عسكرية واسعة في رفح ستفضي إلى الإفراج عن الإسرائيليين. وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم الأحد، لفت بريغمان إلى أنه بخلاف ما يصدر عن القيادات السياسية والعسكرية في تل أبيب، فشلت الضغوط الحربية على حركة حماس في دفع الحركة إلى إبداء أي قدر من المرونة بشأن صفقة تبادل أسرى تضمن عودة الأسرى الإسرائيليين. وأضاف أن التجربة دلت بما لا يقبل التأويل أن الضغوط العسكرية على حركة حماس أفضت تحديداً إلى مقتل المزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة.

وانتقد بريغمان الذي يعمل أيضاً معلقاً بارزاً في صحيفة نيويورك تايمز بشدة "مزاعم" القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل بأن شن عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح ستحسن من فرص التوصل إلى صفقة مع حماس تلبي المصالح الإسرائيلية، مشيراً إلى أن أمد مثل هذه العملية يمكن أن يطول كثيراً، فضلاً عن أنه لا يوجد ما يدلل على أن نتائجها ستساوي الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في نهايتها.

المساهمون