تقديرات إسرائيلية برد الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل بشأن جرائم الإبادة

14 يناير 2024
من تظاهرات مؤيدة لفلسطين أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي (Getty)
+ الخط -

تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن محكمة العدل الدولية في لاهاي، سترد الدعوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتتهمها فيها بارتكاب عمليات "إبادة جماعية" في قطاع غزة.

وذكرت إذاعة "كان ريشت بيت" اليوم الأحد أنه حتى لو صدر أمر في هذه المرحلة، فإن المحكمة سترفض الدعوى في نهاية المطاف.

وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن الفريق الإسرائيلي سلّم قضاة المحكمة مواد قالت إن جزءاً منها لم يُنشر بعد، "تعزز الادعاءات الإسرائيلية".

كما تم تسليم القضاة مقطعاً مدته 10 دقائق من الفيلم الذي تستخدمه إسرائيل في الترويج لروايتها بشأن أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تصفه بـ "الفظائع" التي ارتكبها عناصر حماس في مناطق "غلاف غزة".

خميس صعب على إسرائيل في محكمة العدل

من جهته، اعتبر دانيال ريزنير، الرئيس السابق لقسم القانون الدولي في النيابة العسكرية الإسرائيلية، في حديث لإذاعة 103 العبرية، أن المرافعة الإسرائيلية كانت جيدة، كما أن اختيار إسرائيل القاضي المتقاعد ورئيس المحكمة العليا الإسرائيلية السابق أهارون باراك، سيساهم في دعم الموقف الإسرائيلي.

وقال ريزنير إن "يوم الخميس كان صعباً، ذلك أن جنوب أفريقيا تعاملت مع المهمة على أكبر قدر من الجدية ونسبت إلى إسرائيل عمليات إبادة جماعية، ليس فقط منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وإنما منذ مايو/ أيار 1948، وذلك لصرف النظر عن أحداث أكتوبر، وليقولوا بأن الأمر بدأ قبل 80 عاماً"، وأنهم "اختاروا سياقاً تاريخياً".

وأشار إلى أن القاضي أهارون باراك الذي اختارته إسرائيل ليمثلها من ضمن هيئة القضاة، "سيحرص على أن يتحدّث القضاة في غرفهم عن المواقف الإسرائيلية"، وأن ينتبهوا لمختلف الادعاءات التي وردت في الرد الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي.

ويرى ريزنير بأن جزءاً من القضاة سيصدرون حكمهم في القضية بناء على الموقف السياسي لبلدانهم، فيما سيحكم جزء آخر ممن لا تحمل بلدانهم أجندات في هذا السياق، بناء على الادعاءات التي تلقّوها، "ولذلك من المهم جداً أن يكون هناك من يذكرهم بالادعاءات الإسرائيلية"، في إشارة إلى باراك.

يرى ريزنير، بأن جزءاً من القضاة سيصدرون حكمهم في القضية بناء على الموقف السياسي لبلدانهم

وأضاف بأن أهارون باراك "هو واحد من القضاة الأكثر تقديراً على مستوى العالم وربما يكون جزءاً من قضاة المحكمة قد تعلّموا خلال دراستهم القانون أحكاماً أصدرها هو"، خلال مسيرته، "وهذا يعني بأنه لا يمكن لأحد من القضاة الآخرين أن يسمح لنفسه مهنياً، تجاهل ما يقوله باراك بشكل تام"، مضيفاً بأن هذا الأمر يشكّل "دعماً كبيراً جداً ومهماً للموقف الإسرائيلي".

في سياق متصل، أعلنت الحكومة الألمانية أنها تنوي الانضمام كطرف ثالث للدفاع عن إسرائيل ودعم الموقف الإسرائيلي في أعقاب الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا. ورحب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالخطوة، كما شكر المستشار الألماني أولاف شولتز عليها.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في مقر هيئة أركان الجيش في تل أبيب أمس، إن الحرب مستمرة، "ولن يوقفنا أحد، ليس لاهاي، ولا محور الشر ولا أي جهة أخرى. إن التهجم المنافق على دولة اليهود التي نهضت من رماد الهولوكوست، بالوكالة عن الذين جاؤوا لارتكاب هولوكوست جديد بحق اليهود هو عبارة عن حضيض أخلاقي في تاريخ الأمم"، في إشارة منه إلى الدعوى المرفوعة في المحكمة.

 

 

المساهمون