تقارير إسرائيلية: قيادة الجيش كانت قرب حوارة ولم تمنع إرهاب المستوطنين

28 فبراير 2023
كثّف المستوطنون من اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -

واصل مراسلون ومحللون في الصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، التركيز على ما أسموه "فشل الجيش" بمنع الاعتداءات الإجرامية والإرهابية على حوارة، مساء الأحد، من جهة، وفقدان الجيش للسيطرة على الأحداث في الضفة الغربية المحتلة، من جهة أخرى.

وبرز في تحليلات اليوم، إضافة إلى تكرار الحديث عن فشل الجيش، الإفصاح والكشف عن حقائق معروفة بشأن التعاون بين قيادات في الجيش والمستوطنين، وأبرزها حقيقة تصرف الجنود خلال الاعتداءات الإجرامية في حوارة بلا مبالاة واضحة بيّنتها الصور التي التقطت في الموقع، من جهة، وعدم تحرك الجيش لمنع هذه الاعتداءات من جهة أخرى، مع انطلاق الدعوات في المستوطنات المجاورة لحوارة إلى التجمع للتوجه نحوها، وسط التهديد بإحراقها والاعتداء على سكانها، حيث عُمّمت دعوات واضحة دعت إلى التجمع من أجل الانتقام، والرد بحرب مضادة.

وفي السياق، قال المحلل السياسي في "هآرتس" عاموس هرئيل، إن "قيادة الجيش الإسرائيلي، بما فيها رئيس الأركان الجنرال هرتسي هليفي، وقائد فرقة السامرة العميد آفي بلوط، وقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال (المسؤول عن الضفة الغربية)، حضروا بعد ساعتين من وقوع عملية حوارة إلى مقر قيادة لواء السامرة الذي يبعد مئات الأمتار عن مدخل حوارة، حيث وقع هجوم المستوطنين واعتداءاتهم.

وقال هرئيل إنه "كان بمقدورهم فقط لو فتحوا شباك المقر أن يشاهدوا ماذا يحدث في حوارة، مع ذلك استغرق اجتماعهم لتقدير الموقف حتى التاسعة مساءً، دون أن يتحركوا فعلياً لوقف ما يحدث في حوارة، فيما كانت النيران قد شبّت في عشرات البيوت".

وكشف هرئيل عن أن "الدعوة" التي وجهها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو فقط عند التاسعة مساءً للمستوطنين لوقف الاعتداءات وما أسماه "عدم تنفيذ القانون بأنفسهم"، كانت فقط بعد ضغوط من المنظومة الأمنية.

في المقابل، اعتبر المختص بالشؤون الأمنية رونين بيرغمان، الذي يعمل أيضاً في صحيفة "دير شبيغل" الألمانية و"نيويورك تايمز"، في تحليل موسع له في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الاعتداءات الإرهابية، وفق التعبير الذي أبرزه بيرغمان، بشكل ميّزه عن باقي المحللين والمراسلين في إسرائيل، ليست جديدة ولا مستهجنة على المستوطنين.

وتساءل بيرغمان: "لماذا يتصرف الجنود بلا مبالاة حيال هذه الاعتداءات، وخاصة ما يُسمى فرقة يهودا والسامرة؟ بالإضافة إلى عدم تحرك الفرقة وقادتها العسكريين (رئيس الفرقة هو العميد آفي بلوط، وهو مستوطن ومعروف بمواقفه الدينية المتطرفة وليس فقط السياسية) لحثّ الفرقة على القيام بواجبها حسب القانون الدولي، الذي ينصّ على أن القوة المحتلة هي المسؤولة عن أمن السكان وحياتهم، وليس فقط حياة وأمن طرف واحد.

ومع إقرار بيرغمان بانتقال الجيش أمس إلى اعتبار اعتداءات المستوطنين إرهاباً، وعدم الاكتفاء بتعبير استخدم لسنوات، وهو "تدفيع الثمن"، فإن السؤال الذي يطرح هو: لماذا لا يتحرك الجيش حيال هذا الإرهاب كما يتحرك ضد الفلسطينيين، فلو هاجمت مجموعة من الفلسطينيين مستوطنة في رد فعل انتقامي، لفتح الجيش النار الحيّ باتجاههم. وإذا كانت اعتداءات المستوطنين إرهاباً، فأين كان الجيش عندما نفذوا عملياتهم الإرهابية في الماضي؟ وفق سؤاله.

ويقول بيرغمان إن الجيش فقد السيطرة على ما يحدث في الضفة الغربية منذ سنوات، لكنه يتجه لمقاربة مغايرة، بالقول: "يبدو لي أن الجيش فقد أيضاً السيطرة على ما يحدث في صفوف قواته"، موضحاً أن "الأمر يعود على ما يبدو إلى "الروح السائدة" لدى قادة قيادة المنطقة الوسطى في الجيش وفرقة يهودا والسامرة. فقد عممت الفرقة أخيراً فيلماً عن المزارع في الضفة الغربية، دون أن تبين أنها بؤر استيطانية أقيمت بالقوة على أراضٍ فلسطينية، وليست كما تبدو في الفيلم، مزارع جميلة".

ويذكّر هذا القول الذي أورده بيرغمان بحقيقة توزيع قائد الفرقة العميد آفي بلوط كتاباً يشجع الاستيطان في الضفة الغربية، ويتحدث عن "تخليص الأرض" من الفلسطينيين، وإنقاذها على يد شعب إسرائيل، دون أن تُتخذ أي إجراءات ضده.

ويكشف بيرغمان في نهاية تحليله الموسع، أن قيادات في الجيش باتت تعترف، في الآونة الأخيرة وتقرّ بما سبق أن ردده الفلسطينيون ومنظمات حقوقية مختلفة، بأن هناك وحدات في الجيش الإسرائيلي، من مجمل وحدات قيادة المنطقة الوسطى، قد اختارت الانحياز لطرف، و"تعمل مع المستوطنين دون خجل ودون التفكير بدورنا في هذه المنطقة الحساسة".

المساهمون