تقارب الصدر والبارزاني: فرصة لولادة تحالف سياسي في العراق

03 يونيو 2021
يسعى تحالف الصدر للفوز برئاسة الحكومة(Getty)
+ الخط -

عقب زيارة أجراها وفد رفيع من تحالف "سائرون"، الذي يتزعمه مقتدى الصدر، إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق،  واجتماعه مع قيادات الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود البارزاني، فضلاً عن اتصالات مستمرة بين القيادات، يجري الحديث عن إمكانية ولادة تحالف سياسي بين الطرفين، في خطوة تأتي ضمن مساعي تحالف الصدر للفوز برئاسة الحكومة في الدورة الانتخابية المقبلة.

وفي مناسبات عدّة، أكد "التيار الصدري"، على لسان زعيمه مقتدى الصدر، وقيادات تحالفه، أن رئاسة الحكومة المقبلة ستكون من حصته، وأنه مستعد لتولي المهمة.  

وأجرى وفد من قيادات الصف الأول لتحالف الصدر، أول أمس الثلاثاء، لقاء في أربيل مع زعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود البارزاني، بحضور قيادات الحزب، بحثوا خلاله ملف الانتخابات المقبلة، وعددا من الملفات السياسية في البلاد.

كما اجتمع الوفد مع رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني. وذكر بيان لحكومة كردستان أن "رئيس الحكومة بحث مع الوفد ملف الانتخابات، وضرورة التمهيد لإجرائها، كما تم بحث حلول للمشاكل العالقة بين بغداد وأربيل على أساس مراعاة التوازن والمشاركة الحقيقية في الإدارة وصنع القرار".

ولم يخف تحالف الصدر سعيه للتحالف مع حزب البارزاني، إذ قال النائب عن التحالف، علاء الربيعي، إن "هناك إمكانية لإقامة تحالف مشترك مع "الديمقراطي" بعد الانتخابات، واللقاء الأخير بين الطرفين نتج عنه تقارب للعمل المشترك في المرحلة المقبلة"، مبيناً، في تصريح لإذاعة عراقية محلية، أن "هناك مشتركات أساسية لبناء دولة مدنية، ودولة مؤسسات ومواطنة تقوم على الحقوق والواجبات".

وأوضح الربيعي أن "لقاء وفد "سائرون" بالقيادات السياسية في "الحزب الديمقراطي" كان مبنياً على عامل الثقة بين الطرفين، حيث تم بحث العديد من المواضيع بمرونة وشفافية كحقوق وواجبات إقليم كردستان، والالتزامات التي يجب على الإقليم الوفاء بها لبغداد، والالتزام بما رسمه الدستور، وملف الثروات الطبيعية التي يجب أن تديرها الحكومة المركزية من أجل التوصل لجذور وأساسيات للعمل المشترك في المرحلة المقبلة".

من جهته، أكد "الحزب الديمقراطي" وجود فرصة للتحالف مع تيار الصدر. وقالت النائبة عن الحزب، خالدة خليل، إن "العراق مقبل على مرحلة صعبة تحتاج إلى تحالفات، لا سيما أن أكثر من جهة سياسية بدأت بالتحالف، من أجل الوقوف بوجه الأحداث"، مبينة، في تصريح لوكالة أنباء كردية محلية، أن "التيارات السياسية تتفاعل وتتحالف فيما بينها لدعم بعضها، و"التيار الصدري" له شعبية وقوة مؤثرة، كما أن "الحزب الديمقراطي" يعد الأول في إقليم كردستان، لذا من الممكن أن يشكل التحالف بينهما تعاضداً من أجل حلّ الكثير من الملفات العالقة بين بغداد وأربيل".

وأشارت خليل إلى أن "التحالف بين "الديمقراطي" و"التيار الصدري" من الممكن أن يجعل المرحلة المقبلة في العراق أكثر استقراراً وأكثر هدوءاً".

وأكدت قيادات كردية وجود اتصالات مستمرة بين قيادات الجانبين (الحزب الديمقراطي وتحالف الصدر)، وأنهما يأخذان موضوع التحالف المشترك "على محمل الجد". 

وقال عضو بارز في "الحزب الديمقراطي"، لـ"العربي الجديد"، إن "الاجتماع الأخير يعد مرحلة متطورة من التقارب بين الجانبين، إذ هناك وجهات نظر موحدة إزاء أزمات العراق من جهة، والملفات العالقة بين بغداد وأربيل".

وأكد أن "الحزب لديه ثوابت لا يستطيع الخروج عنها، تتعلق بمستحقات الإقليم وعدد من الملفات العالقة، وقد تمت مناقشتها خلال الاجتماع"، مبيناً أنه "من الممكن أن نعد الاجتماع خطوة أولى نحو تحالف مشترك، ونأمل بتشكيل لجان مشتركة لبحث الملفات المهمة التي يعتبرها "الحزب الديمقراطي" مرتكزات أساسية لتحالفه مع أي جهة، وتتعلق بمصلحة الإقليم التي لا تتعارض مع الدستور العراقي".

ويجري ذلك في وقت تخوض فيه القوى السياسية العراقية حراكاً مستمراً، تمهيداً لتحالفات مشتركة جديدة، على الرغم من وجود حديث عن إمكانية تأجيل الانتخابات، المقرر موعدها في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

المساهمون