كشفت التحقيقات الجارية بحادثة تفجير أنقرة، اليوم الأحد، أن منفذي الهجوم قتلا طبيبا بيطريا في ولاية قيصري قبل الاستيلاء على سيارته مساء أمس السبت، والتوجه بها إلى العاصمة التركية لتنفيذ الهجوم المسلح اليوم.
وتوجه المسلحان إلى أنقرة وهاجما في وقت سابق من اليوم مبنى مديرية الأمن العامة التابعة لوزارة الداخلية، ما أسفر عن إصابة شرطيين قبل مقتل المهاجمين الاثنين، بحسب إفادة وزير الداخلية علي يرلي كايا بعد ظهر اليوم.
وبحسب وسائل الإعلام التركية ومنها قناة "خبر تورك"، فإن منفذي الهجوم المسلح، استخدما سيارة مسروقة تحمل الرقم "38PT962"، وتعود للطبيب البيطري ميكايل بوزلاغان (24 عاما)، وذلك بعد قتلهما الأخير في قضاء دولي بولاية قيصري.
وأضافت المعلومات المتوفرة من التحقيقات، أن حادثة القتل والسرقة حصلت مساء أمس، فيما عثرت عائلة الطبيب على جثمانه عند جسر يقع بين قريتي آفالاغا وجاتا أوغلاك، وعليها آثار ضرب على الرأس بآلة حادة، وأثر طلقة نارية.
ومن المنتظر أن تجري مراسم دفن الطبيب غدا الاثنين، بعد استكمال تشريح الجثة، فيما روى أقرباء الطبيب حيثيات ما جرى. وقال بحري بوزلاغان قريب الطبيب في حديث للإعلام: "تلقيت اتصالا أمس من إخوة ميكايل وطلبوا مني القدوم بشكل عاجل وعند الوصول إلى الجسر عند مدخل القرية، وجدنا جثة ميكايل بين يدي ابن عمه".
وأضاف: "الطبيب كان محبوبا من أهالي القرى المجاورة، من أين جاء هؤلاء إلى منطقتنا التي لا يوجد بها أناس (مسلحون) بهذا الشكل، كان سيذهب مع صديقه إلى أضنة، ولكن لم يستطع الأخير الوصول إليه عبر الهاتف فجاء إلى أهله للاستفسار، ما دفع والد الطبيب للخروج بحثا عنه".
وأكمل أن "الأب بحث عن السيارة ولكن لم يجدها إلا أنه عثر على جثة ابنه الطبيب وقد ضرب على رأسه بآلة حادة وهناك طلقة رصاصة واحدة في رأسه أيضا وكان متوفيا".
وأوضح: "تلقيت اليوم اتصالا آخر، قيل لي فيه بأن سيارة الهجوم المسلح في أنقرة تعود إلى الطبيب. عندما شاهدت السيارة عرفنا مع الأهل أنها له، وكان خلفها بعض الأدوية"، لافتا إلى أن الطبيب متزوج منذ عامين ولديه طفل عمره 6 أشهر.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد وزير الداخلية التركي بإصابة شرطيين في الانفجار الذي وقع بالقرب من مقر وزارة الداخلية في العاصمة أنقرة صباح اليوم، مشيراً إلى أن إرهابيين هاجما مدخل مبنى الوزارة وجرى تحييد أحدهما فيما فجر الآخر نفسه.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن سيارة انفجرت بالقرب من مقر وزارة الداخلية في العاصمة أنقرة، قبل سماع أصوات إطلاق نار.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية أنّ أحد منفذي الهجوم، عضو في حزب العمال الكردستاني.
وأشار بيان الداخلية التركية، الأحد، إلى تنفيذ "إرهابيين" اثنين هجوما على المديرية العامة للأمن بالعاصمة أنقرة في الساعة 09:26 بالتوقيت المحلي، وفقاً لوكالة الأناضول التركية.
وأكد البيان "تحييد الإرهابيين الاثنين، من قبل عناصر الشرطة التركية بعد تنفيذهما الاعتداء مباشرة".
وذكر البيان أنه بعد عملية التحري تم التحقق من هوية أحد المنفذين، وأنه عضو في حزب العمال الكردستاني، فيما يتم التحري عن هوية "الإرهابي" الآخر.
وبحسب "الأناضول"، كشفت عمليات التحري في مكان الهجوم، وجود 9 آلاف و700 غرام من مادة "سي 4" شديدة الانفجار و3 قنابل يدوية وقاذف ومسدس من طراز "Glock"مزود بكاتم صوت ومسدس من طراز"Blow" ورشاش طراز "إم-4" ورشاش كلاشينكوف.
وقالت قناة "سي أن أن" التركية إن إجراءات أمنية مشددة اتخذت في المنطقة وقطعت الطرقات المؤدية إلى الوزارة.
من هي "كتيبة الخالدين" التي نفذت الهجوم؟
وأعلن حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا ودول غربية "إرهابيا"، مسؤوليته عن الهجوم. وقال لوكالة "أيه أن أف" القريبة من الحركة الكردية إن "عملا فدائيا نفذ ضد وزارة الداخلية التركية من جانب فريق تابع للواء الخالدين".
ونقلت وكالة "رويترز" عن موقع إخباري مقرب من الحزب قوله، إن مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتيبة الخالدين" نفذت تفجيرا في أنقرة اليوم الأحد.
و"كتيبة الخالدين" لم يسبق أن سجل لها عمليات مسلحة داخل تركيا، وهي عبارة عن خلايا نائمة وموضوعة كقوة احتياطية، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين في الحزب.
وسبق أن كشف عن الكتيبة، القيادي في حزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، في العام 2016 خلال لقاء صحافي، وقال إنها "كتيبة مستعدة وجاهزة للقيام بعمليات فدائية عند الضرورة في حال حصل أي هجوم يستهدف زعيم الحزب عبد الله أوجلان".
وأضاف: "في حال حصول مكروه للزعيم أوجلان فإن هناك كتيبة الخالدين جاهزة للدخول والقيام بعمليات مسلحة، وهي خلايا نائمة، وقوى فدائية، وعلى مستوى رفيع من التدريب"، مشيرا إلى أنها "مكلفة بالقضاء على جميع القادة والسياسيين في حال تعرض أوجلان لأي هجوم". وقال: "هم جاهزون في الاحتياط. هذا ليس تهديدا وإنما حقيقة".