تفاوت التقديرات الإسرائيلية بشأن رد إيران وحزب الله وسط تأييد لضربة استباقية

06 اغسطس 2024
عناصر من جيش الاحتلال قرب بطارية للقبة الحديدية، 17 إبريل 2024 (مصطفى الخاروف/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **التوتر الإسرائيلي بشأن الرد الإيراني وحزب الله**: تتفاوت التقديرات الإسرائيلية حول حجم وموعد ردّ إيران وحزب الله على اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، مع وجود ضغوط داخلية لتوجيه ضربة استباقية. يُظهر استطلاع للرأي أن نحو نصف الإسرائيليين يؤيدون توجيه ضربة استباقية.

- **التهديد الأكبر من حزب الله**: يعتبر المحلل العسكري عاموس هارئيل أن التهديد الذي يشكله حزب الله أكبر من التهديد الإيراني، ويتوقع رداً مكثفاً يشمل إطلاق صواريخ ومسيّرات. تعزز إسرائيل دفاعاتها الجوية وأمن الشخصيات الكبيرة.

- **التعويل على الدعم الأميركي والائتلاف الدولي**: تنظر إسرائيل بأهمية إلى الدعم الأميركي في تشكيل ائتلاف دولي لاعتراض الهجوم المحتمل. يعتقد المحلل رون بن يشاي أن إيران تسعى لمعركة محدودة لتجنب رد إسرائيلي مدمر.

تضغط جهات إسرائيلية لتوجيه ضربة استباقية لإيران وحزب الله

ارتفاع حالة التأهب الإسرائيلية في ظل الغموض الذي يحيط برد إيران

تُدخل حالة الترقب الإسرائيليين في حالة من التوتر

تتفاوت التقديرات الإسرائيلية بشأن حجم وموعد ردّ إيران وحزب الله المحتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، فيما تضغط جهات إسرائيلية لتوجيه ضربة استباقية للجانبين، وتحذّر أخرى من أن التهديد الذي يشكله حزب الله أكبر من التهديد الإيراني في هذه المرحلة. وأفادت القناة 13 العبرية ليل الاثنين - الثلاثاء، بأنه بالتزامن مع ارتفاع حالة التأهب الإسرائيلية، وفي ظل الغموض الذي يحيط بالرد الإيراني، اقترح عدد من كبار المسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مناقشات أقيمت في الآونة الأخيرة، جزء منها لدى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، المبادرة إلى هجوم استباقي ضد حزب الله، قبل الرد من الأراضي اللبنانية. وبحسب القناة لم يتم تبني المقترح.

ويزعم مؤيدو هذه الخطوة أن "احتمال التصعيد في الشمال يتصاعد في جميع الأحوال، ولذلك سيكون من الأفضل مبادرة إسرائيل لضربة". وفي تقييم أمني مع سلاح الجو الإسرائيلي، قال غالانت أمس إن "أعداءنا يدرسون جيداً خطواتهم بفضل القدرات التي أبديتموها في العام الأخير. ومع هذا علينا الاستعداد لجميع الاحتمالات، بما في ذلك الانتقال السريع للهجوم".

نحو نصف الإسرائيليين يؤيدون توجيه ضربة استباقية

وتُدخل حالة الترقب الإسرائيليين في حالة من التوتر. وأشار استطلاع للرأي أجرته إذاعة 103 إف إم، ونُشرت نتائجه اليوم الثلاثاء، أن نحو نصف الإسرائيليين يؤيدون توجيه ضربة استباقية لطهران وحزب الله بدلاً من انتظار الرد، في حين رأى 34% من المستطلعين أنه يجب التروي والرد فقط في حال مهاجمة إسرائيل. ويؤيد 62% من ممن صوتوا في الانتخابات السابقة لمركبات الائتلاف الحاكم الحالي، توجيه ضربة استباقية، مقابل 45% من المصوتين للأحزاب التي تشكل اليوم المعارضة، والذين يفضلون التروي في توجيه ضربة، مقابل 36% منهم يفضلون المبادرة للهجوم الإسرائيلي، في وقت أشار الاستطلاع إلى أن نتنياهو عاد ليتصدر قائمة المرشح الأنسب لرئاسة الحكومة، بحسب ما رآه 28% من المستطلعين، مبتعداً عن المنافسين الآخرين.

"حزب الله أخطر"

وفي صحيفة هآرتس، قدّر المحلل العسكري عاموس هارئيل، أن الرد الإيراني المحتمل قد يكون بقوة الهجوم الذي شنته إيران في إبريل/ نيسان الماضي، لكنه اعتبر أن التهديد الذي يشكّله حزب الله أكبر، ذلك أنه عازم على الانتقام لاغتيال القيادي فؤاد شكر، كما يرى أن هجوماً من الأراضي اللبنانية قد يكون موجهاً نحو أهداف عسكرية واستراتيجية في الشمال والمنطقة الوسطى، ويشمل إطلاقا مكثفاً للنار من خلال الصواريخ والمسيّرات على نحو لم تواجهه إسرائيل من قبل. وأوضح اعتباره تهديد حزب الله أخطر من التهديد الإيراني، بسبب عدد الصواريخ التي بحوزته، بما في ذلك عدد كبير من الصواريخ الدقيقة، بالإضافة إلى المسافة القصيرة نسبياً مع إسرائيل. وأشار الكاتب إلى وجود جهوزية عالية جداً، خاصة في منظومة الدفاعات الجوية الإسرائيلية وأسراب الطائرات المقاتلة التي ستساعد في اعتراض المسيّرات. كما تحدث عن تعزيز الأمن والحراسة حول شخصيات إسرائيلية كبيرة، إذ قد تحاول إيران وحزب الله استهداف مثل هذه الشخصيات.

من جهتها، نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية اليوم، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن السؤال حول الرد الإيراني ليس إن كان سيأتي، وإنما متى، مضيفين أن إسرائيل استكملت استعداداتها الدفاعية والهجومية لهجوم قد يبدأ في أي لحظة. وذكرت الصحيفة أنه بعد توزيع الجهات الأمنية الإسرائيلية هواتف تعمل بواسطة الأقمار الصناعية على الوزراء في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، فإن رقعة توزيع مثل هذه الهواتف اتسعت لتشمل أيضاً مستشارين كباراً. ويعني هذا استعداد إسرائيل لاحتمال انقطاع الكهرباء لأيام عدة وكذلك تشويش أو انقطاع في شبكة الاتصالات الخليوية.

التعويل على واشنطن والائتلاف الدولي

وتنظر إسرائيل بأهمية بالغة إلى المساعدة الأميركية في تشكيل ائتلاف يعمل على اعتراض الهجوم. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير لم تسمّه، قوله إن "إسرائيل تحظى بدعم الولايات المتحدة. نحن نأمل أن يكون هذا الهجوم محدوداً، وألا يؤدي إلى حرب شاملة وحرب إقليمية". كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم تأكيدهم أن "إسرائيل غير معنية بحرب إقليمية، لكنها جاهزة على المستوى الدفاعي والهجومي". كما قال المسؤولون الإسرائيليون إن "خيار توجيه ضربة استباقية مطروح على الطاولة، في حال كان هناك تأكيد أن هجوماً على إسرائيل سينطلق من موقع معيّن".

وفي الصحيفة عينها، كتب محلل الشؤون العسكرية رون بن يشاي، حول اعتقاده أن إيران تنوي الشروع بمعركة تستمر لأيام عدة ولكنها ستكون محدودة ومحسوبة، بحيث ستسعى طهران لعدم التسبب بخسائر فادحة أو دمار كبير في الجبهة الإسرائيلية الداخلية والبنية التحتية المدنية، من أجل عدم التسبب برد إسرائيلي مدمّر. كما اعتبر أن وقوف الولايات المتحدة والائتلاف الدولي إلى جانب إسرائيل سيكون رادعاً لإيران. وأشار الكاتب إلى أن إيران دولة ضعيفة، والنظام فيها يخشى من فقدان الاستقرار في أوساط المجتمع الإيراني. وأضاف انه في حال توجيه ضربة شديدة ومدمّرة للجبهة الإسرائيلية، فإن إسرائيل لن تحتاج لبذل مجهود كبير، ولا حتى لمساعدة من قبل الولايات المتحدة، من أجل ضرب 30% من الصناعات النفطية الإيرانية على الأقل، كما لن تجد صعوبة في ضرب سدود المياه في إيران. واعتبر أن الموانئ في إيران معرّضة على نحو أكبر للإصابة من ميناء حيفا أو أسدود، مشيراً إلى أن المنشآت النووية الايرانية لا تتواجد جميعها تحت الأرض، وكذلك منشآت الصناعات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك مصانع المُسيّرات، وعليه فإن إسرائيل لن تجد صعوبة في التسبب بأضرار كبيرة لإيران.