مسؤول عراقي يتحدث عن تفاصيل لقاء جمع مسؤولين إيرانيين وسعوديين: جس نبض من الطرفين

18 ابريل 2021
اللقاء تم برعاية كاملة من الكاظمي (Getty)
+ الخط -

قال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، اليوم الأحد، خلال اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن التقارير الإعلامية بشأن عقد لقاء في بغداد قبل أيام بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين "دقيقة"، كاشفا أن اللقاء جرى داخل المنطقة الخضراء وعلى مستوى مسؤولين أمنيين بترتيب من الحكومة العراقية.
وفي وقت سابق اليوم، كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز"، أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين كباراً أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات، وذلك بعد خمس سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية، وفقاً لثلاثة مسؤولين اطلعوا على المناقشات.
وبحسب المسؤولين، الذين لم تكشف "فاينانشال تايمز" عن هويتهم، فقد جرت المفاوضات بوساطة العراق هذا الشهر، وهي الأولى بين البلدين منذ عام 2016، وتأتي في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران مع القوى العالمية في عام 2015، وتهدئة التوتر الإقليمي.
لكن الصحيفة البريطانية قالت إن مسؤولاً سعودياً رفيع المستوى نفى وجود أي محادثات بين بلاده وإيران. غير أن "فايننشال تايمز" عادت ونقلت عن مسؤول عراقي وصفته بـ"الكبير"، بالإضافة إلى دبلوماسي أجنبي، تأكيدهما إجراء المحادثات المباشرة بين إيران والسعودية.


وتعليقا على هذه المعلومات، قال مسؤول مطلع في مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، إن الاجتماع عقد قبل نحو 10 أيام في المنطقة الخضراء وسط بغداد، وأشرف عليه مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، وبرعاية كاملة من الكاظمي، وذلك "ضمن مبادرة لحلحلة العلاقات المتأزمة بين طهران والرياض".
وأضاف أن "اللقاء كان أقرب لكونه جس نبض من الطرفين ومحاولة معرفة توجهات، أكثر من كونه لقاء لبحث ملف ما"، مشيراً إلى أن "العراق يحاول أن يلعب دور وسيط في هذا الملف لأن الحكومة تعي خطورة التوتر على ملفها الأمني".
إلى ذلك قال المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "العراق، ومنذ حكومة عادل عبد المهدي، يحاول لعب دور وسيط أو أخذ حيز بجهود التهدئة بين إيران ودول الخليج تحديدا، منطلقا من كون التهدئة ستصب في صالح أمنه واستقراره".
وأضاف الشريفي أن "هذه الغاية تحققت الآن في حكومة مصطفى الكاظمي، وربما تحقق نجاحاً بهذا الملف وتكون هناك لقاءات أخرى، خاصة أن الكاظمي له علاقة سابقة بالملف كونه عمل رئيسا لجهاز المخابرات، وهذا المنصب يكون على تواصل شبه مستمر مع المسؤولين الأمنيين في دول جوار العراق تحديدا".
وتابع قائلا "نعتقد أن التقارب من جديد بين طهران والرياض ستكون له انعكاسات إيجابية على الداخل العراقي وعلى مختلف الأصعدة، ولهذا تعمل بغداد منذ فترة طويلة على عودة العلاقات الإيرانية – السعودية، لما في ذلك مصلحة للعراق والعراقيين".

وتدهورت العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران في يناير/ كانون الثاني 2016، بعد اقتحام سفارة المملكة في طهران.
وتتعرض السعودية لهجمات مستمرة من جماعة الحوثيين في اليمن، وفي سبتمبر/ أيلول 2019، تعرضت لهجوم على شركة "أرامكو"، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط الخام مؤقتاً.
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، لكن المسؤولين الأميركيين والسعوديين ألقوا باللوم على إيران.

المساهمون