تفاصيل خريطة إنهاء الأزمة بين الرباط ومدريد: مرحلة جديدة من العلاقات

08 ابريل 2022
اتفق الجانبان على "وضع خارطة طريق دائمة وطموح" (Getty)
+ الخط -

رسمت المباحثات التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الخميس، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، تفاصيل خريطة الطريق لإنهاء القطيعة التي استمرت بين البلدين لنحو عام، على خلفية استقبال مدريد لزعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي، بـ"هوية جزائرية مزيفة"، للعلاج من فيروس كورونا.

وكشف البيان المشترك الذي صدر عقب انتهاء المباحثات، عن اتفاق الجانبين على "وضع خارطة طريق دائمة وطموح تتضمن معالجة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة والتشاور، بعيداً عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع".

وبحسب مضامين خريطة الطريق "سيتم الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستويين البري والبحري، وكذلك إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين، حالا وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات".

وذكر البيان المشترك المغربي الإسباني، أنه سيتم إطلاق الاستعدادات لعملية "مرحبا" (الخاصة بعملية عبور المغتربين المغاربة عبر الأراضي والموانئ الإسبانية)، وذلك بعد أن كانت قد توقفت السنة الماضية بعد استثناء الموانئ الإسبانية جراء الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين في إبريل/نيسان من العام الماضي.

كما سيتم، بموجب خريطة الطريق، تفعيل مجموعة العمل الخاصة بتحديد المجال البحري على الواجهة الأطلسية، بهدف تحقيق تقدّم ملموس، وسيتم إطلاق مباحثات حول تدبير المجالات الجوية.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إعادة إطلاق وتعزيز التعاون في مجال الهجرة. وفي هذا الإطار سيجتمع الفريق الدائم المغربي الإسباني حول الهجرة قريبا.

وفي تأكيد للتحول التاريخي في موقف مدريد من نزاع الصحراء، اعتبرت إسبانيا، في البيان المشترك، أنّ "المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع". وعلى هذا الأساس تتضمن خريطة الطريق الدائمة والطموح التي يعتزم البلدان وضعها هذا الموقف الإسباني.

وجاء في البيان المشترك، الذي تم اعتماده في ختام المباحثات المعمقة التي أجراها الملك محمد السادس مع سانشيز، الخميس في الرباط، أنّ إسبانيا "تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه".

من جهة أخرى، قال البيان المشترك إنه "وعياً من إسبانيا والمغرب بحجم وأهمية الروابط الاستراتيجية التي تجمعهما، والتطلعات المشروعة لشعبيهما للسلام والأمن والرخاء، فإنهما يدشنان اليوم بناء مرحلة جديدة في علاقاتهما الثنائية".

وأشار البيان إلى أنّ "المرحلة الجديدة تستجيب لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتدشين مرحلة غير مسبوقة في علاقة البلدين، وصاحب الجلالة الملك فيليبي السادس للسير سوياً لتجسيد هذه العلاقة الجديدة، كما تتوافق هذه المرحلة مع إرادة رئيس الحكومة الإسبانية، لبناء علاقة على أسس أكثر صلابة".

أولويات المرحلة الجديدة

من جهة أخرى، سيشكل مجال التربية والتكوين المهني والتعليم العالي أولوية خلال هذه المرحلة الجديدة، وفق البيان المشترك. ولهذا الغرض سيتم إحداث فريق عمل متخصص، كما ستتم إعادة تفعيل التعاون القطاعي في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الاقتصاد والتجارة والطاقة والصناعة والثقافة.

كما سيكون تسهيل المبادلات الاقتصادية والمواصلات بين البلدين موضوع اجتماع قريب، وسيتم تعزيز التعاون الثقافي، وفي هذا الإطار "سيتم إحداث فريق علمي قطاعي في مجال الثقافة والرياضة، كما سيتم إعطاء دفعة جديدة لمجلس إدارة مؤسسة "الثقافات الثلاث".

إلى ذلك، كشف البيان المشترك أن ّالملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، سيقومان بتعيين لجنة مكلفة بالسهر على تنفيذ هذا البيان في أجل 3 أشهر؛ وسيتم رفع تقارير أنشطة الاجتماعات وفرق العمل المحدثة أو المفعلة للاجتماع رفيع المستوى، وسيبدأ البلدان التواصل حول تحيين معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون لسنة 1991 على أساس المبادئ والمحددات والأولويات التي ستوجه العلاقات الثنائية المغربية الإسبانية في السنوات المقبلة.

المساهمون