استمع إلى الملخص
- أحمد أرسين تومولجان، زعيم الخلية، يعترف بتعاونه مع الموساد لتسع سنوات، موضحًا بداية العلاقة عبر شركة ألمانية وتطورها لتنفيذ مهام في ألمانيا، تركيا، وجورجيا.
- تومولجان يكشف تفاصيل المهام الموكلة إليه من الموساد بما في ذلك مراقبة أشخاص وإرسال المعلومات مقابل مبالغ مالية، ويذكر لقاء في ألمانيا مع مسؤولي الموساد، ضمن جهود تركيا لإحباط شبكات التجسس.
نشرت صحيفة صباح التركية، اليوم الجمعة، تفاصيل عن اعترافات أحد جواسيس الموساد الموقوفين في تركيا منذ إبريل/ نيسان الماضي، وكشف فيها أنه كلف بمراقبة هدف قادم من لبنان لإسطنبول من داخل الطائرة وبعد وصوله إلى تركيا. وأوضحت الصحيفة المقربة من الحكومة، والتي تنشر من فترة لأخرى تفاصيل عن خلايا التجسس، أن الخلية الموقوفة هي خلية لجهاز الموساد في أوروبا، وشملت الخلية تسعة جواسيس تم توقيف ثمانية منهم بإسطنبول عبر فرع المخابرات بالولاية. ويرأس الخلية صاحب شركة تأمين يدعى أحمد أرسين تومولجان، واعتقل مع خمسة آخرين بتهمة "الحصول على معلومات سرية من الدولة ينبغي أن تبقى سرية، بغرض التجسس السياسي والعسكري"، فيما أفرج عن اثنين بشرط الرقابة القضائية.
وأفادت الصحيفة بأن زعيم الخلية بقي يعمل لمصلحة الموساد لمدة تسع سنوات، منفذاً نشاطات في كل من ألمانيا وتركيا وجورجيا، حيث اعترف كيف تم التعرف على مديري الموساد والعمل معهم. وقال تومولجان إنه أسس شركة مستأجراً مكتباً في العام 2006، وأرسل بريداً إلكترونياً إلى نحو ألف شركة، وإن شركة واحدة فقط ردت عليه وعرضت عليه القيام بأعمال البحث وهي شركة Axom Germany GMBH، وإن العمل كان باتجاه البحث عن إحدى الشاحنات المفقودة والمملوكة للشركة.
وأكمل اعترافاته مبيناً أنه بعد حل هذه المشكلة بشكل سريع قالت الشركة إنها تود القيام باستثمار في تركيا وعرض عليه أن يكون صاحب الامتياز التجاري في تركيا مع الشركة، وقبل عرضها وتم تأسيس شركة باسم نفس الشركة الألمانية في تركيا. وواصل تومولجان كلامه بالقول إنه في العام 2011 تلقى رسالة من شخص يدعى جورغ عرض عليه عملاً يمكن لأي شخص أن يحله بسهولة في تركيا، وعندما رغبت زوجته في تنظيم فاتورة له لم يعثر على شركة باسم الشخص، وتم قبول العمل على اعتبار أن لا مشاكل قد تحصل وأرسلت الأجور بالحوالة باسم شركة أخرى.
ولاحقاً وبعد فترة قصيرة اتصل به جورغ وعرف عن نفسه بأنه مسؤول في الموساد وأنه تعرّف عليه في أحد المطاعم الصينية بمدينة فيينا النمساوية حيث تم دفع كل التكاليف من قبل الطرف الآخر، أي الموساد، وعرّف عن نفسه بأنه يعمل في مكتب قانوني، وتواصل معه لاحقاً من أجل ملاحقة شخص في ألمانيا. وزاد أنه كلف صديقه السويسري المدعو أندري غرودكو في هذه المهمة مقابل 11 ألف يورو دفعت من قبل جورغ، وعندما سأل عن هدف المتابعة قال له جورغ إنها قضية خيانة في المكتب الحقوقي الذي يعمل فيه، وتم نقل صور الهدف في ألمانيا إلى جورغ وتم تحويل 14 ألف يورو 11 ألفا منها حوّلت للسويسري.
أهداف راقبها جاسوس الموساد في تركيا
ومن بين الأهداف التي كلف بها تومولجان لمتابعتها كان شخصاً قادماً من لبنان إلى إسطنبول، وطلب منه السفر إلى لبنان وركوب الطائرة مع الهدف وتصوير حركته لحظة بلحظة، وهو ما تم، وبعد قدومه لإسطنبول على متن نفس الطائرة وتصويره، أكمل المهمة في إسطنبول وصولاً للمجمع السكني، وعندها لم يتمكن من معرفة العنوان فطلب منه التوقف عن إرسال صور الهدف.
والمهمة التالية كانت في جورجيا، حيث كان الهدف عبارة عن متابعة زوجين، وكلف من أجل ذلك خلية من ثلاثة أفراد لمتابعتهما، وبعد ثلاثة أيام من البدء أرسل الصور لحظة بلحظة للمسؤول في الموساد جورغ عبر برنامج سكايب، وتلقى مقابل هذا العمل مبلغ 15 ألف يورو. وكشف تومولجان أنه التقى بالمدعو جورغ في العام 2015 في ألمانيا بمدينة ميونخ وقد رافق جورغ امرأة في اللقاء وأنها كانت تعمل محاسبة في مكتب المحاماة في فرنسا، ولفتت الساعة التي كان يرتديها دقة مسؤول الموساد ما دفعه للسؤال إن كانت هناك كاميرا في الساعة، فقدمها لمسؤول الموساد للتحقق منها ففحصها بدقة وأعادها مجدداً، فيما أفاد جورغ مشيراً لساعة يرتديها أنها قيّمة جداً وقدمت له هدية عندما كان عاملاً في الفيلق، وأن اللقاء انتهى ويعتقد أن سبب ذلك هو الساعة التي ارتداها. وخلال الأشهر الماضية، تمكنت أجهزة الأمن التركية من إحباط عدة شبكات تعمل لمصلحة الموساد، وصدرت أحكام بسجن بعض من أفرادها، حيث اعترف عدد منهم بعمليات مراقبة استهدفت النشاط العربي والأجنبي في البلاد ومراقبة بعض الأشخاص والمعارضين.