استمع إلى الملخص
- اجتمع الدفاع المدني السوري مع مسؤولين أميركيين لبحث دعم الانتقال السياسي وإعادة الإعمار، مع التأكيد على وحدة سوريا وحقوق المواطنة المتساوية، ومناقشة التحديات في شمال شرق البلاد.
- تهدف زيارة الوفد الأميركي إلى فتح قنوات اتصال مع القيادة السورية الجديدة، ومناقشة رفع تصنيف "هيئة تحرير الشام"، والبحث عن معلومات حول الأميركيين المفقودين، مع التركيز على الشمول وحقوق الأقليات.
الوفد الأميركي يتألف من 3 دبلوماسيين كبار بقيادة باربرا ليف
الوفد التقى ممثلين عن منظمات مدنية وناشطين
توقعات بأن يعقد الوفد الأميركي مؤتمراً صحافياً بعد لقاء الشرع
التقى وفد أميركي، قبيل ظهر اليوم الجمعة في دمشق، ممثلين من "المجتمع المدني" في سورية، واستمع إلى تصوراتهم عن الوضع الحالي في سورية، ورؤيتهم لكيفية بناء سورية المستقبلية قبل الاجتماع مع قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع.
وقالت سوسن أبو زين الدين، مسؤولة منظمة مدنية شاركت في الاجتماع، لـ"العربي الجديد"، إنه جرى خلال اللقاء الذي ضم ممثلين عن المجتمع المدني، مؤسسات وأفراداً، "عرض تصوراتنا للمرحلة الحالية والفترة المقبلة، ولم نقدم مطالب أو توصيات، لكننا ركزنا على عملية انتقال سياسي حقيقية لا يجرى التعامل فيها مع السوريين باعتبارهم طوائف بل بصفتهم مواطنين سوريين يسعون لبناء بلادهم القائمة على الحقوق والمواطنة والحريات".
وأضافت زين الدين أن الاجتماع تطرق أيضا إلى ملف التغييب القسري والمقابر الجماعية، وضرورة تحسين الوضع الاقتصادي باعتباره عاملاً أساسياً لضمان سهولة الانتقال السياسي.
في الإطار، قال الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إن فريقاً تابعاً له اجتمع بمساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، والمستشار الأول في دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا دانيال روبنشتاين، لمناقشة السبل نحو بناء سورية الحرة. وبحسب منشور للدفاع المدني على "إكس"، أكد ممثلوه ضرورة التزام الأطراف الإقليمية بخطة منسقة لدعم الانتقال السياسي وإعادة الإعمار، إضافة إلى مناقشة سبل معالجة التحديات في شمال شرق سورية مع الحفاظ على وحدة وسيادة البلاد، وضمان حقوق المواطنة المتساوية لجميع مكونات الشعب السوري، وتمهيد الطريق لمستقبل عادل وشامل، كما جرى الحديث عن الأعمال التي تقوم بها المؤسسة من خلال برامج الطوارئ والمرونة المجتمعية والعدالة والمحاسبة.
The #WhiteHelmets met with US Assistant Secretary of State for NEA Barbara Leaf (@SafiraLeaf) and Senior Advisor Daniel Rubinstein to discuss pathways toward a free and pluralistic Syria.
— The White Helmets (@SyriaCivilDef) December 20, 2024
We emphasized the need for regional actors to commit to a coordinated plan supporting… pic.twitter.com/DS2exjHOZF
إلى ذلك، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن الوفد الأميركي سيبحث في دمشق "مجموعة من المبادئ، مثل الشمول واحترام حقوق الأقليات التي تريد واشنطن تضمينها في الانتقال السياسي في سورية".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت، مساء الخميس، عن توجه وفد أميركي إلى دمشق يضم كلاً من السفير روجر كارستنز، ودانيال روبنستاين، بالإضافة إلى رئيسة الوفد باربرا ليف، وذلك في أول زيارة دبلوماسية أميركية إلى سورية منذ إسقاط نظام بشار الأسد.
وتأتي زيارة الوفد الأميركي في الوقت الذي تفتح فيه الحكومات الغربية قنوات اتصال تدريجية مع القيادة الجديدة في سورية، وعلى رأسها أحمد الشرع، ومناقشة إمكانية رفع تصنيف "هيئة تحرير الشام" من قائمة المنظمات الإرهابية. كما تأتي زيارة الوفد الأميركي في أعقاب اتصالات فرنسية وبريطانية مع السلطات السورية الجديدة في الأيام الأخيرة.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن المسؤولين الأميركيين سيناقشون خلال اجتماعاتهم مع ممثلي "هيئة تحرير الشام" في دمشق مجموعة من المبادئ، مثل الشمول واحترام حقوق الأقليات التي تريد واشنطن تضمينها في الانتقال السياسي في سورية، فضلا عن "مبادئ الانتقال التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في العقبة بالأردن". كما سيعمل الوفد أيضا، بحسب الوزارة، على الحصول على معلومات جديدة عن الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي وقع في الأسر خلال رحلة صحافية إلى سورية في أغسطس/آب 2012، ومواطنين أميركيين آخرين فُقدوا في عهد نظام الأسد. وسيتواصل أعضاء الوفد بشكل مباشر مع الشعب السوري، بما في ذلك أعضاء من المجتمع المدني ونشطاء وأعضاء الجاليات المختلفة والأصوات السورية الأخرى حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم".
وفي سياق متصل، سيتولى المستشار روبنستين "قيادة العملية الدبلوماسية لجهة الاتصال بالأطراف السياسية السورية الأساسية، إضافة إلى التنسيق مع الحلفاء والشركاء لترجمة مبادئ اجتماع العقبة"، علما أنه يرجح أن يكون روبنستين السفير الأميركي القادم في سورية.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال خلال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة كانت على اتصال مع هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم الذي أطاح نظام بشار الأسد. وكانت تلك المرة الأولى التي تعلن فيها الولايات المتحدة وجود اتصال مع هيئة تحرير الشام، التي تصنفها منظمة إرهابية. وركز التواصل مع الهيئة، بحسب الوزير، وتصريحات أخرى لمسؤولين بالحكومة الأميركية، على الانتقال السياسي في سورية، والخطوط الأميركية للاعتراف المحتمل بالحكومة السورية الجديدة، وتأكيد أهمية العثور على أوستن تايس، الصحافي الأميركي المفقود في سورية منذ نحو 12 عاما.
وأكدت إدارة بايدن أنها أجرت أول اتصالاتها المباشرة مع "تحرير الشام"، التي من جهتها تصبّ كل تصريحاتها منذ دخولها دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي، في محاولة الحصول على شرعية من المجتمع الدولي. وجاء التواصل الغربي مع "تحرير الشام" سريعاً نسبياً، ومع تنظيم ظلّ لوقت طويل مرتبطاً بـ"القاعدة"، الذي شنّت عليه الولايات المتحدة أطول حروبها في أفغانستان. ومع بدايات التواصل، أكدت إدارة بايدن أنها ستحتكم لما تراه من أفعال "الهيئة"، لتحديد مسار التعامل معها، حيث حدّدت مجموعة من العناصر هي عبارة عن خريطة طريق لما تريده من "انتقال سلمي" للسلطة في سورية، وصولاً لقيادة "شاملة" لا تستثني أياً من مكونات البلاد، مع الحفاظ على حقوق الأقليات. ويحث أحمد الشرع الولايات المتحدة والدول الغربية على رفع العقوبات المفروضة على سورية. وما زالت الولايات المتحدة تضع عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن الشرع.
وتحمل علاقات الولايات المتحدة وسورية بعد سقوط نظام الأسد، بالنسبة لواشنطن، أربعة عناوين رئيسية، وأخرى متفرعة، مرتبطة بمستقبل العلاقة الأميركية مع الأكراد في سورية، وتهدئة مخاوف الدول العربية من "الموجة الإسلامية" الناشئة في سورية بموقع قيادي. وتشمل العناوين الرئيسية كيفية التعامل مع "تحرير الشام" وإمكانية رفعها عن لائحة الإرهاب، بعدما أصبحت القائدة بحكم الأمر الواقع (دي فاكتو) للمشهد السوري الانتقالي، ومستقبل المعارضات العسكرية الأخرى الأقل تشدداً، وكذلك الانخراط في مرحلة التحضير للمشهد السوري المقبل، وعدم تسليمه بالكامل لتركيا، ومواصلة العمل لعدم استغلال تنظيم داعش أي فراغ في سورية لملئه، بالإضافة أخيراً إلى لجم الاندفاعة التركية لتعزيز النفوذ في المنطقة.