تتعثر من جديد مشاورات تشكيل الحكومة السودانية الجديدة، التي تجرى بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وتحالف "قوى الحرية والتغيير" من جهة، وبين حمدوك وحركات الكفاح المسلح من جهة أخرى، في وقت تتواصل الاحتجاجات الشعبية في العاصمة الخرطوم، على تردي الأوضاع المعيشية.
وبحسب آخر المعلومات المتعلقة بتشكيل الحكومة فقد تحفظ رئيس الوزراء على عدد من الأسماء ضمن القوائم التي سلمها له شركاء الحكم في البلاد، وذكرت مصادر خاصة لـ "العربي الجديد" أنه بات من المرجح عدم إعلان التشكيلة الجديدة للحكومة المحدد له غدا الاثنين لمزيد من المشاورات.
وفي سياق الاحتجاجات الشعبية، أغلق محتجون، اليوم الأحد، جسر سوبا، جنوب العاصمة، والرابط بينها وبين مناطق شرق النيل. وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن المحتجين أضرموا النيران في إطارات السيارات القديمة وأقاموا متاريس من الحجارة الإسمنتية ما أدى إلى تعطل حركة المرور وحدوث شلل في المنطقة وتوقف العديد من الحافلات خاصة القادمة من ولاية الجزيرة.
وفي مدينة الجنينة، غربي السودان، وافق المحتجون أخيراً على رفع اعتصام دام 13 يوماً للضغط على الحكومة المركزية لتحقيق مطالبهم بإقالة والي الولاية محمد عبد الله الدومة، وفرض ترتيبات أمنية لحفظ الأمن بمعسكرات النزوح المتاخمة للمدينة.
وكانت مدينة الجنينة، قد شهدت الشهر الماضي، اشتباكات دموية قبلية راح ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين.
وقاد المفاوضات بين الحكومة والمعتصمين عضو مجلس السيادة، محمد الفكي سليمان، والفريق عبد الرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، وتوصل الطرفان إلى اتفاق برفع الاعتصام وفتح الطرق والمعابر المؤدية إلى داخل المدينة.
وأعلن الفكي سليمان أن الوفد الاتحادي منذ قدومه لولاية غرب دارفور، انخرط في اجتماعات مطولة مع طرفي الأزمة، وتم الاتفاق على تكوين لجنة مشتركة للنظر في مطالب المعتصمين البالغة 19 مطلباً، ودراستها والعمل على تنفيذها، حيث تم التوافق على وضع مصفوفة بمواقيت محددة لتنفيذ مطالب المعتصمين.
وأوضح أنه سيتم إنشاء 5 نقاط أمنية للمساهمة في تأمين المدينة، فضلاً عن زيادة عدد الارتكازات الأمنية لتأمين الأسواق، معلنا أنه تم أيضاَ الاتفاق على فتح كل الطرق الداخلية بمدينة الجنينة.
وشدد على ضرورة التزام المعتصمين بإزالة المتاريس وفتح الطرق حتى تنساب حركة السلع الأساسية للمواطنين بولاية غرب دارفور، مشيراً الى صعوبة الأوضاع الإنسانية داخل المدينة وانعدام السلع الأساسية طوال الفترة الماضية.
وفي مدينة القضارف، احتشد مئات المزارعين اليوم الأحد للتعبير عن غضبهم إزاء ارتفاع الرسوم المالية المفروضة على الزراعة، مطالبين بإلغاء تلك الزيادات خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة بالولاية.
وكانت القضارف قد شهدت انفلاتا أمنيا الأسبوع الماضي عقب احتجاجات سلمية على تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وفي ولاية شمال دارفور يسود التوتر، مناطق شرق الفاشر، مركز الولاية، بعد مقتل تاجر طعنا على يد أحد الرعاة، ما دفع أهالي القتيل إلى إغلاق طريق رئيسي احتجاجا على الحادثة.
وأفاد شهود عيان بأن قوة من الشرطة وغرفة العمليات المشتركة انتقلت لمكان الجريمة واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة، وألقت القبض على 3 من الرعاة.