تظاهرات في سيستان وبلوشستان الإيرانية إحياء ليوم "الجمعة الدامي"

11 نوفمبر 2022
متظاهرون في زاهدان يحيون يوم "الجمعة الدامي" (تويتر)
+ الخط -
تظاهر مئات الرجال في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية، الجمعة، في ذكرى مرور شهر على حملة أمنية تقول مجموعات حقوقية إنها أسفرت عن مقتل العشرات، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على الإنترنت وتحققت "فرانس برس" من صحتها.
قتلت قوات الأمن الإيرانية أكثر من 90 شخصاً عندما فتحت النار على المشاركين في تظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة في 30 سبتمبر/ أيلول في زاهدان، عاصمة سيستان وبلوشستان، على الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع باكستان، وفق ما ذكرت منظمة "حقوق الإنسان في إيران"، ومقرها أوسلو.

وجاءت التظاهرات بعد أسبوعين من اندلاع احتجاجات في أنحاء إيران إثر وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.

وهتف رجال خرجوا من مساجد في زاهدان بعد صلاة الجمعة ضد السلطات، بحسب تسجيل مصوّر نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران.

وتفيد المجموعة الحقوقية في النرويج بأنّ 304 أشخاص على الأقل قتلوا في أنحاء إيران منذ اندلعت الاحتجاجات على وفاة أميني في 16 سبتمبر.

وتؤكد المنظمة أن حوالى ثلث هؤلاء قتلوا في سيستان وبلوشستان، بينهم 92 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في 30 سبتمبر، الذي أطلق عليه ناشطون اسم "الجمعة الدامي".

وتأتي التظاهرات الأخيرة بعد أسبوع من مقتل أكثر من عشرة أشخاص في حملة أمنية نفّذتها قوى الأمن في خاش، وهي مدينة أخرى في سيستان وبلوشستان.

وأظهر تسجيل مصوّر نشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت "فرانس برس" من صحته، خروج تظاهرات مجدداً في خاش، الجمعة، إذ شوهد عشرات عناصر شرطة مكافحة الشغب يتحرّكون باتّجاه احتجاجات في إيران شهر، وهي مدينة أخرى في سيستان وبلوشستان.

وشوهدت قوات الأمن لاحقاً تطلق الغاز المسيل للدموع على المحتجين في أحد شوارع إيران شهر، بحسب تسجيل مصوّر نشرته قناة "1500 تصوير" على الإنترنت.

وذكرت منظمة العفو الدولية أنّ 18 متظاهراً ومارّاً ومصلياً على الأقل، بينهم طفلان، قتلوا في الحملة الأمنية على الاحتجاجات "السلمية إلى حد كبير" التي خرجت في خاش في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني.

في الأثناء، دعا خبراء لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة السلطات الإيرانية إلى وقف توجيه اتهامات تصل عقوبتها للإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات.

وقال أكثر من عشرة خبراء مستقلين في الأمم المتحدة، في بيان: "نحضّ السلطات الإيرانية على وقف استخدام عقوبة الإعدام أداة لسحق الاحتجاجات، ونشدد على مطالبتنا بالإفراج فوراً عن جميع المتظاهرين الذين حُرموا من حريتهم بشكل تعسفي".

رفض ألماني لشكوى إيرانية

على صعيد الدبلوماسية الخارجية، رفضت وزيرة الخارجية الألمانية، الجمعة، شكوى نظيرها الإيراني بأنّ ألمانيا "تتدخل" في الاحتجاجات في إيران، كما رفضت توعده برد "حازم".

كتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة موجهة إلى نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، أن "المواقف الاستفزازية والتدخلية، وغير الدبلوماسية، لا تدل على ... الحكمة".

وجاءت تعليقاته في أعقاب خطاب ألقته بيربوك أمام البرلمان الألماني، الأربعاء، قالت فيه إنّ برلين لن تتوانى عن مواصلة فرض مزيد من العقوبات على طهران، بسبب قمع الاحتجاجات.

كما ذكرت أنّ ألمانيا تعمل أيضاً على التنسيق لاجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيران.

وكتب أمير عبد اللهيان أنّ "تقويض العلاقات القديمة له عواقب بعيدة المدى، وأنّ ألمانيا يمكن أن تختار إما الانخراط لمواجهة التحديات المشتركة، وإما المواجهة"، واستطرد دون الخوض في تفاصيل أنّ "استجابتنا ستكون متناسبة وحازمة".

ورداً على سؤال، الجمعة، بشأن تعليقاته، قالت بيربوك: "بحسب فهمنا الأوروبي فإنّ الامتثال لمبادئ حقوق الإنسان العالمية ليس مسألة وطنية بل عالمية".

وأضافت "وكما أن حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتجزئة بالنسبة لي، فإن التهديدات ليست وسيلة للسياسة الخارجية والعلاقات الدولية بالنسبة لي أيضاً".

منذ اندلاع الاحتجاجات فرضت واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية على إيران بسبب تعاملها مع المتظاهرين وقرارها إرسال مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.

ومن المتوقع أن يتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على عقوبات إضافية في اجتماعهم يوم الإثنين المقبل.

(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)