من إسطنبول إلى لندن مروراً بباريس، تتواصل، اليوم السبت، التظاهرات المتضامنة مع الشعب الأوكراني والمنددة بـالغزو الروسي، الذي يدخل يومه العاشر.
تركيا
وفي إسطنبول، تجمّع مواطنون أتراك أمام القنصلية الروسية، حاملين الأعلام الأوكرانية، وداعين إلى وقف التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وفق وكالة "الأناضول".
وأطلق المتظاهرون هتافات مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مطالبين تركيا ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الروسية.
وفي منطقة قوش أداسي بولاية أيدين (غرب تركيا)، تظاهر مواطنون أوكرانيون تنديداً بالهجوم الروسي على بلادهم.
وحمل المتظاهرون الأوكرانيون لافتات عليها "لا للحرب"، و"أوقفوا الحرب" و"أوكرانيا تحترق لا تصمت".
وشارك في التظاهرة الاحتجاجية مواطنون أتراك أيضاً.
Kuşadası'nda Rusya protestosuhttps://t.co/HJ7R9B6O0r#GayetNormal #aycicekyağı #BizBirlikteTürkiyeyiz #a101 #Giresunspor pic.twitter.com/NUOE41PcnO
— Gündeme Bakış (@gundeme_bakis) March 5, 2022
أما في ولاية قونية (وسط تركيا) فقد تجمّع حشد من أتراك التتار والمواطنين الأوكرانيين، للاحتجاج ضد العملية العسكرية الروسية.
وحمل المتظاهرون الأعلام التركية والأوكرانية، مرددين الأناشيد الوطنية.
واختتم المتظاهرون احتجاجهم بتلاوة القرآن الكريم والدعاء.
فرنسا
كذلك، تجمع آلاف الأشخاص في باريس، بعد ظهر اليوم السبت، للاحتجاج على الغزو الروسي لأوكرانيا ورفض "الحرب في أوروبا"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
Paris : Manifestación de apoyo a Ucrania pic.twitter.com/CP0AeNXRGz
— Ricardo Abdahllah (@r_abdahllah) March 5, 2022
وقالت ألين لو بيل-كريمر وهي عضو في "ستاند ويذ يوكراين" (ادعموا أوكرانيا)، إحدى المنظمات التي تقف وراء تنظيم هذا التجمع في العاصمة الفرنسية لوكالة "فرانس برس": "سنتجمع في نهاية كل أسبوع، في باريس أو في أي مكان آخر، حتى يغادر بوتين، ويسحب دباباته".
وقال برنار أرنو (47 عاماً) الذي شارك في التظاهرة فيما ارتدى ألوان العلم الأوكراني: "من المهم جداً أن نكون موجودين هنا". وأضاف محاطاً بلافتات كتب عليها "أوقفوا الحرب" و"بوتين قاتل" و"أنقذوا أوكرانيا"، "بوتين لا يمكن التنبؤ" بقراراته.
من جهتها، قالت ناتاليا وهي فرنسية أوكرانية رفضت كشف اسمها الكامل لحماية ابنها الذي بقي في بلدها، لوكالة "فرانس برس"، "رغم المعاناة، سنفوز، ونحن واثقون من ذلك. نحن فخورون بشجاعتهم وعزمهم".
ومن المقرر تنظيم مسيرات دعم لأوكرانيا في أكثر من مائة مدينة فرنسية، مع توقع مشاركة 25 ألف متظاهر في المجموع، بحسب مصدر في الشرطة.
بريطانيا
وبدا مشهد التظاهرات متشابهاً في لندن، إذ تظاهر مئات الأشخاص، مطالبين بإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وداعين إلى إحلال السلام وسط مجموعة من الأعلام الزرقاء والصفراء التي تمثل أوكرانيا.
واحتشد المتظاهرون في ميدان ترافالغار في وسط العاصمة وغنّوا النشيد الوطني وهم يلفّون أنفسهم بالأعلام الأوكرانية، مردّدين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إرهابي".
وكتب على لافتة ضخمة: "عندما يسقط آخر جندي أوكراني، سيأتي بوتين وراءكم أيها السيدات والسادة" وكتب على لافتة أخرى "أوقفوا بوتين، أوقفوا الحرب".
وقالت أولينا مارسينيوك (36 عاماً) التي شاركت في التظاهرة مع أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 14 شهراً وتسع سنوات: "أنا أوكرانية وما زال بعض أفراد عائلتي وأصدقائي في أوكرانيا".
وأضافت لوكالة "فرانس برس": "علينا الاستمرار في تذكير الجميع، أننا نحتاج إلى البقاء متّحدين لدعم بلدنا".
وأقام السفير البابوي لدى بريطانيا المطران كلاوديو غوغوروتي صلاة قال فيها: "اليوم كلنا أوكرانيون".
وقالت ناتاليا كورتني (41 عاماً): "والدتي وزوجها وجميع أصدقائي في سومي، حيث تعرضوا للقصف خلال اليومين الماضيين". وأضافت: "في هذه اللحظة، أنتظر أن ترد والدتي على اتصالاتي لمعرفة ما إذا كانت بخير". وتابعت: "من المهم بالنسبة إلي أن ننتصر في هذه الحرب وأن نستعيد حريتنا، إنه أمر مروع".
ودعت حلف شمال الأطلسي إلى "إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، وهو أمر رفضه الغرب خوفاً من تصعيد الصراع". وختمت، قائلةً: "ساعدونا فقط في الانتصار ميدانياً لأن القصف يطاول المدنيين الأبرياء، والأطفال، والنساء والمسنين. إنها مذبحة".
إيطاليا
وفي إيطاليا، شارك الآلاف السبت في "موكب للسلام" نظمته عدة نقابات عمالية ومنظمات غير حكومية في وسط روما احتجاجاً على غزو القوات الروسية لأوكرانيا ولقول "لا" لبوتين ولحلف شمال الأطلسي كذلك.
وهتف دعاة السلام في هذا الموكب الذي تصدره علم كبير بألوان قوس قزح "لا قاعدة ولا جندي... إيطاليا إلى خارج حلف شمال الأطلسي". كما حملت العديد من اللافتات عبارة "لا لبوتين، لا للناتو".
قال رسام الكاريكاتير والممثل والكاتب الإيطالي الشهير فاورو سينيسي، لوكالة "فرانس برس": "إنها على الارجح من أولى التظاهرات الحقيقية من أجل السلام. لا أحد هنا يعتقد أننا نصنع السلام بالسلاح، أو نحققه عبر إرسال السلاح إلى أحد الأطراف".
قررت إيطاليا إرسال أسلحة إلى أوكرانيا لكنها لم تكشف عن تفاصيل هذه الشحنة العسكرية. وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال الإيطالية "سغيل" النافذة (يسار)، ماوريتسيو لانديني: "لا توجد حروب محقة أو قنابل ذكية" مضيفاً: "لا نوقف الحرب بحروب أخرى ولا نوقفها بإرسال أسلحة إلى الشعب الأوكراني. نوقف الحرب بإرسال الأمم المتحدة إلى أوكرانيا".
لكن لويجي سبارا، رئيس اتحاد "سيسل" (الكاثوليكي)، الذي يقع في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في إيطاليا، رفض الانضمام إلى المسيرة السلمية، موضحًا في رسالة مفتوحة أنه لا يمكن المساواة بين "المضطهدين" والظالمين".
وأطلقت روسيا، في 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل شعبية ودولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.