تظاهرات السويداء في شهرها العاشر.. تنديد بانتخابات "مجلس الشعب" ودور العصابات

31 مايو 2024
تظاهرات السويداء تتواصل في شهرها العاشر، 31/5/2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- للشهر العاشر، تستمر التظاهرات في السويداء السورية مطالبة برحيل نظام بشار الأسد وتحقيق العدالة الاجتماعية، مع التأكيد على سلمية الحراك والتمسك بالقرارات الأممية لحل الأزمة السورية.
- الناشطون يؤكدون على إصرارهم على مواصلة النضال من أجل الحرية، معتبرين أن الرهان على الحرية هو من أقوى الرهانات ومصرون على تحقيق تحرر الشعب السوري.
- تشهد السويداء تطورات بمحاولات المجموعات المسلحة استعادة النفوذ، وتشكيك في ديمقراطية انتخابات "مجلس الشعب" المرتقبة، مع دعوات لتوحيد السوريين من أجل الحرية والتغيير السياسي.

يواصل المشاركون في تظاهرات السويداء للشهر العاشر على التوالي المطالبة برحيل النظام السوري برئاسة بشار الأسد وتحقيق العدالة الاجتماعية تأكيداً على سلمية حراكهم في الجنوب السوري، وتمسكهم بالقرارات الأممية المتعلقة بسورية، مقابل استمرار النظام في محاولاته جر الحراك نحو العنف وتحريك العصابات بذريعة "فرض القانون". وشهدت بلدة عريقة بمحافظة السويداء خروج تظاهرات اليوم الجمعة، أكد خلالها المشاركون سلمية الحراك من خلال حمائم السلام التي زينت ساحة التظاهر، بالإضافة لمجسم يحمل رقم القرار الأممي 2254، المتعلق بالحل السياسي في سورية، فيما حملت رايات ورقية صغيرة قاموا بطباعتها وعليها خريطة سورية وعبارة "يا محلاها الحرية".

وقال الناشط المدني منيف رشيد لـ"العربي الجديد" بخصوص تواصل تظاهرات السويداء: "ليس هنالك أي مجال للملل، ففضاء الحرية كبير وجميل، والسعي لها فطرة إنسانية، ولا يمكن أن يهدأ بال الإنسان الواعي الذي يُعمِل عقله قبل أن يصل إلى كامل حريته". بدورها، أكدت الناشطة نور الحلبي أنهم مستمرون في التظاهرات "ولا مجال للضجر أصلاً، فالرهان للحصول على الحرية من أقوى الرهانات"، مضيفة: "نحن مصرون على بلوغ هدفنا المنشود، بكسر الأغلال والتحرر وخلاص الشعب السوري كله".

آخر مستجدات تظاهرات السويداء

شهدت محافظة السويداء في الأسبوع الأخير بعض التطورات، كمحاولة المجموعات المسلحة التابعة للجهات الأمنية إحياء نشاطاتها واستعادة سطوتها على المحافظة بعد أكثر من عشرة أشهر من تقهقرها، حيث يرجح العديد من أهالي المحافظة أن تلك الأنشطة مدبرة ومخطط لها في أقبية أجهزة النظام السوري الأمنية ضمن محاولات إعادة خلط الأوراق في المحافظة.

وبهذا الخصوص، قال الناشط مجدي العباس لـ"العربي الجديد": "لا يخفى على أحد كمّ الغيظ والغل الذي يرهق" من وصفهم بـ"المرتزقة"، وذلك "بعد توقف نشاطاتهم الإجرامية المنظمة إبان الهبة الشعبية التي أطاحت عصابة فلحوط من جهة (تتاجر بالمخدرات)، والانتفاضة الشعبية التي أطاحت رمزية حزب البعث والأجهزة الأمنية من جهة أخرى، وأدت إلى توقف أعمال هذه العصابات المدعومة أمنياً والتي كانت تصول وتجول في المحافظة من دون رادع أو خوف".

واعتبر العباس أن ما حصل في الشركة العامة للمحروقات قبل يومين، عندما أقدم مسلحون على اختطاف مدير المؤسسة، "مسرحية أمنية بامتياز تهدف لإعادة خلط الأوراق وتوزيع الأدوار في المحافظة"، مشيراً إلى أن المحافظ الجديد أكرم محمد ذو خلفية أمنية، وله حنكة في إدارة الملفات الأمنية وتشهد له محافظة حلب بذلك، مرجحاً أن يكون له الدور الأكبر في ما جرى.

انتخابات "مجلس الشعب"

وحول انتخابات "مجلس الشعب" المرتقبة، وهل سيشارك أبناء محافظة السويداء فيها؛ قالت الناشطة الحقوقية سلام عباس لـ"العربي الجديد": "حتى لو لم ينتخب أكثر من عشرين بالمائة من أبناء المحافظة الذين أغلبهم من الموظفين والطلبة، والذين سيصوتون خوفاً من إجراءات الفصل وغير ذلك من التهديدات الوظيفية أو الخوف على مستقبلهم الدراسي، فأنا واثقة من أن صناديق الانتخابات ستزخر بالأوراق الانتخابية التي تحمل قائمة الحزب (حزب البعث)، وواثقة بأن سجلات المراكز ستمتلئ بأسماء الناخبين".

مظاهرات السويداء تتواصل في شهرها العاشر (العربي الجديد)

وأضافت عباس: "جدي الذي استشهد في حرب النكسة ينتخب في كل دورة انتخابية ثم يعود إلى ضريحه" تقولها بنبرة ساخرة في إشارة لتزوير الانتخابات باستخدام أصوات الموتى. وتابعت: "لم تحفل الانتخابات في سورية منذ استيلاء حزب البعث على السلطة واغتصاب الأسد الحزب والسلطة معاً بأي طابع انتخابي ديمقراطي، فالنتائج معروفة قبل إقرار أسماء المرشحين وقبل قبول ترشيحهم وقبل خوض الانتخابات حتى، وإن الشعب والفرق الحزبية التي دائما ما يشرف أعضاءها برفقة ممثلين عن الجهات الأمنية في مراكز الانتخابات يعتمدون على سجلات استصدروها بسطوتهم من دوائر الشأن المدني فيها أسماء المواطنين في الدوائر الانتخابية مع كل بياناتهم، وفي المحصلة، حتى المعارضون والأموات والمفقودون سينتخبون غيابيا شاءوا أم أبوا".

وكان الشيخ سليمان عبد الباقي، أحد الناشطين في تظاهرات السويداء السلمية، قد ناشد، يوم أمس، في شريط مصور، جميع السوريين تجاوز الآلام والأحقاد التي صنعها وكرسها النظام السوري منذ عام 1970، و"التلاقي على وحدة الوطن قبل أن يُباع بالكامل للمحتل الإيراني والمليشيات التابعة له". وأعرب عبد الباقي في الوقت نفسه عن استعداد المجتمع المحلي في السويداء للدفاع عن حقه في الحرية وعن مطالبه في التغيير السياسي في وجه أي اعتداء عسكري.