تظاهرات إيران: اعتقالات في زاهدان ووعود رسمية بتخصيص أماكن للاحتجاج

21 أكتوبر 2022
دعوات في إيران للتظاهر والإضراب غداً السبت (Getty)
+ الخط -

رغم التراجع اللافت للتظاهرات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة في الشوارع، وإعلان السلطات السيطرة عليها، إلا أن مظاهر الاحتجاج لم تختف بالكامل، إذ شهدت إيران، اليوم الجمعة، تجمعا احتجاجيا في مدينة زاهدان، جنوب شرقي البلاد، بعد تجمعات محدودة متفرقة الليلة الماضية، وفق مقاطع مصورة متداولة.

وحسب الفيديوهات المنتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن بعض أهالي زاهدان، عاصمة محافظة سيستان وبلوشستان، نظموا احتجاجات بعد صلاة الجمعة وسط إطلاق هتافات سياسية، فضلا عن أن مقاطع مصورة أخرى لم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من صحتها، تشير إلى تجمعين احتجاجيين الليلة الماضية في مدينتي أصفهان وتبريز. كما انتشرت خلال اليوم الأخير دعوات من مجموعات على شبكات التواصل للتظاهر والإضراب غدا السبت.

وتحدث قائد قوات الأمن الداخلي (الشرطة) في محافظة سيستان وبلوشستان عن اعتقال 57 شخصا خلال احتجاجات اليوم الجمعة، قائلا إنه بعد انتهاء صلاة الجمعة في مسجد مكي قام ما يتراوح بين 100 إلى 150 شخصا، وصفهم بأنهم "زعران ومثيرو الشغب"، بـ"إطلاق هتافات ورمي الحجارة صوب السيارات والبنوك"، على حد قوله. 

وأضاف أن الشرطة اعتقلت "57 من مثيري الشغب"، قائلا إن "العمل جارٍ لاعتقال قادتهم والمحرضين الرئيسيين"، وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الرسمية. 

إلى ذلك، دعا خطيب صلاة الجمعة في طهران، رجل الدين أحمد خاتمي، اليوم الجمعة، إلى عدم التسامح في معاملة من وصفهم بـ"قادة أعمال الشغب"، إذ قال إنه "تجب معاملة الأشخاص غير الواعين برأفة إسلامية، لكن أولئك الذين كانوا أو ما زالوا يقودون أعمال الشغب ويتلقون المال لكتابة الشعارات أو يقومون بممارسات ضد الأمن القومي لا ينبغي أن يُعاملوا برفق".

في الأثناء، وبعد انتقادات لنشطاء وأحزاب إيرانية، بعدم منح تراخيص لازمة لتنظيم تجمعات قانونية، نقلت وكالة "فارس" الإيرانية المحافظة، اليوم الجمعة، عن محافظ طهران، محسن منصوري، قوله إن السلطات المحلية في المحافظة تعمل على تحديد نقطتين أو ثلاث في العاصمة طهران قريبا لتنظيم التجمعات الاحتجاجية. 

وردا على الانتقادات، أكد محافظ طهران أن الحكومة مع تطبيق المادة الـ27 من الدستور الإيراني بشأن حرية تنظيم التجمعات، واصفا الحديث عن رفض السلطات منح أي ترخيص للتظاهر بأنه "خاطئ".

في غضون ذلك، لا تزال التصريحات والمواقف الغربية بشأن الاحتجاجات في إيران متواصلة، آخرها قول وزيرة الخارجية الأسترالية، بني وانغ، اليوم الجمعة، في تغريدة، إن "الأستراليين يقفون إلى جانب النساء والفتيات الإيرانيات في نضالهن من أجل المساواة"، داعية الحكومة الإيرانية إلى "الكفّ عن اضطهاد المرأة وقمع الاحتجاجات".

وأضافت وانغ أنها ألقت هذا الخطاب في اجتماع لوزيرات الخارجية من عدة دول عقد أمس الخميس. 

وشاركت وزيرات خارجية ألمانيا والنرويج وآيسلندا ومنغوليا وليبيا ونيوزيلندا في هذا الاجتماع، لبحث الاحتجاجات في إيران وحقوق المرأة الإيرانية. 

ودعت إلى الاجتماع وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، التي تتخذ بلادها هذه الأيام مواقف حادّة تجاه طهران، وأعلنت عن سلسلة عقوبات. 

وتأتي المواقف الغربية الجديدة في وقت لا تزال تتهم طهران "العدو الخارجي" بـ"تدبير" الاحتجاجات و"تأجيج الشغب"، وسط اتهامات مباشرة في هذا السياق للولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.

وفي أحدث هذه الاتهامات، صوّب القائد العام للجيش الإيراني، الجنرال عبد الرحيم موسوي، الجمعة، على "العدو"، متهما إياه بالسعي لـ"إشغال الحكومة عن برامجها وتحميل البلاد كلفة".

وقال موسوي، خلال تفقده القوات المسلحة والمعدات العسكرية الإيرانية من المسيّرات والصواريخ والقواعد في منطقة بندر عباس المطلة على الخليج، إن "الأعداء أرادوا إبطاء حركة تقدم إيران"، وفق وكالة "مهر" الإيرانية. 

وأطلقت وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، في السادس عشر من الشهر الماضي، بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الأخلاق بتهمة عدم التقيد بالحجاب، شرارة احتجاجات وردود فعل غاضبة واسعة في إيران.

وعزت الشرطة الإيرانية وفاة مهسا أميني إلى "نوبة قلبية مفاجئة"، ثم أكدت منظمة الطب العدلي الإيراني، في تقريرها النهائي في وقت سابق من الشهر، أن أميني توفيت بسبب أمراضها السابقة، نافية تعرضها لـ"أي ضربة" أثناء الاعتقال، لكن الرواية لم تقنع أهلها والمحتجين الإيرانيين الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على ذلك.