قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن بلاده لديها شحنات حبوب جاهزة للبيع قيمتها نحو عشرة مليارات دولار بعد توقيع اتفاق مع روسيا لإنهاء حصار صادراتها الزراعية وإن لديها فرصة أيضاً لبيع المحصول الحالي.
وتابع زيلينسكي في كلمة ألقاها في وقت متأخر الليلة "هذا دليل آخر على أن أوكرانيا تستطيع الصمود في الحرب". وأضاف أنه سيتم تصدير نحو 20 مليون طن من محصول العام الماضي بعد التوصل إلى الاتفاق الذي وصفه بأنه "مهم".
وقّعت أوكرانيا وروسيا، الجمعة، في إسطنبول، اتفاقين منفصلين مع تركيا والأمم المتحدة في شأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود، ينصّان على إقامة "ممرات آمنة" من شأنها أن تسمح بعبور السفن التجارية في البحر الأسود.
"العربي الجديد" تتابع تطورات الحرب الروسية في أوكرانيا أولاً بأول.
البيت الأبيض: مساعدات عسكرية بقيمة 270 مليون دولار لأوكرانيا
أعلن البيت الأبيض عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 270 مليون دولار لأوكرانيا، وستتضمن أنظمة صواريخ متوسطة المدى وطائرات مسيرة تكتيكية إضافية.
الحزمة الأحدث ترفع إجمالي قيمة المساعدات الأمنية الأميركية إلى أوكرانيا إلى 8.2 مليار دولار منذ بدء الحرب في أواخر فبراير/ شباط، وتسدد من بين 40 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والأمنية التي وافق عليها الكونغرس في مايو/ أيار لأوكرانيا.
تتضمن الحزمة الجديدة 4 أنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة أو ما يطلق عليها اسم "هيمارس"، و580 طائرة مسيرة طراز "فينيكس غوست"، وهي أنظمة أسلحة ضرورية سمحت للأوكرانيين بالاستمرار في القتال بالرغم من تفوق المدفعية الروسية، وفقاً لجون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض.
استخدمت القوات الأوكرانية منصات إطلاق صواريخ أميركية الصنع وطائرات مسيرة تكتيكية لتدمير عشرات الأهداف الروسية وإبعاد القوات الروسية الأكبر والمسلحة بكثافة أعلى.
بإمكان روسيا إطلاق ذخيرة أكبر بكثير لكنها تكبدت خسائر فادحة في صفوف القوات والمعدات بينما تلقت القوات الأوكرانية أسلحة دقيقة من الولايات المتحدة والحلفاء الغرب.
واشنطن تطالب روسيا بتنفيذ "سريع" للاتفاق حول الحبوب الأوكرانية
دعت الولايات المتحدة، الجمعة، روسيا إلى تنفيذ "سريع" للاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، والذي وقعته كييف وموسكو في إسطنبول.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين: "ننتظر أن يبدأ تنفيذ اتفاق اليوم سريعاً للحؤول دون غرق الأشخاص الأكثر هشاشة في العالم في انعدام أمن وسوء تغذية أكبر". وأضاف: "نأمل أن يبدل هذا الأمر المعطيات لكننا نبقى يقظين".
من جهتها، قالت المسؤولة الثالثة في الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، الجمعة، خلال مشاركتها في منتدى آسبن الأمني: "على روسيا الآن أن تنفذ هذا الاتفاق في شكل ملموس"، موضحة أنّ الاتفاق "تم صوغه في شكل جيد جداً على صعيد المراقبة وعلى صعيد القنوات التي سيتم إخراج الحبوب عبرها".
واعتبرت نولاند أنه من واجب روسيا التحرك بعدما تسبب غزوها لأوكرانيا بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية في الدول النامية، وخصوصاً في أفريقيا.
ملاحقة معارِضة روسية بسبب تغريدة عن أوكرانيا
فتحت السلطات الروسية، الجمعة، تحقيقاً ضدّ المعارضة السياسية خيلغا بيروغوفا، المتّهمة بـ"نشر معلومات كاذبة" بعد انتقادها تنظيم جنازات فخمة لجنود قُتلوا في أوكرانيا.
وقالت لجنة التحقيق التي تتعامل مع القضايا الجنائية الكبرى، إنها تلاحق بيروغوفا بتهمة "نشر معلومات مضلّلة عن استخدام القوات المسلّحة".
وتواجه المعارِضة الروسية عقوبة السجن لثلاث سنوات، بحسب مادة في قانون العقوبات تمت الإشارة إليها. وقد احتُجزت لفترة وجيزة الخميس كما استُجوبت في مركز شرطة نوفوسيبيرسك في سيبيريا، حيث تشغل عضوية البلدية.
وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قالت بيروغوفا البالغة 33 عاماً إنها حامل في الشهر الرابع. وأضافت: "هم بحاجة إلى عدو داخلي يمكنهم أن يحاربوه بسهولة لأنّهم يواجهون صعوبة أكبر مع عدوهم الخارجي".
وكانت خيلغا بيروغوفا قد نشرت على "تويتر" في 15 يوليو/تموز، تعليقاً على نص منشور في موقع "ميديازونا" المستقل يستحضر جنازات فخمة تمّ تنظيمها للمتطوّعين الروس الذين قُتلوا خلال المعارك في أوكرانيا. وقالت: "تُنظّم هذه الجنازات الفاخرة لأجل لا شيء"، مضيفة أنها أرادت "انتشال" هؤلاء المتطوّعين "وصفعهم وإعادتهم إلى قبورهم".
بعد ذلك، حذفت خيلغا بيروغوفا هذه التغريدة في مواجهة الفضيحة التي تسبّبت بها تصريحاتها، بعدما تناقلتها وسائل الإعلام الروسية التي طالبت بمعاقبتها.
واعترفت في رسالة نشرتها على موقع "فيسبوك" الأربعاء، بأنّ ردّ فعلها كان "عاطفياً للغاية". وقالت إنها صُدمت بسبب سعي السلطات لتعويض آلام أقارب الجنود القتلى بجنازات كبيرة، في وقت يعيشون "في الفقر".
وخيلغا بيروغوفا عضو في بلدية نوفوسيبيرسك منذ العام 2020. وكانت قد قامت بحملة لصالح المجموعة المحلّية المؤيّدة للمعارض الروسي المعروف أليكسي نافالني، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة تسع سنوات.
منذ الهجوم على أوكرانيا في نهاية فبراير/شباط، قد يواجَه أدنى انتقاد للعملية العسكرية بغرامات باهظة أو إجراءات قانونية قاسية. وفي الثامن من يوليو/تموز، حُكم على المسؤول في بلدية موسكو أليكسي غورينوف بالسجن سبع سنوات لإدانته الهجوم الروسي على أوكرانيا.
زيلينسكي: لا وقف لإطلاق النار مع روسيا قبل استعادة الأرض المحتلة
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم الجمعة، إنّ وقفاً لإطلاق النار مع روسيا دون استعادة الأراضي المفقودة لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الحرب.
وحذر من أنّ وقفاً لإطلاق النار يسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي استولت عليها منذ الغزو، في فبراير/ شباط، لن يكون من شأنه سوى التشجيع على صراع أوسع وإتاحة فرصة تحتاج إليها روسيا بشدة لإعادة تنظيم صفوف قواتها وإعادة تسليحها للجولة القادمة.
وتحدث زيلينسكي أيضاً عن أنظمة راجمات الصواريخ الأميركية سريعة الحركة في أوكرانيا "هيمارس"، وقال "إنّ الإمدادات الغربية من هيمارس، تصنع فارقا، لكنها أقل بكثير مما تحتاجه أوكرانيا لتغيير مجريات الحرب".
ونقلت وول ستريت جورنال قول زيلينسكي في المقابلة: "تجميد الصراع مع الاتحاد الروسي يعني وقفة تعطي الاتحاد الروسي فرصة للراحة".
Freezing the conflict without returning Ukraine’s lost lands would only strengthen Russia and lay the ground for a new round of war, President Zelensky tells us in an interview in his office. @mjluxmoore https://t.co/1gL1LpF94k
— Yaroslav Trofimov (@yarotrof) July 22, 2022
وأضاف: "يؤمن المجتمع بضرورة تحرير جميع الأراضي أولاً، وبعد ذلك يمكننا التفاوض حول ما يجب القيام به وكيف يمكننا العيش في القرون المقبلة".
ومضى قائلاً: "هناك حاجة أكثر إلحاحاً وهي أنظمة الدفاع الجوي التي يمكن أن تمنع روسيا من إطلاق صواريخ بعيدة المدى على المدن، لولا ذلك، لكان بالإمكان أن تنعم بالسلام على بعد مئات الأميال من الخطوط الأمامية".
وفي إشارة إلى الاتفاقية الموقعة مع روسيا لإعادة تصدير الحبوب، قال زيلينسكي إنّ "التنازلات الدبلوماسية لموسكو قد تؤدي إلى استقرار الأسواق إلى حد ما، لكنها ستوفر فقط بعض الراحة المؤقتة التي ستتبخر في المستقبل".
أوكرانيا: نثق بالأمم المتحدة وليس بروسيا لتنفيذ اتفاق الحبوب
أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، أنّ كييف تثق بالأمم المتحدة وليس بروسيا، لتنفيذ اتفاق بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود، وُقع الجمعة في إسطنبول.
وقال كوليبا في مؤتمر صحافي: "لدينا ثقة بالأمم المتحدة كقوة محرّكة لهذا الاتفاق، وكمؤسسة وبالأمين العام لتطبيق هذا الاتفاق وكي لا تنتهكه روسيا كما سبق أن فعلت في اتفاقات أخرى عدة".
وفي تغريدة له على "تويتر"، رحب كوليبا بالاتفاق، واصفاً إياه بالـ"مهم للغاية بالنسبة لأوكرانيا والعالم"، مضيفاً أنّ الاعتماد سيكون "على الأمم المتحدة لضمان التنفيذ السليم".
I welcome the signing of the initiative on the safe transportation of grain and other food exports from Ukrainian ports. Resuming them is vitally important for Ukraine and the world. I commend the efforts of @AntonioGuterres and count on the UN to ensure proper implementation.
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) July 22, 2022
الاتحاد الأوروبي يطالب بـ"تنفيذ سريع" لاتفاق إسطنبول حول تصدير الحبوب
رحّب الاتحاد الأوروبي، الجمعة، بالاتفاق الذي وقع في إسطنبول للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية، مطالبًا "بتنفيذه سريعا".
وكتب وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل على تويتر أن "اتفاق إسطنبول هو خطوة في الاتجاه السليم. ندعو إلى تنفيذه سريعا".
واعتبر "أنها مرحلة حاسمة في الجهود الهادفة إلى تجاوز انعدام الأمن الغذائي العالمي الناجم عن هجوم روسيا على أوكرانيا. نجاحها يعتمد على التطبيق السريع وبنيّة طيّبة للاتفاق".
The agreements signed by Ukraine, Russia, Turkey & @UN are a critical step in overcoming the global food insecurity caused by Russia‘s aggression against Ukraine.
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) July 22, 2022
EU remains committed to help #Ukraine bring as much of its grain into global markets as possible.
Full Statement: https://t.co/fAC3vuh7nY
سيكون الاتفاق صالحًا لمدة "120 يومًا"، أي أربعة أشهر، وهي المدة اللازمة لإخراج نحو 25 مليون طن من الحبوب المكدّسة في الصوامع الأوكرانية في حين يقترب موعد موسم حصاد جديد.
وأشار بوريل إلى أن "الاتحاد الأوروبي يبقى مصممًا على مساعدة أوكرانيا في نقل أكبر قسم من حبوبها نحو الأسواق العالمية في أسرع وقت ممكن".
واتّهم بوريل روسيا بتدمير متعمّد للبنى التحتية والمعدّات الزراعية ووسائل النقل في أوكرانيا، وبالتسبب بنقص في الوقود وبخلق مشكلات سلاسل غذائية في العالم كلّه عبر إغلاق المرافئ الأوكرانية وسرقة الحبوب الأوكرانية.
وقال إن "روسيا عرّضت الأمن الغذائي لملايين الأشخاص في العالم للخطر. الاتفاق الحالي يقدّم فرصة للبدء بعكس هذا المسار السلبي".
بريطانيا تحمّل روسيا مسؤولية الوفاء بتنفيذ اتفاق الحبوب
عبّرت بريطانيا عن شكرها لكل من تركيا والأمم المتحدة على التوسط في اتفاق استئناف صادرت الحبوب من أوكرانيا وحملت روسيا مسؤولية الوفاء بالتنفيذ.
جاء ذلك في تغريدة لمندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة السفيرة باربارا وودوارد عبر حسابها على تويتر.
Getting grain safely out of #Ukraine’s Black Sea ports after months of blockade by Russia will be a positive step for global food security.
— Ambassador Barbara Woodward (@BWoodward_UN) July 22, 2022
After weeks of intense diplomacy, our thanks to the 🇺🇳Secretary General & Türkiye for their efforts to broker this agreement.
وقالت وودوارد: "بعد أسابيع من الدبلوماسية المكثفة، نشكر تركيا والأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريس) على جهود الوساطة التي أسفرت عن توقيع اتفاق اليوم".
وأضافت أن "إخراج الحبوب بأمان من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بعد أشهر من الحصار الروسي، سيكون خطوة إيجابية لتحقيق الأمن الغذائي العالمي".
أوكرانيا تحصد 6.5 ملايين طن من الحبوب
قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، اليوم الجمعة، إن بلاده حصدت بالفعل 6.5 ملايين طن من محصول العام الجديد.
وكتب شميهال على تطبيق: "تعمل الحكومة لأقصى حد على دعم القطاع الزراعي".
واشنطن: سنحاسب روسيا في حال أخلت باتفاق تصدير الحبوب
قالت الولايات المتحدة الأميركية إنها ستحاسب روسيا في حال "أخلت" باتفاق تصدير الحبوب الموقع حديثا بين روسيا وأوكرانيا بوساطة تركية.
جاء ذلك في تصريحات لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الجمعة، نقلتها وسائل إعلام أميركية.
وقالت غرينفيلد إن واشنطن "ستعمل على تحميل روسيا مسؤولية تنفيذ الاتفاق المبرم برعاية الأمم المتحدة من أجل استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية العالقة في البحر الأسود".
وفي وقت سابق من اليوم، جرت في إسطنبول مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية"، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجرى توقيع الوثيقة من قبل وزيري دفاع تركيا خلوصي أكار، وروسيا سيرغي شويغو، ووزير البنية التحتية الأوكراني ألكسندر كوبراكوف.
وحضر مراسم التوقيع عن الجانب التركي وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة فخر الدين ألطون، والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس الوفد التركي في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "ناتو" عثمان أشكين باك، وعدد من ممثلي البلدان الأخرى المعنية.
ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم.
وتعاني الكثير من بلدان العالم من أزمة حبوب نتيجة عدم تمكن سفن الشحن من مغادرة الموانئ الأوكرانية بسبب الحرب المندلعة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
وزير الدفاع الروسي يؤكد أن بلاده لن تستغل إزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية
أكد وزير الدفاع الروسي، الجمعة، أن بلاده لن تحاول الإفادة عسكريا من أي عمليات محتملة لإزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية بعد الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال سيرغي شويغو في تصريح بعد التوقيع نقله التلفزيون الروسي: "لن نستغل تنظيف هذه الموانئ (الأوكرانية) من الألغام وتشغيلها. لقد تعهدنا بذلك".
وأضاف "لدينا كل المعطيات والحلول لتبدأ العملية في الأيام المقبلة. لا يتصل الأمر فقط بتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية، بل أيضا بتصدير منتجات زراعية وأسمدة من الموانئ الروسية".
ووقعت أوكرانيا وروسيا، الجمعة، مع تركيا والأمم المتحدة الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وفي بيان منفصل، وعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن تفي موسكو بكل التزاماتها، لكنه اعتبر أن "من غير المقبول" أن تستخدم الولايات المتحدة وحلفاؤها "الإنتاج الغذائي لتحقيق مصلحة جيوسياسية".
اتفاق أوكراني روسي على إعادة فتح موانئ تصدير الحبوب رغم احتدام الحرب
وقعت روسيا وأوكرانيا اتفاقا شديد الأهمية، اليوم الجمعة، لإعادة فتح الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود لتصدير الحبوب، وهو ما أنعش الآمال في إمكانية تخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي.
جاء الاتفاق تتويجا لمحادثات على مدى شهرين بوساطة الأمم المتحدة وتركيا بهدف التوصل لما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأنه "برنامج" من شأنه استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية مع تسهيل شحنات الحبوب والأسمدة الروسية على الرغم من العقوبات الغربية القاسية على موسكو.
وقال غوتيريس إن الاتفاق يفتح الطريق أمام كميات كبيرة من الصادرات الغذائية التجارية من ثلاثة موانئ أوكرانية رئيسية، هي: أوديسا وتشسرنومورسك ويوجني، وإن الأمم المتحدة ستنشئ مركز تنسيق لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
وأضاف أمام حشد المجتمعين "اليوم توجد منارة على البحر الأسود. منارة للأمل ... والفرص ... والارتياح في عالم يحتاج ذلك أكثر من أي وقت مضى". لكن القتال احتدم بلا هوادة في شرق أوكرانيا، في انعكاس للعداء عميق الجذور وانعدام الثقة الذي أدى إلى أسوأ صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، رفض الممثلون الروس والأوكرانيون الجلوس إلى الطاولة نفسها في الحفل، وجرى تعديل وضع العلمين بحيث لا يكونان متجاورين.
وكتب المستشار الرئاسي في كييف ميخايلو بودولياك، على تويتر قبل الحفل: "في حال حدوث استفزازات (سيكون هناك) رد عسكري فوري" من أوكرانيا.
وأرسلت روسيا وأوكرانيا، وكلتاهما من أكبر مصدري الغذاء في العالم، وزيري الدفاع والبنية التحتية على التوالي إلى إسطنبول للمشاركة في حفل التوقيع، الذي حضره أيضا غوتيريس والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ونفت موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء المتفاقمة، وأنحت بدلا من ذلك باللائمة على العقوبات الغربية في تباطؤ صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة، واتهمت أوكرانيا بتلغيم الطرق المؤدية إلى موانئها على البحر الأسود.
وقال مسؤولون كبار بالأمم المتحدة في إفادة للصحافيين، اليوم الجمعة، إن من المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ الكامل في غضون أسابيع قليلة.
وأضافوا أن الممر الآمن من الموانئ وإليها سيكون مضمونا، في ما وصفه أحد المسؤولين بأنه "وقف لإطلاق النار بحكم الأمر الواقع" بالنسبة للسفن والمنشآت التي يغطيها الاتفاق، على الرغم من أن كلمة "وقف إطلاق النار" لم ترد في نص الاتفاقية.
سيسري هذا الاتفاق لمدة 120 يوما لكنه قابل للتجديد ولا يتوقع وقفه في أي وقت قريب.
ولمعالجة مخاوف روسيا من تهريب أسلحة إلى أوكرانيا في سفن، سيقوم ممثلون عن جميع الأطراف بتفتيش كل السفن العائدة في ميناء تركي وسيشرف على ذلك مركز التنسيق المشترك.
ورحبت الولايات المتحدة بالاتفاق وقالت إنها ستركز على تحميل روسيا مسؤولية تنفيذه.