تضييق متزايد على الناشطين العراقيين: اختطاف بالنجف واستهداف آخر في ذي قار

14 فبراير 2021
التحركات باستهداف الناشطين تتصاعد (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

أقدم مسلحون مجهولون، ليل أمس السبت، على اختطاف ناشط مدني في الاحتجاجات الشعبية العراقية في محافظة النجف، فيما تمكّن ناشط آخر من الإفلات من محاولة استهداف لمنزله بعبوة ناسفة في محافظة ذي قار.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه عمليات استهداف الناشطين في المحافظات الجنوبية، من قبل مليشيات مسلحة، فيما لم تكشف الحكومة والجهات المسؤولة عن تلك الجهات، ولم تعتقل أياً منها.
ووفقاً لمسؤول أمني في محافظة النجف، تحدّث لـ"العربي الجديد"، فإن "مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة مدنية، تمكنوا، ليل أمس، من اختطاف المتظاهر علي نصير، من شارع "دائرة الجنسية" وسط محافظة النجف"، مبينا أنهم اقتادوه إلى جهة مجهولة".

وفي ذي قار، ووفقاً لوكالات أنباء عراقية محلية، فإن الناشط إحسان الهلالي، الذي تم استهداف منزله الأسبوع الماضي بعبوة ناسفة، "تمكن ليل أمس من إحباط محاولة استهداف جديدة لمنزله"، مبينة أن "الهلالي وبالتنسيق مع أقربائه وجيرانه، اتخذ إجراءات لمراقبة المنزل مراقبة مشددة، وقد تمكن في ساعة متأخرة من ليل أمس من رصد شخصين حاولا زرع عبوة عند باب منزله، وتمكنوا من القبض عليهما بالجرم المشهود".
وأضافت أنه "تم تسليم المسلحين إلى الشرطة المحلية للتحقيق معهما، فيما بدأت عشيرة الناشط بالتحرك ضد عشيرتي المسلحين، وفقاً للأعراف القبلية في مثل هذه الحوادث".
كما أكدت وسائل إعلام محلية عراقية وناشطون أن "مجموعة مسلحة اختطفت ثلاثة أشخاص فاعلين في تظاهرات بمحافظة النجف، وأطلقت سراحهم بعد ساعات، حيث عثر عليهم على الطريق الرابط بين النجف وكربلاء من دون الكشف عن تفاصيل أخرى".

من جهته، عبّر الناشط عن محافظة ذي قار، علي البهادلي، عن مخاوفه من "إطلاق سراح المسلحين الذين أوقع بهما الناشط بذي قار، وسلمهما إلى الشرطة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "التحركات باستهداف الناشطين تتصاعد، وأن المسلحين التابعين لمليشيا باتت معروفة للجميع، وهي مليشيا "سرايا السلام"، وينفّذون عمليات الاستهداف في ذي قار والنجف وبابل وغيرها، بحرية مطلقة، ومن دون أي خوف من اعتقال أو القبض عليهم".
وأبدى استغرابه، من "عجز القوات الأمنية عن اعتقال أي مسلح، على الرغم من تسجيل عمليات استهداف بشكل يومي، في وقت استطاع ناشط مع عشيرته القبض على مسلحين، الأمر الذي يؤكد عدم جدية أجهزة الدولة في متابعة ومحاسبة المسلحين"، محذراً من "إطلاق الشرطة سراح المسلحين الذين اعتقلهما الناشط، وعدم إخضاعهما للتحقيق".

وحمّل الحكومة والقوات الأمنية "مسؤولية حماية الناشطين من عمليات الاستهداف التي تطاولهم، وضرورة وضع حد لتحركات المليشيات المسلحة التي تستهدفهم".
يشار إلى أن مفوضية حقوق الإنسان العراقية، كانت قد دعت، في وقت سابق، القوات الأمنية، إلى تحمّل مسؤوليتها إزاء توفير الحماية للمتظاهرين من أي اعتداءات تطاولهم، معتبرة أن التعبير عن الرأي وحق التظاهر السلمي مكفول، ويجب الاستجابة لمطالب المتظاهرين السلمية المشروعة، والتي تسهم في تعزيز بيئة حقوق الإنسان في البلاد.

المساهمون