تصور أميركي بديل لاجتياح رفح يتضمن مشروعاً أمنياً على الشريط الحدودي

21 مارس 2024
نازحون برفح قرب الحدود المصرية، فبراير الماضي(محمد عبد/فرانس برس)
+ الخط -

التصور الأميركي يأتي لإقناع الاحتلال بعدم اجتياح رفح

مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية: لا تقدم في مفاوضات الدوحة

كشف مصدر مصري مطلع على تحركات القاهرة بشأن ملف الوضع في قطاع غزة، عن تفاصيل خاصة بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، والتي تتضمن مشروعاً أمنياً على الشريط الحدودي مع قطاع غزة كبديل لاجتياح رفح جنوب القطاع.

وأوضح المصدر أن "من المقرر أن يناقش الوزير الأميركي مع المسؤولين في مصر (اليوم الخميس)، تصوراً أميركياً بشأن الوضع الأمني على الشريط الحدودي بين سيناء وقطاع غزة، يضمن عدم تسرب السلاح إلى حركة حماس".

وأضاف أن الإدارة الأميركية "تعكف على صياغة مشروع أمني يتضمن بنى تحتية وإجراءات محددة على الشريط الحدودي، تضمن عدم بناء المقاومة في غزة ترسانتها العسكرية مجدداً".

التصور الأمني يأتي لإقناع الاحتلال بعدم اجتياح رفح

ولفت المصدر، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إلى أن "التصور الأميركي، يأتي في إطار طروحات بديلة تعمل على صياغتها واشنطن، لإقناع حكومة الاحتلال الإسرائيلية بعدم اجتياح رفح الفلسطينية برياً، في ظل تواجد نحو مليون و300 ألف نازح" في المنطقة.

مصدر مصري: يتضمن التصور الأميركي بنى تحتية وإجراءات محددة على الشريط الحدودي

وفي سياق ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، طلال عوكل، لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية قد بدأت، ولكن بأسلوب مختلف حتى لا تثير ضغوطا متزايدة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية التي لن توافق إلا على خطة مقنعة، لا تجلب لها المزيد من الضغوط الداخلية والخارجية".

وأضاف عوكل: "في كل الأحوال، فإن تكثيف وتوسيع عملية رفح، مرهون -مؤقتاً- بنتائج المفاوضات، وفي الوقت ذاته المعطيات تشير إلى رغبة قوية من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمتابعة وتوسيع الحرب، حتى لو تم إبرام صفقة تهدئة".

لا إنجاز ملموساً لجولات بلينكن

وتعليقاً على جولة بلينكن في المنطقة، قال المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، السفير رخا أحمد حسن، لـ"العربي الجديد"، "إنها الجولة السادسة للوزير في الشرق الأوسط (منذ بداية العدوان على قطاع غزة)، دون تحقيق أي إنجاز ملموس، سواء لوقف القتال في الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، أو توسيع دائرة الإمداد بالمساعدات الإنسانية التي تعرقلها إسرائيل بشتى السبل، تنفيذاً لسياستها في تجويع الفلسطينيين في غزة ليموتوا إما قتلاً أو جوعاً أو مرضاً".

وأضاف حسن أنه "في كل مرة يحيط بلينكن جولته بعدة تصريحات بلا مضمون حقيقي على أرض الواقع، ويهرب إلى الأمام، بالتركيز على حل الدولتين، دون تقديم أي خطة أو تصور لذلك".

وتابع: "من الواضح أن هدف جولات بلينكن، هو إعطاء المزيد من الوقت لإسرائيل، لتنفيذ خطتها العسكرية في غزة، وإظهار أن ثمة خلافات بين واشنطن وتل أبيب، ولكن الحقيقة أنه لا خلاف بينهما على القضاء على المقاومة الفلسطينية خاصة حماس، والعمل على إضعافها لأقصى درجة ممكنة، والعمل معاً على عدم عودة غزة إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستثمار الخلافات بين السلطة الفلسطينية وحماس لصالح إسرائيل".

وتابع: "لذا فإنه من غير المتوقع أن تكون جولة بلينكن الحالية، أفضل من جولاته السابقة، التي لم تسفر إلا عن مزيد من التعنت الإسرائيلي والاستمرار في الحرب الوحشية والإبادة الجماعية لسكان قطاع غزة".

لا تقدم في مفاوضات الدوحة

وعلى صعيد المفاوضات، وبينما أشارت تقارير صحافية إسرائيلية إلى "تقدم" في مسار مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ضمن جولة الدوحة الحالية، قال مصدر قيادي بالمقاومة الفلسطينية إنه "لا يوجد تقدم حتى الآن"، مشيرة إلى أن الأمور "تسير بنفس النهج الإسرائيلي في الجولات السابقة".

وقال المصدر إن "النهج الإسرائيلي المماطل لا يزال قائماً، وأن حجم التسريبات الكبير من جانب وسائل الإعلام العبرية، والتي لا تتماشى مع الواقع، تشير إلى سعي نتنياهو إلى المفاوضات كالعادة، من أجل تخفيف الضغوط الداخلية والأميركية عليه، دون وجود تقدم ملحوظ".

وأضاف المصدر أن "الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات الدوحة، جاء بنفس الصلاحيات المنقوصة السابقة، وهو ما يحمل إشارة إلى المماطلة، وإطالة أمد المفاوضات، لمجرد كسب الوقت".

وأوضح أن "استباق حكومة الاحتلال جولة المفاوضات الجديدة، بهجوم على مناطق وسط وشمال غزة، واستهداف قيادات الشرطة التي تتولى ضبط الأمن وتأمين المساعدات، والاعتداء على مجمع الشفاء الطبي، يحدث ظناً منهم أنهم قد يستطيعون فرض صفقة استسلام على المقاومة، وهو ما لا يمكن أن يحدث، إلا في خيال نتنياهو فقط".

فجوات واسعة بشأن بعض بنود المفاوضات

وأكد المصدر القيادي في المقاومة أن "الفجوات لا تزال واسعة بشأن بعض البنود، وفي مقدمتها عودة المواطنين إلى شمال القطاع دون قيود، وانسحاب جيش الاحتلال من الطريق الجديد الذي يفصل الشمال والوسط عن جنوبي القطاع، وكذلك شارعي الرشيد وصلاح الدين".

مصدر في المقاومة: لا تقدم في جولة المفاوضات في الدوحة

وأوضح أنه "تم رفض تسليم قائمة بالأسرى الإسرائيليين الذين ستشملهم المرحلة الأولى إذا تم الاتفاق، للوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات، قبل تقديم مؤشرات جادة بشأن الانخراط في عملية تفاوضية حقيقية، وليس مراوغة جديدة".

وفي سياق ذلك، قال السياسي الفلسطيني، والنائب السابق بالكنيست، جمال زحالقة، لـ"العربي الجديد": "يجب أن ننتبه إلى أن إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب بأي حال من الأحوال، وحتى لو كانت هناك هدنة مؤقتة، فهي ستواصل الحرب بعد انتهاء الهدنة".

وأضاف: "أيضاً إسرائيل لا تتحدث مع الوسطاء بشأن الهجوم على رفح، وهي ترفض أن تتحدث مع قطر ومصر بهذا الموضوع، والحديث الوحيد الذي تقبل به هو مع الولايات المتحدة، أما ما تبقى من العالم، فإسرائيل تقول إن لا دخل لهم في موضوع الخطط العسكرية لجيشها".

قضايا وناس
التحديثات الحية

وتابع زحالقة أنه "بالنسبة لصفقة التبادل، أعتقد أن هناك إمكانية جدية، في أن تكون هناك صفقة، وكل المؤشرات تدل على ذلك أيضاً".

وأوضح أن "تصريحات قيادة حماس، وما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية، تتحدث كلها عن أن هناك تقاربا في المواقف، وأن الفروق بين المواقف ليست كبيرة، وبالإمكان التوصل إلى هدنة مؤقتة، وتبادل الأسرى خلال فترة قريبة، ربما أسبوع أو أسبوعين".

وأضاف أنه "بعيداً عن حديث الصفقة والهدنة التي يجري التفاوض حولها، أعتقد أن على الدول العربية والجامعة العربية والشعوب العربية، أن تقوم بحملة لإيقاف هذه الحرب، ووقف هذا النزيف للشعب الفلسطيني، وأيضاً إدخال المعونات إلى غزة، ويجب أن يكون هناك موقف عربي، لأن هذا أكبر امتحان للذات العربية منذ سنوات طويلة".

المساهمون