قالت مصادر أمنية عراقية كردية في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، اليوم الخميس، إن عضواً بارزاً في جماعة إيرانية كردية معارضة وُجد مقتولاً في مكان إقامته بضواحي أربيل، وذلك في ثالث حادث من نوعه خلال أقل من أسبوع يتعرض له أفراد من المعارضة الإيرانية الكردية التي تنشط في مناطق كردستان العراق.
ويأتي الحادث بعد يوم واحد من تهديدات جديدة أطلقها رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، توعد فيها بعمليات عسكرية جديدة في مناطق شمالي العراق تستهدف الجماعات الكردية بحال "عدم تنفيذ التزاماتها"، في إشارة إلى تعهد سابق لحكومة محمد شياع السوداني بتفكيك تجمعات المعارضة الإيرانية الكردية على حدود إيران الغربية مع العراق في إقليم كردستان.
وقال ضابط في جهاز الأمن العام (الأسايش) بمدينة أربيل، لـ"العربي الجديد"، إن "الشرطة تلقت بلاغاً بالعثور على العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك)، سيامند شابوبي، مقتولاً بعدة رصاصات في مقر إقامته ضمن مخيم جيزنكان، الواقع شمال شرقي أربيل حيث توجد أسر وعائلات المعارضة الكردية الإيرانية هناك بكثرة"، وأضاف أن القتيل "أحد أفراد الجناح السياسي للحزب الإيراني المعارض، ويقود أنشطة سياسية وإعلامية ضد النظام الإيراني".
ويأتي الحادث بعد أقل من أسبوع على مقتل اثنين من أفراد المعارضة الإيرانية الكردية بأسلحة كاتمة للصوت على يد مسلحين اثنين تمكنا من الانسحاب من موقع الهجوم. وأصدر حزب "حدك"، يوم الجمعة الماضي، بياناً نعى فيه عنصريه المقتولين، عادل سرباز ولقمان حاج، متهماً إيران بالوقوف وراء الاغتيال.
ولا تعلن السلطات في إقليم كردستان عن تفاصيل التحقيقات عادة، ولا تتهم أي جهة بعمليات الاغتيال المتكررة التي تطاول أفراد المعارضة الإيرانية الكردية، لكن الباحث بالشأن الكردي العراقي سلام الجاف قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "طهران قررت تنفيذ عمليات استخبارية خارج أراضيها تستهدف المعارضة الكردية الموجودة في الإقليم، وهذا ما يظهر من خلال تكرار عمليات الاغتيال بالآونة الأخيرة".
وأضاف الجاف "من غير المرجح أن يكون هذا الأسلوب بديلاً عن العمليات العسكرية المباشرة، لكن يمكن اعتباره قراراً باستهداف القيادات البارزة في الجماعات الكردية الإيرانية المقيمة في أربيل والسليمانية، وهو ما يدفع إلى طرح تساؤلات عن حجم الاختراق الإيراني في تلك المناطق، وأيضاً عما إذا كانت نظرية المناطق الآمنة في كردستان العراق ستظل موجودة وفاعلة بالنسبة لأفراد تلك المعارضة، الذين قد يفكرون بالبحث عن مناطق أخرى أكثر أمناً لهم".