استمع إلى الملخص
- **هجمات داعش في البادية السورية:** قتل ستة عناصر من قوات النظام والمليشيات الإيرانية في هجومين منفصلين لعناصر "داعش" في باديتي تدمر والرقة، مع استمرار الهجمات المتكررة في المنطقة.
- **حملة أمنية في تلبيسة:** أعلن اللواء حسام لوقا عن بدء حملة أمنية في تلبيسة، تشمل دخول الجيش والأمن العسكري والمخابرات الجوية، وسط مخاوف من الأهالي من حملات اعتقال.
تشهد مناطق شمال غربي سورية بوادر تصعيد بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة مع تسارع خطوات التقارب بين تركيا والنظام في دمشق، فيما قتل عدد من عناصر النظام والمليشيات الموالية له نتيجة هجمات لتنظيم "داعش" في البادية السورية.
وذكرت مصادر عسكرية محلية لـ"العربي الجديد"، أن فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين"، بما فيها "هيئة تحرير الشام"، تستعد لشن هجوم واسع على مواقع قوات النظام السوري في مناطق شمال غرب سورية، حيث اتخذت الفصائل تحضيرات استعدادا لمعركة محتملة، مثل توزيع المهام على العناصر في الألوية، وتجهيز أسلحة ثقيلة وتدريب العناصر على استخدامها. ولفتت إلى أن بعض الفصائل فتحت باب الانتساب إليها، وسرعت في تخريج دورات للمتدربين.
وكانت "هيئة تحرير الشام" وفصائل أخرى، قد قامت خلال الأيام الماضية بعمليات تسلل ضد مواقع قوات النظام السوري في ريفي اللاذقية وحلب، وشنت هيئة تحرير الشام، الليلة الماضية، هجوما على مواقع النظام في وادي كلز بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، تزامنا مع هجوم على محور الصراف في المنطقة ذاتها، مما أدى إلى مقتل ضابط وعنصر من قوات النظام. كما شنت الهيئة الاثنين الماضي هجوما مماثلا على مواقع لقوات النظام على محور كباشين في ريف حلب الغربي، وتمكنت من أسر عنصرين من قوات النظام، وقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين.
قتلى من قوات النظام السوري في هجمات لتنظيم داعش
إلى ذلك، قُتل ستة عناصر من قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الموالية لها في هجومين منفصلين لعناصر من تنظيم "داعش" في باديتي تدمر بمحافظة حمص ومحافظة الرقة. وذكر الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد"، أن عناصر "داعش" هاجموا بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، الليلة الماضية، وفجر اليوم الأربعاء، نقاطاً عسكرية لقوات النظام ومليشيات موالية لإيران في بادية تدمر والسخنة شرقي حمص، أعقب ذلك اندلاع مواجهات انتهت بانسحاب التنظيم ومقتل عنصرين من "لواء فاطميون الأفغاني" وعنصر من قوات النظام.
ووفق مصادر موالية للنظام السوري، فإن طائرات حربية أقلعت من مطار التيفور العسكري في تدمر، وشنّت غارات جوية بعد انسحاب العناصر الذين كانت تقلهم آليات رباعية الدفع. كما ذكرت شبكات إخبارية محلية أن ثلاثة عناصر آخرين من قوات النظام قُتلوا في كمين لتنظيم "داعش" على طريق الرصافة - آثريا في بادية الرقة، وهم محمد أمين الحفيان، مجد لؤي الهابط، وخضر جميل الكشك. وتشهد منطقة البادية السورية هجمات متكررة ضد قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها، يرجح أن عناصر من "داعش" يقفون خلفها.
كما قتل ضابط برتبة ملازم أول بقوات النظام، متأثراً بجراح أصيب بها يوم أمس الثلاثاء، إثر تعرضه لطلق ناري مصدره مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في نقطة الحموش بمدينة العشارة شرقي دير الزور، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانب آخر، سمع دوي انفجارات متتالية في ريف الحسكة، ناجمة عن إجراء تدريبات عسكرية مشتركة بين قوات "التحالف الدولي" وقوات "قسد" بالذخيرة الحية في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمالي الحسكة، شملت التسديد بالمدفعية الثقيلة ومضادات الدروع، بمشاركة الطيران الحربي التابع للتحالف في أجواء المنطقة.
وفي جنوب البلاد، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي شخصا قرب السياج الحدودي مع سورية، بعد إصابته بطلقات نارية من قبل إحدى الدوريات الإسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قوله إن مشتبها به اقترب من الحدود قادما من سورية في مرتفعات الجولان صباح اليوم الأربعاء، وأثناء دورية روتينية لمجموعة من الجنود شاهدوا شخصا قرب السياج الحدودي، و"أطلقوا طلقات تحذيرية كي يعود إلى سورية، لكن الشخص أصيب بنيران الجيش ونقل إلى مستشفى في إسرائيل لتلقي العلاج".
حملة أمنية في تلبيسة الخميس
وفي وسط البلاد، اجتمع اليوم الأربعاء رئيس المخابرات العامة بدمشق اللواء حسام لوقا مع أهالي ووجهاء مدينة تلبيسة، حيث أبلغهم بأن قوات النظام ستبدأ يوم غد الخميس حملة أمنية بمدينة تلبيسة والمزارع المحيطة تزامنا مع فرض حظر للتجوال في المدينة.
وذكرت وسائل إعلام موالية أن الاجتماع حضره إلى جانب لوقا رئيس فرع المخابرات الجوية بحمص العميد رضوان صقار، ورئيس فرع الأمن العسكري العميد فراس الحسن، ورئيس فرع السياسية العميد فائق الأحمد، مشيرة إلى أن الحملة يوم غد سيدخل خلالها عناصر الجيش وفرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية إلى المدينة وسيتم التجول في شوارعها، مع تقديم وعود بعدم الدخول إلى المنازل، حيث ستقتصر عمليات التفتيش على بعض المزارع المحيطة بالمدينة. كما سيجري خلال الحملة تثبيت نقاط وحواجز على الطريق الدولي.
ووعد لوقا الأهالي بأنه لن يجري اعتراض أي شخص خضع للتسوية ويحمل بطاقة صادرة عن مركز التسويات، كما ستجري إعادة فرز العناصر المنشقين عن قوات النظام للفرقة الخامسة والعشرين والفرقة الرابعة التي تنتشر ضمن المنطقة الوسطى في محافظتي حمص وحماة. وتأتي هذه التطورات، بعد ست سنوات من سيطرة قوات النظام السوري الشكلية إلى حد ما على المدينة التي تعتبر إحدى المناطق الاستراتيجية لوقوعها على طريق دمشق-حلب الدولي.
وقال ناشطون إن بعض الأهالي في مدينة تلبيسة اختاروا النزوح عنها خوفا من دخول عناصر من أفرع المخابرات السورية إلى أحياء المدينة، وشن حملة اعتقالات وسوق المتخلفين عن أداء الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.
وكان اللواء لوقا، قد عقد في 22 أغسطس/ آب الماضي اجتماعا في مدينة تلبيسة مع وجهاء محليين أكد خلاله أن قوات النظام لا ترغب في التدخل الأمني في مدينة تلبيسة، "لكن استمرار بعض الأفراد في رفض التسوية وعدم تسليم الأسلحة، إضافة إلى عمليات الخطف والسلب وتجارة المخدرات، يفرض الحاجة لتدخل الدولة لحماية المواطنين" وفق بيان صدر في حينه.
وحث البيان "الخارجين عن القانون على العودة إلى الصواب ووقف وعدم التمادي في الباطل والجريمة" وأمهلهم مدة أسبوع واحد "لعودتهم إلى جادة الصواب"، وحث الأهالي على التصدي لهؤلاء وإقناعهم بتسليم أنفسهم للحيلولة دون تدخل قوات النظام. كما عقد اجتماع مماثل في 11 يوليو/ تموز الماضي عقب مبادرة شبان إلى قطع طريق تلبيسة - حمص - حلب الدولي، من أجل المطالبة بالإفراج عن شخصين اعتقلهما النظام السوري، منذ نحو شهرين، ليتدخل وجهاء المدينة ويفتحون الطريق مع وعود بالإفراج عن الشخصين.