تصاعد الضغط على انقلابيي النيجر مع اقتراب انتهاء مهلة "إيكواس"

06 اغسطس 2023
أكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود "إيكواس" (Getty)
+ الخط -

تصاعد ضغط المجتمع الدولي على الانقلابيين في النيجر عشية انتهاء إنذار وجهته المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، مؤكدةً استعدادها لتدخل عسكري إن لم يتراجع الانقلابيون عن سيطرتهم على السلطة.

والسبت، أكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود "إيكواس" لدحر محاولة الانقلاب. وقالت في بيان إنّ "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".

والجمعة، اجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا، لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الأفريقي.

وقال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية، عبد الفتاح موسى: "حُدِّد في هذا الاجتماع كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة".

وأضاف: "نريد أن تنجح الدبلوماسية، ونريد نقل هذه الرسالة لهم (المجلس العسكري) بوضوح، بأننا نمنحهم كل فرصة للعودة عمّا قاموا به".

في الثلاثين من تموز/يوليو الماضي، وبعد أربعة أيام من الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، أمهلت دول غرب أفريقيا الانقلابيين سبعة أيام، أي حتى مساء اليوم الأحد، لإعادة بازوم إلى منصبه تحت طائلة استخدام "القوة".

وشهدت النيجر، يومي الجمعة والسبت، تظاهرات دعم للانقلابيين في مختلف أنحاء البلاد، رُفع خلالها العلمان النيجري والروسي، إضافة إلى صور العسكريين الذين نفذوا الانقلاب، وفق التلفزيون الرسمي وصحافيين محليين.

بازوم بخير

واعتبر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، في مقابلة خاصة مع وكالة "فرانس برس"، أن الانقلاب في النيجر "خطأ فادح في التقدير (...) إنه يضعف مكافحة الإرهاب" في منطقة الساحل.

وأضاف أن "النيجر واحد من أفقر البلدان في العالم. 40% من موازنة البلاد تأتي من المساعدات الخارجية، وستعاني بشدة من غيابها إذا لم يُعَد النظام الدستوري".

وفي ما يتعلق بالتدخل العسكري في النيجر، أجاب أن "الإنذار صدر، وليس لي أن أعلّق عليه (...) نرى أن الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا تتولى مسؤولياتها في إدارة هذه الأزمة".

وأكد المجلس العسكري في النيجر أنه سيواجه القوة بالقوة.

من جهته، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء أمس السبت، أنه ضد أي تدخل عسكري في النيجر المجاورة.

وقال في مقابلة تلفزيونية: "نرفض رفضاً تاماً وقطعياً التدخل العسكري في النيجر"، مضيفاً أن "ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر".

وشدّد على أن "التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة، بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها".

وذكّر بأن "الجزائر تتشارك حدوداً بطول ألف كيلومتر تقريباً" مع النيجر، متسائلاً: "ما الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلاً عسكرياً؟"، في إشارة إلى ليبيا وسورية.

ويحظى المجلس العسكري بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر اللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022.

وقال البلدان اللذان عُلِّقَت عضويتهما في هيئات "إيكواس"، إنّ أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه "إعلان حرب" عليهما أيضاً، وسيؤدي إلى انسحابهما من الجماعة الاقتصادية.

كذلك، أعلنت تشاد المجاورة التي تُعَدّ قوة عسكرية مهمة، عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري.

وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري، أن الدبلوماسية تظل "الحل المفضل"، لكنه قال إنّ بلاده ستحذو حذو "إيكواس" إذا قررت التدخل.

واكتسبت النيجر دوراً محورياً في العمليات الفرنسية لمحاربة بعض التنظيمات المتشددة في منطقة الساحل، منذ خروجها من مالي بطلب من المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد عام 2022.

وشكلت النيجر في البداية قاعدة عبور للعمليات في مالي، قبل أن تستقبل القسم الأكبر من القوات الفرنسية في قاعدة جوية في نيامي. وسيكون انسحاب 1500 جندي فرنسي من النيجر بمثابة نكسة جديدة لباريس في حربها ضد المتشددين.

موقف نيجيري

في نيجيريا، حضّ كبار السياسيين رئيس البلاد بولا تينوبو، على إعادة النظر في التهديد بالقيام بتدخل عسكري.

ودعا مجلس الشيوخ النيجيري "رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيساً للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، إلى تشجيع القادة الآخرين في المجموعة على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية".

ونصح أعضاء في مجلس الشيوخ من ولايات في شمال نيجيريا، التي تتشارك سبع منها حدوداً بطول 1500 كيلومتر مع النيجر، بعدم القيام بأي تدخل عسكري حتى تُستنفَد جميع الخيارات الأخرى.

وأمس السبت، شجب أكبر تجمّع للمعارضة في البلاد العملية العسكرية المحتملة في النيجر، باعتبارها "غير مدروسة على الإطلاق".

وقال تحالف الأحزاب السياسية المتحدة: "لقد أُرهِق الجيش النيجيري على مرّ السنوات في محاربة الإرهاب وجميع أساليب التمرد التي لا تزال نشطة إلى حد كبير".

والخميس، حضّ تينوبو نفسه "إيكواس" على القيام "بكل ما يلزم" للتوصل إلى "حل ودي" للأزمة في النيجر.

(فرانس برس)

المساهمون