تصاعد الاحتجاجات الشعبية في السودان على تردي الأوضاع المعيشية

25 يناير 2021
يعاني السودانيون منذ أسابيع طويلة من شح في السلع الضرورية (Getty)
+ الخط -

تواصلت في العاصمة السودانية الخرطوم وعدد من المدن، اليوم الإثنين، الاحتجاجات الشعبية، ضد تردي الأوضاع وموجة الغلاء، الذي ضرب الأسواق في الأسابيع الماضية. وشهد حي الصحافة جنوب الخرطوم إغلاقاً تاماً للمنطقة بوضع متاريس على الطرق الرئيسة، خاصة المؤدية إلى الميناء البري بالخرطوم، وردد المحتجون الذي أحرقوا كذلك إطارات السيارات القديمة، هتافات ضد زيادة أسعار الخبز، وضد قرارات سلطات ولاية الخرطوم ببيعه بالكيلوغرام، كما ردد المحتجون هتافات ضد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

ويعاني السودانيون منذ أسابيع طويلة من شح في السلع الضرورية مثل الخبز والدواء والوقود وغاز الطبخ، كما يتعرض الجنيه السوداني إلى انهيار يومي أمام العملات الأجنبية، ويحدث ذلك في وقت تتعقد فيه خطوات تشكيل الحكومة الجديدة، نتيجة للخلافات بين الأحزاب الحاكمة.

يعاني السودانيون منذ أسابيع طويلة، من شح في السلع الضرورية مثل الخبز والدواء والوقود وغاز الطبخ

 

وفي منطقة الكلاكلة، أغلق المتظاهرون عدداً من الطرق الرئيسة لذات الأسباب، وهو ما تكرر في منطقة العباسية والثورة، بأم درمان والحاج يوسف بشرق النيل ومناطق أخرى.

وفي مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غرب البلاد، حاصر المتظاهرون، وأغلبهم من الطلاب، مقر حكومة الولاية بسبب انعدام الخبز والغلاء في أسواق المدينة. وكانت مدينة الأبيض، مركز ولاية شمال كردفان، قد شهدت أمس مظاهرات مماثلة تطالب بإسقاط والي الولاية.

ولم تتبن أي من الجهات الاحتجاجات الحالية حتى الآن، لكن تجمع "المهنيين السودانيين"، دينمو الحراك الثوري، ذكر في بيان له أن خروج الثوار للشوارع في مناطق متفرقة من العاصمة والولايات جاء تنديداً بما سماه سياسات التجويع والإفقار التي تصر عليها السلطة الانتقالية "وهي ذات سياسات نظام البشير وصدماته التي ثار عليها شعبنا وأسقطها"، موضحاً أن تلك السياسات من الواجب مقاومتها من أجل فرض توجهات تنموية عادلة ومتزنة منحازة للكادحين والمنتجين والإنتاج.

ودعا التجمع القوى الثورية الحية لـ"الاصطفاف والتوحد وتوسيع أشكال المقاومة حتى إسقاط هذه السياسات المجحفة، والتي لا تخدم إلا الطفيليين والمرابين والفاسدين وسارقي قوت الشعب وموارده"، طبقاً لما جاء في البيان.

ولم تعلق حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك حتى الآن على التظاهرات، فيما عقد حمدوك، اليوم، اجتماعا مع وزراء القطاع الاقتصادي، ناقش سبل توفير السلع الاستراتيجية للمواطنين، ومن المتوقع أن يعقد، اليوم، وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، مؤتمراً صحافياً يشرح ملابسات الأزمة الاقتصادية وجهود الحكومة فيها.

 

على صعيد آخر، يصل إلى الخرطوم، غداً الثلاثاء، اندرويونغ، نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا لشؤون الارتباط المدني العسكري، في زيارة تستغرق يومين، طبقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الحكومية. ويبحث المسؤول الأميركي خلال اجتماعاته مع كل من رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، بناء القدرات الأمنية والدفاعية وتعزيز الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة.