أعلن مسؤولون فيليبينيون أنّ سفناً تابعة لخفر السواحل الصينية منعت سفينتين فيليبينيتين من الوصول إلى المياه الضحلة المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، يوم الثلاثاء، ما سبّب "تصادماً بسيطاً".
وقال العميد في خفر السواحل الفيليبيني جاي تارييلا، في منشور على منصة "إكس"، إنّ سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني ترافقها مجموعة سفن قامت "بمناورات خطيرة" و"عرقلة" نتج منها تصادم أدى إلى "أضرار طفيفة في هيكل سفينة خفر السواحل الفيليبيني".
وأشار إلى نشر سفينة "بي آر بي سندانغان"، وسفينة ثانية، "لدعم عملية التناوب وإعادة تموين القوات المسلحة الفيليبينية" في المنطقة.
وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بكامله تقريباً، متجاهلة مجموعة من دول جنوب شرق آسيا المطلة على البحر وحكماً قضائياً دولياً بعدم أحقيتها.
وأعلن خفر السواحل الصيني، الثلاثاء، في بيان أنه "اتخذ إجراءات السيطرة" ضد ما وصفه بـ"توغل غير قانوني" لسفن فيليبينية في جزء متنازع عليه من بحر الصين الجنوبي.
وقال البيان: "في 5 مارس/ آذار، اتخذ خفر السواحل الصيني إجراءات السيطرة وفقاً للقانون ضد تسلل غير قانوني لسفن فيليبينية في المياه المتاخمة لشعاب ريناي جياو المرجانية في جزر نانشا الصينية".
و"ريناي جياو" هو الاسم الصيني لجزيرة "ساكند توماس شول" ضمن مجموعة جزر "سبراتلي" التي تطلق عليها بكين اسم "نانشا".
توتر مستمر في بحر الصين الجنوبي
وهذا الاصطدام هو الحادث الثاني من نوعه منذ ديسمبر/ كانون الأول، عندما أطلقت سفن صينية خراطيم مياه على زوارق عسكرية فيليبينية.
وفي 4 أكتوبر/ تشرين الأول، قال خفر السواحل الفيليبيني إن ناقلة نفط مسجلة تحت علم جزر مارشال اصطدمت بقارب صيد فيليبيني في بحر الصين الجنوبي، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة صيادين.
ووصف خفر السواحل الحادث بأنه "تصادم عرضي" وقال إنه سيتواصل مع السفينة.
وذكر خفر السواحل أنّ الحادث وقع بينما كان القارب يبحر على بعد 85 ميلاً بحرياً (157 كيلومتراً) شمال غربي منطقة سكاربورو شول المتنازع عليها. ونجا 11 فرداً من الطاقم بعد غرق القارب.
وتصاعد التوتر في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، بين الجانبين بعدما قالت الفيليبين إنها أزالت حاجزاً عائماً بطول 300 متر أقامه خفر السواحل الصيني بالقرب من منطقة سكاربورو شول، وهي منطقة صيد غنية متنازع عليها.
ومن المتوقع أن تتصدر النزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي جدول أعمال قمة زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا هذا الأسبوع.
وقبل قمة الأربعاء، قال الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس الابن خلال منتدى في ملبورن إن إدارته ستقوم "بكل ما يلزم لمواجهة أي تهديد لأراضي بلاده".
لكنه شدد على أن مانيلا ستواصل "السير على طريق الحوار والدبلوماسية من أجل حل النزاعات مع الصين".
وسيطرت الصين على منطقة المياه الضحلة الاستراتيجية في 2012، وحافظت على وجود مستمر لخفر السواحل وسفن الصيد هناك منذ ذلك الحين.
ويعتبر بحر الصين الجنوبي طريقاً تجارياً مهماً، وهو واحد من الطرق التجارية الرئيسية في العالم، وتحيط بالبحر الصين وتايوان ودول جنوب شرق آسيا، لكن بكين تطالب بكل البحر تقريباً.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)