خرجت جنين عن بكرة أبيها في جنازة الشهداء الأربعة الذين ارتقوا خلال العملية العسكرية الواسعة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة ومخيم جنين، شمال الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، كما شهدت مختلف محافظات الضفة الغربية حدادًا ومواجهات تنديدًا بجريمة الاحتلال في مخيم جنين.
وانطلق موكب تشييع الشهداء من مستشفى جنين الحكومي، حيث غصت الشوارع بالمشاركين الذين جاؤوا من كافة بلدات وقرى جنين، إضافة لمدينة ومخيم جنين، إذ تسابق الشبان في حمل جثامين الشهداء الأربعة وسط صيحات الغضب والتكبيرات، مرددين الشعارات المؤيدة للمقاومة والمطالِبة بسرعة الرد والانتقام لدماء الشهداء، كما علت الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مثل "من جنين سمعنا الصوت، قاوم قاوم حتى الموت"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح ونحن نواصل الكفاح"، و"من جنين تحية إلى القدس الأبية".
وبعدما جابت مسيرة الشهداء شوارع جنين، التي أقفلت فيها المحال التجارية أبوابها حداداً على أرواحهم، جرى نقل جثامين الشهداء كل إلى مسقط رأسه، حيث ووري الشهيدان عبد الرحمن فتحي خازم (27 عاما)، ومحمد أبو ناعسة، في مقبرة مخيم جنين، ومحمد محمود براهمة (30 عاما)، في مقبرة قريته عنزة، جنوب جنين، وأحمد نظمي علاونة (26 عاما)، في المقبرة الشرقية بمدينة جنين.
واستشهد الشبان الأربعة خلال مواجهات واشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال شهدها مخيم جنين صباح اليوم.
مواجهات على حاجز حوارة العسكري
من جهة أخرى، اندلعت مواجهات عنيفة مساء اليوم، على حاجز حوارة العسكري المقام جنوبي نابلس، بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت وابلاً من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، ما أوقع عديد الإصابات.
وأعلنت الإغاثة الطبية في نابلس عن إصابة الصحافي نضال اشتية بقنبلة غاز في القدم أطلقها جنود الاحتلال باتجاهه، وكذلك المصور عبد الله بحش بالاختناق، واعتقل الاحتلال الشاب أحمد حسن قطناني خلال المواجهات وتم نقله إلى معسكر قريب لجيش الاحتلال، بعدما أنهال عليه بالضرب المبرح.
وكان نحو عشرين فلسطينيا قد أُصيبوا بجراح متفاوتة جرّاء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على أهالي قرية "مادما"، جنوب نابلس.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمه تعاملت مع 8 إصابات جرّاء الاعتداء على المواطنين بالضرب، ونقلت 3 منهم إلى مستشفى "رفيديا" بمدينة نابلس لتلقّي العلاج اللازم، فيما أصيب 13 مواطنًا بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وذكرت مصادر محلية أنّ مستوطنين هاجموا البلدة وأضرموا النيران في مساحات من الأراضي القريبة من الشارع الالتفافي، شمالي قرية مادما، واعتدوا على المنازل القريبة، وعلى أثر ذلك اندلعت مواجهات بين الأهالي والمستوطنين، فسارعت قوات الاحتلال باقتحام القرية لتأمين الحماية للمستوطنين، مطلقة الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وداهم جنود الاحتلال منازل عدة في مادما، منها منزل المواطن عبد الغني سليم زيادة، واعتدوا عليه وعلى أفراد أسرته بالضرب المبرح بأعقاب البنادق، كما اعتقل جنود الاحتلال المواطنَيْن أحمد عبد الغني زيادة وأدهم مازن زيادة بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح وإصابتهما.
إلى ذلك، أُصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات على دوار دير شرف، غربي نابلس.
وأُصيب شابان بجروح بالقدم بالرصاص الحي (التوتو) واعتقل آخران، اليوم الأربعاء، في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة.
كما أُصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في قدمه وآخرون بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، اليوم الأربعاء، إثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة منددة بالعدوان على مخيم جنين، انطلقت من وسط مدينة رام الله باتجاه المدخل الشمالي لمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، كما عم الإضراب التجاري مدينتي رام الله والبيرة حداداً على أرواح شهداء جنين.
إلى ذلك أيضاً، أُصيب عدة فلسطينيين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة الخضر، جنوب بيت لحم، جنوب الضفة، رفضًا لجريمة الاحتلال في جنين.
من جانب آخر، قرعت أجراس كنيسة المهد في بيت لحم أجراسها حدادا على أرواح شهداء جنين، فيما عم الإضراب الشامل بيت لحم حدادا على أرواح شهداء جنين، بينما أُصيب فلسطيني برضوض، اليوم الأربعاء، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه بالضرب عقب اقتحام محله التجاري في مخيم عايدة، شمال بيت لحم، نقل على أثرها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج.
على صعيد منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية، تركزت في الجزء الشرقي منه، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته.
من جانب آخر، أُصيب فلسطيني، الليلة الماضية، بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط و15 آخرين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، وعولج المصابون ميدانياً.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، الفتاتين لين وتالين أبو جمعة من بلدة الطور، شرق مدينة القدس، واعتقلت من البلدة أيضاً سامي أبو الهوى وزوجته من منزلهما، وهما والدا الطفل محمود (15 عاما)، المعتقل منذ أسبوع.